- ذهبت لقضاء عطلة صيفية مريحة في بلد آخر، وبعد 48 ساعة من وصولي داهمني الإسهال على حين غرة. ظننت ان الأمر عارضاً، الا أنه لازمني كظلي. استشرت الطبيب في شأنه فطلب لي فحصاً للدم والخروج، فجاءت النتائج سلبية، فما سبب الإسهال؟ - الجو كان حاراً وثقيلاً، وبينما كنت أقوم بعملي تحت أشعة الشمس بدأ العرق يتصبب مني بغزارة وفاجأتني الآلام والتقلصات العضلية في البطن والذراعين والساقين، وكدت أقع أرضاً. نقلني صديق الى مكان ظليل استرحت فيه واستعدت قواي. - استيقطت صباحاً وانا أعاني من ضيق في التنفس، ونظرت الى جسمي فوجدته مغطى بتورمات مرتفعة قليلاً عن سطح الجلد، ذهبت الى أقرب مركز طبي للاستيضاح فقالوا ان مشكلتي سببها قرص الحشرات. في الصيف تكثر التنقلات ويحدث شرخ في العادات العائلية والاجتماعية، خصوصاً الغذائية. وهناك ثلاث مشاكل صحية شائعة قد نعاني منها في فصل الشمس هي الإسهال والحر الثقيل وقرص الحشرات، وفي ما يأتي نعرج قليلاً على كل واحدة منها مذكرين بالسبل الكفيلة بتجنبها أو على الأقل التخفيف من وطأتها: الإسهال الصيفي يطاول هذه المشكلة عدداً كبيراً من المصطافين والمسافرين، واذا حاولنا معرفة السبب الذي يقود اليها لوجدنا ضالتنا في بعض الميكروبات التي تجد فرصة ذهبية للنمو والتكاثر، وتطلق هذه الميكروبات سموماً تمنع الأمعاء من امتصاص الماء الذي نشربه أو الآتي من الغذاء فيتشكل نتيجة ذلك فائض منه في الأمعاء التي تضطر للتخلص منه فيحدث الإسهال. ان جراثيم"الإيشريشيا كولي"و"الشيغيلا"و"السالمونيلا"هي من أكثر الميكروبات تسبباً للإسهال الصيفي. ولا يغيب عن البال دور بعض الطفيليات مثل"الأميبيا"و"الجيارديا"اضافة الى عدد من الفيروسات في اثارة الإسهال. الا ان نسبة مهمة من الإسهال الصيفي لا يمكن ايجاد سبب واضح لها، حتى وإن أعاد البعض السبب الى بعض العوامل مثل التبدل في العادات الغذائية والتعب وفارق التوقيت. ان معظم حالات الإسهال الصيفي تنتهي من دون مشاكل مهمة في خلال يومين الى ثلاثة على الأكثر ولا تحتاج اطلاقاً الى المعالجة بالمضادات الحيوية أو سواها. أما اذا تمادى الإسهال لأكثر من 72 ساعة من دون ظهور أي بادرة للتحسن فعندها لا مفر من استشارة الطبيب، خصوصاً اذا ترافق الإسهال مع عارض أو أكثر من العوارض الآتية: - اذا تلون البراز بالأسود أو الأحمر. - اذا ترافق الإسهال مع الحمى. - اذا وجد ألم في البطن مع التقيؤ والنفخة. ما السبيل الى تفادي الإسهالات الصيفية؟ ان النصائح الآتية نافعة في تجنب الإسهالات الصيفية وهي ان لم تبعدها كلياً فإنها على الأقل تخفف من عبئها الثقيل: 1- تجنب ابتياع الأغذية المشرعة للهواء والذباب والحشرات فهذه غالباً ما تكون بؤراً مناسبة لنمو الجراثيم. ويكثر في اماكن الإصطياف بيع الهامبرغر وما شابه، فمثل هذه الأطعمة يصعب جداً ضمان سلامتها وسلامة بائعيها. 2- التأكد من صلاحية مياه الشرب والمياه التي تستعمل في غسل الخضار والفواكه، وفي حال وجود أي شك في صلاحها فمن المفضل، بل من الضروري غلي الماء لمدة لا تقل عن خمس دقائق. 3- غسل اليدين بالماء والصابون قبل الأكل وبعده. 4- طهو الأطعمة جيداً. 5- تقشير الخضار والفواكه. 6- الابتعاد عن تناول اللحوم والأطعمة النيئة. 7- تناول اللبن المعزز بالجراثيم اللبنية النافعة. 8- تناول المشروبات الحامضية للحد من تنامي جراثيم"الإيشريشيا كولي"المسؤولة الأولى عن اسهالات الصيف. 9- الحذر من مكعبات الثلج في المطاعم فهذه قد تكون ملوثة بالجراثيم. الحر الثقيل ان موجات الحر الشديد تقود الى فقدان كميات كبيرة من العرق وبالتالي ضياع ما هب ودب من السوائل والأملاح المعدنية، وهذا كله يدخل صاحبه في معمعة من الضيق والضجر والملل والشعور بالاختناق وقلة النشاط والمزاج السيئ للغاية، وطبعاً فإن الأجهزة المعنية للجسم تحاول اصلاح الخلل، وعندما تفشل هذه في أداء المهمة يهبط ضغط الدم ويشعر الشخص المصاب بالدوخة، واذا استمر هبوط الضغط فإن الدم لا يصل كفاية الى خلايا المخ عندها يصبح المريض مشتت الإنتباه وقد يقع مغمياً عليه لا يعي ما حوله. ان العلاج في هذه الحال يقوم على وضع الشخص في الظل مع امداده بما يكفي من الماء والملح. ما العمل لتجنب عواقب الحر الشديد؟ النصائح الآتية تفيد في الوقاية من نتائج الحر الشديد: - شرب السوائل باستمرار حتى مع عدم الشعور بالعطش. - اللجوء الى الظل في ساعات الحر القوية وتفادي العمل تحت أشعة الشمس القوية. - التقنين من شرب المنبهات الحاوية على الكافيئين لأنها تدر البول وتزيد من التعرق وتعرض الجسم للجفاف. - تناول كميات قليلة من الطعام وتفادي المآكل الدسمة. - الإكثار من أكل الخضار والفواكه. - تبريد الجسم قدر المستطاع بأخذ حمامات باردة متكررة. - ارتداء الملابس القطنية الفضفاضة. - تجنب القيام بأي نشاط رياضي أو عضلي في أوقات الحر الشديد. - الاستفادة من المكيفات الهوائية في حال توافرها. يجدر التنويه هنا بأن هناك فئات أكثر تأثراً من غيرها بموجات الحر الشديدة مثل الشيوخ والأطفال والذين يعانون من امراض قلبية او كبدية او كلوية، لذا يجب على هؤلاء ان يأخذوا أقصى درجات الحذر لتفادي الوقوع في مطبات الحر الشديد. قرص الحشرات ان التعرض للدغ الحشرات شائع في فصل الصيف، واللدغة في حد ذاتها لا تشكل خطراً على صاحبها لكن الخطر الفعلي يحدث عقب اللدغ ويتمثل في حصول الإرتكاس الإلتهابي في موقع القرصة، أو في انتقال الأمراض، أو في حدوث الإرتكاس التحسسي الذي يمكنه ان يهدد حياة الشخص أحياناً. في شكل عام يمكن القول ان لسع الحشرات ينتج منه ارتكاس جلدي آني يظهر فوراً بعد القرص وقد يترافق مع الألم والتورم والإحمرار والحكة والوخز والتنميل، وهي مظاهر موقتة تزول من تلقاء ذاتها أو قد تتطلب تدبيراً بسيطاً يسرّع بأفولها. اما في حال اشتكى الشخص من عوارض عامة مثل ضيق الصدر والتورم في الحلق وازرقاق في الشفتين أو الفم، فهذا يدل على الإصابة بارتكاس تحسسي يمكنه ان يخلف وراءه مشاكل على صعيد القلب والرئة والدورة الدموية، ان هذه الحالة تتطلب اسعافاً عاجلاً. اذا كانت عوارض اللسع خفيفة وموضعية فإن أول شيء يجب عمله هو الابتعاد عن المكان الذي حصل فيه اللسع لتفادي لسعات أخرى، واذا تركت الحشرة شيئاً منها في الجلد فيجب العمل على سحبه بحذر ومن ثم يتم وضع مطهر لتعقيم مكان اللسعة. واذا ترافقت اللسعة مع الألم والتورم فإنه يمكن وضع كمادة باردة، كما يمكن استخدام كريم موضعي يحتوي على الكورتيزون لمرات عدة يومياً ريثما تخف العوارض. اما في حال كانت عوارض اللسع شديدة فمن الضروري طلب النجدة فوراً أو نقل الملسوع الى أقرب مركز اسعافي، واذا كان المصاب له سوابق تحسسية فغالباً ما يكون مزوداً بحقنة خاصة يجب اعطاؤها له على الفور. وقد يصدف ان يغيب المصاب عن الوعي بسبب اللسع فعندها يجب الشروع حالاً في الخطوات الإنعاشية للقلب والتنفس. على صعيد الوقاية من لدغ الحشرات يجب التقيد بالنصائح الآتية: - ارتداء القمصان ذات الأكمام الطويلة وكذلك السراويل الطويلة. - عدم السير حافي القدمين. - استخدام الناموسية أثناء النوم. - عدم التحرش بالحشرات. - استعمال الدهونات المنفرة للحشرات.