قال مسؤولون امريكيون كبار ان الحكومة الامريكيةالجديدة لم تقرر بعد هل ستسحب القوات القتالية من العراق خلال 16 شهرا كما اقترح الرئيس باراك أوباما أثناء حملته الانتخابية. وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس انه ومستشارين آخرين يدرسون مجموعة من الخيارات بشأن كيفية الانسحاب سريعا من العراق ومن بينها الجدول الزمني للانسحاب خلال 16 شهرا. ورفض جيتس والاميرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان المشتركة ان يفصحا عن موقفهما وهل يساندان الجدول الزمني الذي اقترحه أوباما حينما خاض سباق الانتخابات الرئاسية. وقال جيتس للصحفيين في البنتاجون "لقد بدأنا عملية يجري فيها دراسة مختلف الخيارات." واجتمع أوباما مع جيتس وكبار القادة العسكريين والسفير الامريكي لدى العراق يوم الأربعاء اول يوم عمل له في منصبه لمناقشة الحرب التي كان أوباما قد عبر عن معارضته لها والتي تسببت في هبوط شديد لشعبية سلفه جورج بوش. وكان جيتس الذي اشرف على الجهود التي ادت الى تحسن كبير في نتائج حملة الولاياتالمتحدة في العراق في السنوات الاخيرة لحكومة بوش وكذلك كبار الضباط العسكريين حثوا على اتخاذ منهج حذر في مسألة خفض القوات خشية ضياع ما تحقق من مكاسب أمنية. وقال جيتس انه جرى "تبادل جيد لوجهات النظر" في اللقاء الذي عقد بالبيت الابيض. واضاف جيتس "نحن ملزمون بان نعرض على الرئيس مجموعة من الخيارات والمخاطر المتصلة بكل من تلك الخيارات. "هو سيتخذ القرار ونحن ننفذه." وصرح مولين رئيس هيئة الاركان المشتركة في المؤتمر الصحفي نفسه بمقر وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) بأنه يتصور بذل جهد سريع لابلاغ أوباما بالخيارات وتمكينه من اتخاذ القرارات بشان مستويات القوات في العراق وافغانستان. وللولايات المتحدة نحو 143 الف جندي في العراق بعد مرور قرابة ستة اعوام من الغزو الذي قادته واشنطن للبلاد. وقتل اكثر من 4220 جنديا امريكيا وعشرات الالاف من العراقيين في الحرب. وخلال حملة الانتخابات الاولية للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي وبعدها خلال حملة الانتخابات الرئاسية أكد أوباما معارضته لحرب العراق ووعد بجدول زمني لسحب القوات القتالية من هناك واقترح مهلة مدتها 16 شهرا. لكنه في الوقت نفسه ترك مساحة للمناورة حين أكد على انه يريد انسحابا مسؤولا وانه سيستمع الى نصيحة القادة العسكريين وانه سيبقي على "قوة متخلفة" في العراق حتى بعد رحيل القوات القتالية. وبموجب اتفاق امني بين الولاياتالمتحدة والعراق أصبح ساريا اعتبارا من أول العام يجب ان تنسحب كل القوات الامريكية من العراق بحلول نهاية عام 2011 . ووعد أوباما بالتركيز أكثر على أفغانستان التي شهدت تصاعدا ملحوظا لاعمال العنف خلال العامين الماضيين. وللولايات المتحدة نحو 34 ألف جندي في أفغانستان نصفهم يعمل في اطار قوة حلف شمال الاطلسي.