أكد تقرير لمصرف "دويتشه بنك"، أن المستثمرين العرب "تحوّلوا إلى الاستثمار في تداول العملات، بعد تراجع سوقي الأسهم والسندات العالميتين، على خلفية أزمتي الرهن العقاري والسيولة اللتين تجتاحان العالم". وقدّر حجم التداول اليومي في أسواق العملات العالمية ب" 3 تريليونات دولار، في مقابل 500 بليون في سوق سندات الحكومة الأميركية و70 بليوناً في بورصة نيويورك". وأشار إلى أن منصة التداول"دي بي اف اكس دوت كوم"التابعة له، شهدت في النصف الأول من العام الحالي،"إقبالاً شديداً من مستثمرين من منطقة الشرق الأوسط على تداول اليورو والدولار، اللذين شكلا نحو 36 في المئة من حجم تداول العملات في المنطقة. وسجل تداول العملتين في الاتجاهين 37 في المئة تقريباً من حجم التداول في مجال الصرف الأجنبي عبرها في الربع الأول، وانخفضت النسبة إلى 34 في المئة من مجموع حجم التداولات فيها في الربع الثاني". إذ أوضح أن المستثمرين"واصلوا شراء اليورو في وقت تراجعت فيه قيمة الدولار الأميركي في مقابل العملة الأوروبية". ولاحظ تقرير"دويتشه بنك"أن تداول الدولار/ الين الياباني حلّ ثانياً، وكان الأكثر تداولاً في الشرق الأوسط في الربع الأول من هذه السنة، مسجلاً 24 في المئة من حجم التداول الإقليمي، كما شهد تداول الجينه بالاسترليني / الدولار الأميركي إقبالاً، مسجلاً 28 في المئة من حجم التداول في الربع الثاني، بعدما حقق نسبة 7 في المئة فقط من مجموع حجم التداول في الربع الأول. وجاء التداول في الاسترليني/الين الياباني في المرتبة الثالثة في الربع الأول في الشرق الأوسط، مشكلاً 17 في المئة من حجم التداول الإجمالي. ثم انتقل إلى المرتبة الرابعة في الربع الثاني، إذ رفع المتداولون عمليات الدولار /الين الياباني إلى المرتبة الثالثة لتسجل 28 في المئة من الإجمالي". وأكدت مديرة المبيعات العالمية لمنصة"دي بي أف إكس دوت كوم"في"دويتشه بنك"بيتسي واترز، أن الإقبال من المستثمرين في الشرق الأوسط"يزداد"، وهم"يدخلون سوق تداول العملات الأجنبية بسبب تراجع أحجام النمو في أسواق الأسهم والسندات العالمية". ويتيح التداول في العملات الأجنبية للمستثمرين فرصة تنويع محافظهم الاستثمارية، ويعتبر أداة تحوط خاصة خلال الأزمات، بسبب ضعف ارتباطه بأسواق الأسهم والسندات. ويشار إلى أن أسواق العملات الأجنبية مفتوحة للتداول على مدار الساعة ولسبعة أيام في الأسبوع، ما يتيح للمستثمرين اتصالاً دائماً بالسوق، ويزيدها زخماً. ورأت واترز أن النمو في حجم التداول في العملات الأجنبية في الشرق الأوسط في الأشهر الماضية"يؤكد أن المنطقة من أسرع أسواق العملات الأجنبية نمواً وتطوراً، إذ تزداد أعداد المستثمرين فيها، الذين يكتشفون فوائد التداول في العملات الأجنبية كفئة أصول جديدة إلى جانب الأسهم والسندات". وكانت طريقة تداول العملات مقتصرة على مؤسسات وشركات الاستثمار الكبيرة، غير أن تطوير منتجات تداول العملات عبر الإنترنت مثل dbFX.com جعل التداول في متناول الشركات العائلية والمستثمرين الخاصين في دول مجلس التعاون الخليجي. ومع تكاثر هذه الوسائل في الأسواق، بات اختيار المزود الصحيح قراراً معقداً لمستثمرين كثر تواجههم مسائل التسعير وميزات المنصة وهامش الربح، التي تختلف لجهة العرض والنظم الرقابية. وعزا خبراء في السوق إقبال المستثمرين المتزايد على التداول بالعملات الأجنبية، إلى"تفادي هبوط أسعار الاستثمارات والمضاربة". ومع تداول ما يزيد على 3 تريليونات دولار يومياً في أسواق العملات الأجنبية، أي ما يزيد 30 مرة على حجم التداول في بورصة نيويورك، يتضح أن هذا التداول يشكل سوقاً عالية السيولة.