توازن صعب الذي حققته الصين، نمو سريع غير مسبوق 11 في المئة، وتوازن اجتماعي قائم على اقتصاد التصدير. 2008 حقاً عام الصين حيث ستنطلق الألعاب الأوليمبية من بكين، لتدشن للعالم إمبراطورية تزاحم الولاياتالمتحدة في إفريقيا التي ذهب قادتها لبكين في قمة صينية إفريقية تؤكد تعاظم الدور الصيني في القارة السمراء، وفضلاً عن ذلك اشترت بكين من روسيا ما ينتج ويفكرمختبرات بحثية،وذهبت إلى تحويل آسيا الوسطى إلى مقاطعة اقتصادية صينية، وهو نجاح جيو سياسي له آثاره العميقة على مستقبل التوازنات داخل آسيا. إن أكثر نجاحات الصين قدرتها على التغلغل في الاقتصاد العالمي، لتصبح القوة الثانية في العالم بعد الولاياتالمتحدة، بل كان لدى القادة الصينيين مرونة عالية في التعامل مع مشاكل الداخل والخارج، أدت إلى فوز بكين بتنظيم الدورة الأولمبية هذا العام، صاحب هذا برنامجاً وطنياً يهدف إلى الفوز بالدورة الأوليمبية وإزاحة الولاياتالمتحدة عن عرش الدورة الأوليمبية للأبد، من خلال العدد الهائل من الموهوبين، والاستعانة لأول مرة في تاريخ الصين بمدربين من الخارج، كان الفارق بين الولاياتالمتحدةوالصين في دورة أثينا 2004، في الميداليات الذهبية ثلاث ميداليات. تعي الصين أن فرصتها الذهبية على أرضها، ستعطي لها في حالة الفوز رمزية سياسية في الصراع على النفوذ الدولي، لكن لأن آسيا التي تتشكل الآن، هي قارة متنوعة بصورة ملفتة، وثرية جداً، لدى دولها إرادة سياسية فاعلة، فإنه لن تسيطر عليها قوة واحدة بل ثلاث قوى هي اليابانوالصين والهند، بحيث إذا حدث تحالف ثنائي سيعيق القوة الثالثة من السيطرة، هذا ما سيساعد على استمرار الولاياتالمتحدة في لعب دور فاعل على الساحة الآسيوية ومن ثم الدولية، كعنصر توازن فريد بين هذه القوى التي سيشكل مع الاتحاد الأوروبي القوى الفاعلة الخمس في العالم خلال العقود القادمة، لكن ستبقى الصين بين هذه القوى الأكثر حيوية إذا ما عالجت مشاكلها الناتجة عن نموها المتسارع والرهيب، ولكن هل لدى الصين مشاكل حقاً ، قد لا يتخيل البعض هذه المشاكل في ضوء الصورة الصينية الوردية الحالية، لكننا نستطيع أن نوجز هذه المشاكل : -تواجه الصين خلال العقود الخمسة القادمة ارتفاع نسبة المسنين مقارنة بالشباب، نتيجة سياسة إنجاب الطفل الواحد، وهي سياسة أدت إلى الحد من النمو السكاني بشكل متسارع، أدى إلى إتاحة الفرصة للنمو الاقتصادي، لكن بات على الصين مراجعة هذه السياسة أو فتح الباب أمام العمالة الوافدة التي بدأت فعلياً تطرق الأبواب الصينية. -تعاظم نفوذ الأقاليم على حساب العاصمة بكين، وهو ما يهدد تمسك الدولة مستقبلا، فالعديد من القرارات الصادرة من بكين غير سارية فعلياً في الأقاليم التي تزداد ثراء، ويزداد حكامها قوة يوماً بعد يوم. -التلوث الذي أصبحت الصين تفوق فيه الولاياتالمتحدة اليوم، فالبيئة الصينية تعد الأكثر تلوثاً في العالم، وتنظيفها سيحتاج إلى مجهود ضخم غير متخيل حالياً. -التضخم، فالصين تستهلك كميات هائلة ومتزايدة من البترول، الذي يزداد سعره حالياً، وتشهد أيضاً نمواً في الأسعار متزايدأ، فشنغهاي صارت من أغلى مدن العالم على مستوى مدن مثل طوكيو ونيويورك ، إن لم تسبقها من حيث أسعار العقارات بها، هذا التضخم سيكون نقمة على اليوان، العملة المحلية، وسيؤثر سلباً على معدل النمو والأجور في الصين، ومن المحتمل على قدرتها التصديرية. * كاتب مصري