قال البيت الابيض إن زيارة المرشح الديموقراطي في انتخابات الرئاسة الاميركية باراك أوباما للعراق قد تصرف انتباه الكثيرين ولكنها لا تصرف انتباه الرئيس جورج بوش. وسعت ادارة بوش الى التقليل من شأن زيارة أوباما الى العراق التي اختتمها مؤكداً أنه، في حال انتخابه، سيسحب القوات الاميركية من العراق خلال 16 شهراً، الأمر الذي يعارضه البيت الابيض برفضه تحديد جدول زمني"ملزم"للانسحاب. وتبدو رحلات أوباما الى الخارج تهدف الى تعزيز أوراق اعتماد سيناتور ايلينوي في ما يتعلق بالسياسة الخارجية قبل انتخابات الرئاسة المزمعة في تشرين الثاني نوفمبر ويواجه فيها المرشح الجمهوري جون ماكين. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أبلغ أوباما وأعضاء آخرين بالكونغرس الاميركي يرافقونه الاثنين الماضي انه يأمل بأن تغادر القوات الاميركية العراق بحلول عام 2010، وهو هدف ليس ببعيد عن تعهدات أوباما المتعلقة بالانسحاب. ولكن المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو نفت وجود أي خلافات رئيسية بين بوش والمالكي في ما يتعلق بهذه القضية قائلة إنهما اتفقا على أن أي خفض للقوات سيعتمد على مدى التحسن الأمني. وتأتي زيارة أوباما بعد اتفاق بين بوش والمالكي الاسبوع الماضي على تحديد"أفق زمني"لخفض القوات الاميركية، وهذا الاتفاق هو الأقرب لاعتراف ادارة بوش بالحاجة الى وضع جدول زمني لسحب القوات. وقالت بيرينو للصحافيين في خروج نادر على سياسة تفادي التعليق بشكل مباشر على حملة أوباما الانتخابية"على رغم أن هذه الزيارة الذي قام بها قد تصرف انتباه كثيرين وقد ترحب بها وسائل الاعلام الا أن الأمر ليس كذلك بالنسبة الى الرئيس بوش". وأصرت على أن زيارة أوباما للعراق لن تعقد جهود بوش من أجل التوصل الى اتفاق أمني طويل الأمد مع المالكي. وأضافت:"لن نسمح لهذه الزيارة بأن تكون وسيلة لصرف الانتباه". وجعل أوباما، الذي سيصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة اذا فاز في الانتخابات، معارضته للغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق عام 2003 النقطة الرئيسية في حملته الانتخابية. وقال أوباما إن الخفض التدريجي للقوات سيمكن الولاياتالمتحدة من نشر المزيد من القوات في أفغانستان. وكانت القوات الاضافية التي أمر بوش بإرسالها للعراق العام الماضي ساعدت في تراجع أعمال العنف هناك الى أدنى مستوياتها منذ أربعة أعوام. وأضاف أوباما أن قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس أبدى خلال اجتماعه به معارضته لوضع جدول زمني للانسحاب. ولكنه قال إنه كرئيس عليه النظر الى الصورة بشكل أكثر شمولاً. وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون أبلغ مجلس العموم البريطاني الثلثاء ان القوات البريطانية الباقية في العراق، ويبلغ عددها نحو 4100 جندي، ستبقى في العراق"الشهور القليلة المقبلة"ولكنه أضاف أنه يتوقع أن يرى"تغييرا جوهريا في المهمة"بداية العام المقبل، مشيراً الى سحب عدد كبير من القوات بحلول الربيع المقبل.