يبعث على القلق في واشنطن طابع عملية تحديث القوى المسلحة الصينية السري وارتفاع موازنة بكين العسكرية في السنوات الاخيرة، على رغم الازمة المالية الاقتصادية. وبلغت موازنة القوات العسكرية الجوية الصينية 15 في المئة من مجمل الموازنة العسكرية العامة، أي نحو 2.5 في المئة من الناتج الوطني المضطرد النمو. والعلاقات العسكرية الاميركية – الصينية لم تكن يوماً فاعلة ومؤثرة، بل هي علاقات شكلية. وانقطاعها في العام الماضي ترتب على بيع واشنطن تايوان اسلحة قيمتها نحو 6.4 بليون دولار. وانتقد وزير الدفاع الاميركي، روبرت غيتس، سرية برنامج تحديث القوى المسلحة الصينية ونموه المتسارع، وافتقار موازنة بكين العسكرية الى الشفافية. ولكن الرد الصيني جاء حازماً. والجيش الصيني قادر على بسط هيمنته في منطقة آسيا – المحيط الهندي وجوارها. وعلى رغم تكتمها على قوتها الصاروخية الاستراتيجية، تشير المعلومات الى امتلاكها 90 صاروخاً عابراً للقارات من انواع مختلفة، و180 رأساً نووياً محمولة بصواريخ جاهزة للقتال، و240 رأساً نووياً. وتسعى بكين في تحديث قوى الردع النووي من طريق استخدام قواعد اطلاق صواريخ ضخمة وغواصات من الجيل الثاني. وأكثر ما يقلق البنتاغون هو الصاروخ الصيني القادر على تدمير السفن الحربية الضخمة. وتعاظم قلق البنتاغون إثر اختبار الصين طائرة مقاتلة جديدة تعتمد على تقنية التهرب من الرادار «ستيليث» المتطورة اثناء زيارة غيتس الصين. وبكين وجهت رسالة الى العالم مفادها أن حظر تصدير التكنولوجيا المتطورة اليها غير ناجع. وعلى رغم قلة المعلومات عن الطائرة هذه، يبدو جلياً افتقارها الى مواصفات تقنية وتجهيزات ضرورية لترتقي طائرة من الجيل الخامس، مثل الطائرة الاميركية «ف -35» والطائرة الروسية «ت – 50». وتنظر واشنطن بعين القلق الى القوة العسكرية الصينية المتعاظمة جراء توتر الاوضاع في منطقة آسيا – المحيط الهندي وشبه الجزيرة الكورية والمشكلات النقدية – الاقتصادية بين الولاياتالمتحدة والصين. ولعل مرد الخوف الاميركي الى احتمال اندلاع سباق تسلح أميركي – صيني قد تنتقل عدواه الى دول مجاورة للصين، ومنها روسيا. ودعت واشنطن طوكيو الى شراء طائرة «أف -35» للتصدي للخطر الصيني. * صحافي، عن « كوميرسانت» الروسية، 12/1/2011، إعداد علي ماجد