تسيطر حالة من الترقب الحذر على سكان شارع بولس حنا في منطقة الدقي، حيث يقع مقر حزب الوفد الجديد. فمناصرو الحزب يستعيدون آلة الزمن الى الوراء، ليستعيدوا بالذاكرة أحداث العام 2006، اذ تسدل محكمة جنوبالقاهرة صباح اليوم الستار على نهاية أهم نزاع ماراثوني على تركة أكبر الأحزاب المصرية وأعرقها. واذا جاء الحكم لصالح الرئيس السابق للحزب نعمان جمعة فإنه سينسف كل ما تم من إجراءات على مدار عامين، حسب تأكيدات جمعة، في حين يرى المستشار القانوني وعضو الهيئة العليا للوفد عصام شيحة أن الحكم لا يجدي، مستنداً إلى أن الجمعية العمومية التي فصلت جمعة في وقت سابق هي جمعية صحيحة، كونها دعيت من جانب جمعة نفسه. ولوحظ أن الموقع الرسمي للحزب ذكَّر مناصريه بأحداث العام 2006 عندما اجتاح جمعة ومعه عدد من أنصاره مقر الحزب مستخدمين أسلحة نارية ما أسفر عن اصابة 14 شخصا معظمهم من العاملين في جريدة الحزب. وأعربت نقابة الصحافيين في القاهرة عن قلقها من الآثار المحتملة للصراع المحتدم بين قادة الوفد على مصير الحزب وصحيفته. وناشد مجلس النقابة في بيان له أمس كل مؤسسات الدولة العمل على حماية الصحافيين والعاملين في الصحيفة. وينشغل الرئيس الحالي للحزب محمود أباظة بتحصين إجراءات الجمعية العمومية المقرر عقدها اليوم الأربعاء ليكسبها مزيداً من الشرعية، خصوصاً أن الهيئة الوفدية الجمعية العمومية هي الوحيدة صاحبة حق الاختصاص في تسمية رئيس الحزب، وذلك استناداً إلى القانون واللائحة وهو ما أقر به السكرتير العام للوفد منير فخري عبدالنور. ويرى خبراء أن القصد وراء دعوة أباظة الى عقد الهيئة الوفدية، وفي حال جاء الحكم لصالح جمعة، هو العودة بالصراع إلى المربع رقم صفر. وعلمت"الحياة"أن سلطات الأمن في محافظة الجيزة رفعت درجة الاستعدادات الى القصوى تحسباً لحدوث أي اشتباكات بين أنصار أباظة وجمعة، فيما تم الدفع بتعزيزات أمنية على مقار البعثات الديبلوماسية القريبة من المقر.