تنتشر الحشرات في فصل الصيف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة؛ مما يرفع معدلات الإصابة بلدغات الحشرات، والتي تهدد في أحيان كثيرة حياة الإنسان. واللدغة في حد ذاتها لا تشكل خطراً على صاحبها، لكن الأخطار الفعلية تحصل عقب اللدغ وتتمثل في الارتكاس الالتهابي في موقع القرصة، أو في انتقال بعض الأمراض، أو في الارتكاس التحسسي الذي قد يهدد الحياة. وينتج عن لسع الحشرات، بشكل عام، ارتكاس جلدي فوري يظهر بعد اللدغة، وقد يترافق هذا الارتكاس مع ألم، وتورم، واحمرار، وحكة، ووخز، وتنميل، وهذه عبارة عن مظاهر موقتة تزول تلقائياً، أو قد تتطلب تدبيراً بسيطاً يسرع أفولها. أما إذا شكا الشخص الملدوغ من عوارض عامة، مثل ضيق الصدر، وتورم في الحلق، وزرقة في الشفتين أو في الفم، فهذا يدل على الإصابة بارتكاس تحسسي يمكنه أن يخلف وراءه مشكلات على صعيد القلب والرئة والدورة الدموية، وهي حالة تتطلب إسعافاً عاجلاً. إذا كانت عوارض اللسع خفيفة وموضعية، فإن أول شيء يجب فعله هو الابتعاد عن المكان الذي حصل فيه اللسع لتفادي لسعات أخرى، وإذا تركت الحشرة شيئاً منها في الجلد فيجب العمل على سحبه بحذر؛ ومن ثم يتم وضع مطهر لتعقيم مكان اللسعة. وإذا أدت اللسعة إلى ألم وتورم فيمكن وضع كمادة باردة، كما يمكن استخدام كريم موضعي يحتوي على الكورتيزون لبضع مرات يومياً ريثما تخف العوارض. أما إذا كانت عوارض اللسع شديدة، فمن الضروري طلب النجدة فوراً أو نقل المصاب إلى أقرب مركز طبي، وإذا ما وجد مع الملسوع شهادة تثبت أنه من الأشخاص الذين لديهم سوابق تحسسية فإنه غالباً ما يكون مزوداً بحقنة خاصة تُعطى له على الفور قبل أن تتطور الأمور في اتجاه دراماتيكي يصعب السيطرة عليه.