استمرت موجة الحرائق في عدد من أحراج بلدات لبنان أمس، بفعل ارتفاع درجات الحرارة. وامتد الحريق في أحراج منطقة سوق الغرب في جبل لبنان، في اتجاه تلة الپ"888"وصولاً إلى أطراف مدينة عاليه، في ظل صعوبة وصول فرق الدفاع المدني والجيش اللبناني إلى المنطقة، بسبب الألغام الأرضية الموجودة في تلك الأحراج منذ فترة الحرب، لكن امكن عصراً تطويق هذا الحريق. وانضمت طوافتان قبرصيتان إلى جهود مكافحة الحرائق، بعد هبة قدمها رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري لمصلحة الهيئة العليا للإغاثة، وتتضمن تغطية تكاليف استئجار الطوافتين من قبرص لمدة ثلاثة اشهر بغية إخماد الحرائق. وهذا النوع من الطائرات شارك العام الماضي في إطفاء الحرائق التي اندلعت في حينه في بعض المناطق اللبنانية، مع العلم أن طوافتين للجيش وأخريين للأمم المتحدة شاركت منذ أول من أمس في عمليات الإطفاء، إضافة إلى سيارات الدفاع المدني وطواقمها. ويبذل عناصر الدفاع المدني جهوداً كبيرة، على رغم قلة عدد العناصر في المراكز الذي يقتصر على المتطوعين أو بعض العناصر غير الشابة، وهم في معظمهم غير مضمونين صحياً ولا اجتماعياً في حال تعرضهم لأي حادث إصابة أو وفاة. ويعملون في ظل صعوبات كبيرة حيث سجل انفجار نحو 15 لغماً جراء النيران المندلعة. وأكد المدير العام للدفاع المدني العميد درويش حبيقة أن الفرق تعمل بتوجيهات مباشرة من وزير الداخلية زياد بارود بوضع كل الإمكانات المتوافرة لديها لإطفاء الحريق والسيطرة عليه، متوقعاً أن"يتم ذلك نهائياً بعد ظهر اليوم أمس على أبعد تقدير". وتابع رئيس الجمهورية ميشال سليمان موضوع الحرائق مع المعنيين في الحكومة، واستغرب عضو كتلة"المستقبل"النيابية محمد قباني"عدم شراء طائرة أو أكثر لمكافحة الحرائق والاكتفاء بالاستنجاد بالدول المجاورة التي تملك مثلها، مع أن قيمة أضرار الحرائق السنوية تفوق بكثير ثمن طائرة حريق"، لافتاً إلى"ضرورة تنفيذ توصيات لجنة الأشغال العامة النيابية طيلة أربع سنوات بإنشاء هيئة إدارة الكوارث".