يستطيع أن ينعم منتخبا الأرجنتينوالولاياتالمتحدة لكرة السلة بأيام قليلة من الهدوء، قبل بدء المواجهات الأولمبية في بكين، والتي يستعد لها حاملاً اللقب في النسختين الأخيرتين أثينا وسيدني، وهي تنطلق في 10 آب أغسطس، ويتضمن يومها الأول مباراة الولاياتالمتحدة مع الصين ضمن المجموعة الثانية. وكان الملحق التأهيلي الحاسم، الذي أجريت مبارياته في العاصمة اليونانية أثينا، أكمل عقد المنتخبات ال12، بالتحاق اليونان وكرواتياوألمانيا في الركب. وبذلك ضمّت المجموعة الأولى الأرجنتين حاملة اللقب، استراليا، إيران بطلة آسيا 2007، ليتوانيا، روسياوكرواتيا. وتألفت المجموعة الثانية من أنغولا بطلة أفريقيا، الصين، إسبانيا بطلة العالم الولاياتالمتحدة، ألمانيا واليونان. إذاً ستة منتخبات أوروبية تنتظرها مواقف صعبة. وفي رأي خبراء أن احتدام المنافسة لم يبلغ مرة الذروة التي سيكون عليها في"الأولمبياد ال29"، وباعتبار أن المنتخبات الثلاثة الأخيرة المتأهلة جاءت من القارة العجوز تحديداً، بينما يرى آخرون أن بصمات الدوري الأوروبي للمحترفين"يوروليغ"الإيجابية واضحة في هذا المجال، وستتبلور أكثر في الأولمبياد. ويعلّق مدرب المنتخب الألماني ديرك بارومان على هذا التأهل، لافتاً الى قوة المستوى وحدة المنافسة والضغط الميداني، باعتبار أن المنتخبات الثلاثة التي نجحت في حجز البطاقات الصينية، خاضت خمس مباريات في سبعة أيام. يذكر أن اليونان وصيفة العالم حلت رابعة في بطولة أوروبا الأخيرة أولى عام 2004، وألمانيا خامسة وكرواتيا سادسة، أي أن الواقع الفني لم يخرج عن المألوف أو التوقعات، وبالتالي فإن المنطق فرض نفسه كما يوضح باورمان. غير أن الألعاب الأولمبية أمر آخر، والنقاط الفنية للتشكيلات المشاركة تصوّب نحو من حقق تطوراً مضطرداً في المرحلة الأخيرة، مثل ألمانياوأنغولاوالصين، ومن يجدد شبابه مثل أسترالياوكرواتياوروسيا، إلى جانب القوى العظمى التقليدية. والمنتخب الأميركي الذي ينشد الذهب بعد صعوبات الدورة الأخيرة وتعثره المونديالي عامي 2002 و2006،"يركلج"إيقاعه في عدد من المباريات الاختبارية الودية. ويعتقد كثر أن تشكيلة تضم كوبي براينت ولوبرون جيمس وكارميلو أنطوني وجايسون كيد ودواين ويد وكريس بول أو دوايت هوارد قادرة على الكثير، شرط أن تكون استفادت من التجارب السابقة ودروسها. من جهته، يبدو المنتخب الإسباني مستعداً تماماً، يقوده لاعب ارتكاز لوس أنجليس لايكرز الأميركي بو غاسول. وسينضم إلى غاسول 28 عاماً القادم بداية الموسم الماضي إلى لايكرز بعد ستة مواسم ونصف الموسم أمضاها مع ممفيس غريزليز، معظم لاعبي المنتخب الذي أحرز بطولة العالم 2006 والمركز الثاني في بطولة أوروبا 2007. وتضم اللائحة 12 لاعباً، بينهم صاحب التسديدات القاتلة من خارج القوسخوان كارلوس نافار وخوسيه كالديرون وفيليبي رييس واليكس مومبرو وخورخي غارباخوزا وشقيق باو، مارك غاسول المنتقل حديثاً إلى ممفيس غريزليز، إلى النجم الواعد ريكي روبيو 17 عاماً. ويقود إسبانيا منذ حزيران يونيو الماضي مدرب جديد هو أليخاندرو"ايتو"غارسيا رينيسيس 61 عاماً، الذي حلّ بدلاً من خوسيه"بيبو"هرنانديز الذي أشرف على المنتخب منذ كانون الثاني يناير 2006. وأقاله رئيس الاتحاد خوسيه لويس ساييز من منصبه، بعدما اعتبر أن الأخير مشغول بتمديد عقده بعد الأولمبياد، بدلاً من التركيز على تحضير فريقه. ومنذ أيام فاز منتخب إسبانيا على نظيره الأرجنتيني ودياً 90 88. و يبدو المنتخب اليوناني مؤهلاً أيضاً لدور أولمبي كبير، نظراً إلى قدرة عناصره ومزاياهم الهجومية وخبرتهم في المنافسات الكبيرة. وتحيط بمانو جينوبيلي ولويز سكولا ستة عناصر"أولمبية"مميزة في صفوف الأرجنتين، لكن السؤال إلى أي مدى يستطيع مقعد الاحتياط انتشال الأساسيين من مطبات مرجحة؟ ويفتقد منتخب روسيا بطل أوروبا للجناح المميز فيكتور كهيريابا بداعي الإصابة ما يقلل حظوظه، فضلاً عن وقوعه في المجموعة الثانية"الخانقة". وتطمح ليتوانيا لأن تكون"الحصان الأسود"في الدورة، وصفوفها معززة بصانع ألعاب كليفلاند زيدروناس إليغوسكاس، والهداف أرفيداس ماسييوسكاس. وتوفد كرواتيا منتخباً يضم بلانينيتش وبوبوفيتش ولونكار وروزتيش، رباعي التشكيلة التي حلّت ثانية في بطولة أوروبا للناشئين عام2000 خلف فرنسا بقيادة طوني باركر، فضلاً عن الجناح دامير ماركوتا. ولا صعوبة أمام كرواتيا في بلوغ دور الثمانية، على رغم وجود الثنائي أندرو بوغوت وديفيد أندرسن في صفوف أستراليا. وتطمح الصين ونجمها ياو مينغ العائد من إصابة إلى نتائج نوعية على أرضها، ما يطرح حسابات كثيرة أمام ألمانيا، كما أن الجميع يخشى مفاجآت أنغولا ويسعى الى تفادي أفخاخها.