أكد مصرف "دويتشه بنك" في تقرير حديث ان سوق تداول العملات حول العالم تشهد نمواً متسارعاً، مع عمليات التداول النشطة التي افرزها ظهور شبكة الإنترنت، لتصبح وسيلة رئيسة للتداول من جانب الأفراد والمصارف والمؤسسات. وأشار المصرف الألماني، الذي يحتل المركز الأول في العالم هذا المجال، إلى ان معدل تداول العملات عالمياً ارتفع بنسبة 42 في المئة خلال عام واحد، من 125 تريليون دولار إلى 175 تريليوناً في عام 2007. وأوضح ان معدل النمو في التداول في منطقة الشرق الأوسط ارتفع أيضاً بمعدل 42 في المئة، وأنه مرشح للزيادة هذا العام. وباتت تجارة العملات تجتذب عدداً كبيراً من المستثمرين في دول المنطقة العربية، خصوصاً منطقة الخليج، التي تنعم بسيولة كبيرة بفعل الارتفاع القياسي لأسعار النفط. ويعتبر الاستثمار في العملات الأجنبية وتداولها عنصراً جوهرياً في محفظة المستثمرين من المؤسسات، وأصبح تدريجاً وسيلة مهمة للتحوّط ضد المضاربة بين الأثرياء من المستثمرين الأفراد. ويوفر سيولة كبيرة للمستثمرين، ويتداول يومياً حول العالم ما تعادل قيمته ثلاثة تريليونات دولار، أي ما يفوق ب 20 مرة معدل حجم التداول اليومي في"بورصة نيويورك"للأسهم. وأدى تضاعف قيمة تداول العملات في المنطقة العربية مقارنة ببقية الأسواق، وتزايد عدد المتعاملين في منطقة الخليج الى جعل الشركات العالمية تصدر منصات تداول باللغة العربية لتسهيل دخول المستثمرين العرب، بعد ان باتت منطقة الشرق الأوسط من أهم الأسواق لتداول العملات في العالم. وأكد"دويتشه بنك"أنه تمكن من مضاعفة أحجام تداوله بالعملات الدولية سنوياً منذ أن قدم خدمة تداول العملات لزبائنه في الشرق الأوسط، وطبق هيكلاً"هجيناً"يربط بين مكتبه في لندن وبين المنطقة، بهدف ربط الزبائن الإقليميين بشبكته العالمية. ويستحوذ المصرف العالمي على 38 في المئة من حجم تداول العملات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خصوصاً بعد إطلاقه منصّة"أتوبان"للتداول والتسعير، ومنصة"دي بي أف أكس"للتداول بالعملات للأفراد عبر الإنترنت. وكان التداول في السابق يقتصر على مؤسسات وشركات الاستثمار الكبيرة، غير أن تطوير منتجات تداول العملات عبر الإنترنت، مثل منصّة"دي بي أف أكس"، جعلها في متناول الشركات العائلية والمستثمرين الأفراد في دول مجلس التعاون الخليجي. ويتيح هذا الموقع الإلكتروني للمستثمرين فرصة للتداول ب34 زوجاً من العملات، من طريق منصة تداول إلكترونية سهلة الاستعمال، إضافة إلى الاطلاع على تقارير"دويتشه بنك"الرائدة. ويشير"مؤشر دويتشه بنك للعائد على العملات"، الذي يتابع أداء محافظ استثمارية متنوعة تستثمر بالعملات الأجنبية، إلى أن العملات الأجنبية حققت، ما بين عامي 1980 و2006، عوائد سنوية تفوق تلك المحصّلة من مؤشر"ستاندرد آند بورز للشركات ال500 العملاقة"ومؤشر"ام اس سي آي". وحقق معدل العائدات السنوية لمؤشر العملات الأجنبية نسبة 11 في المئة في هذه الفترة.