على خطى الرئيس جورج بوش الذي وعد الإسرائيليين في خطابه قبل أكثر من شهرين أمام الكنيست البرلمان بأن دولتهم"لن تسقط مرة أخرى"وأن أميركا معها، ثم الرئيس نيكولا ساركوزي الذي أعلن أن إسرائيل ليست وحدها في مواجهة ايران، والمستشارة الألمانية أنجيلا مركل التي تحدثت إلى الكنيست بالعبرية قائلة إنه لشرف عظيم لها أن تخاطبهم من على هذه المنصة، جاء دور رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون أمس ليخطب أمام أعضاء الكنيست ويتعهد أن بريطانيا ملتزمة أمن إسرائيل وستقف إلى جانبها كلما تعرض وجودها إلى تهديد، مؤكدا متانة الصداقة بين بريطانيا وإسرائيل القائمة على قيَم ديموقراطية مشتركة. وبدأ براون الذي يزور إسرائيل لتهنئتها بمرور ستين عاماً على قيامها على غرار ما فعل زعماء الولاياتالمتحدة وألمانيا وفرنسا قبله، خطابه أمام الكنيست الذي التأم في جلسة خاصة احتفالية، بتحية باللغة العبرية:"مزال طوف"و"شالوم عليخم"عيد ميلاد سعيد، والسلام عليكم، فصفق له النواب وعادوا وقاطعوا خطابه مراراً. وتابع براون في أول خطاب يلقيه رئيس حكومة بريطانية أمام الكنيست:"أرجو أن أقول لكم يا بني إسرائيل اليوم إن بريطانيا صديقة حقيقية لكم. في الأيام العصيبة والسعيدة على السواء، سنقف إلى جانبكم في كل وقت يتعرض فيه السلام أو الاستقرار أو وجودكم إلى الخطر... هذه صداقة مبنية على قيم الديموقراطية والحرية والعدالة". وتابع:"أقول لكل هؤلاء الذين يدْعون بشكل خاطئ وفظيع إلى إنهائها، والذين يشككون في حقها العادل في الوجود ويهددون حياة مواطنيها، إن بريطانيا ستقف دائماً إلى جانب إسرائيل، ولسكان إسرائيل كامل الحق في العيش في بلدهم بحرية وأمان وبلا تشويش". وزاد:"نقول بصوت واضح لكل من يعتقد إن التهديدات لإسرائيل تقع على آذان صماء، إن الدعوات لمحوها من الخريطة هي عمل حقير". وتوقف رئيس الحكومة البريطانية مطولاً عند انجازات الدولة العبرية في الزراعة والصناعة والتكنولوجيا وسائر المجالات، قبل ان يضيف:"أنا و رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت أعلنا عن شراكة أكاديمية بين دولتينا، وحكومتنا ستقف في وجه كل مقاطعة من أكاديميين بريطانيين لإسرائيل". ودعا براون الإسرائيليين والفلسطينيين إلى بذل كل جهد لتحقيق السلام بينهم، وقال إن السلام التاريخي الذي بإمكانه تحقيق الأمن"أصبح في متناول اليد"، داعياً إسرائيل إلى وقف النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة والانسحاب من مستوطنات، كما دعا الفلسطينيين إلى"التحرك ضد الإرهابيين". واعتبر الرئيس محمود عباس ورئيس حكومته سلام فياض"افضل شريكين"لإسرائيل، مضيفا:"نريد رؤية سلطة فلسطينية تقوم بمهماتها كصديقة لإسرائيل لا عدوة". وزاد ان السلام يجب أن يقوم على أساس"دولتين للشعبين وفقاً لحدود عام 1967: اسرائيل ديموقراطية في مأمن من الهجمات ومعترف بها، ودولة فلسطينية مسالمة وديموقراطية وقابلة للبقاء جغرافيا". واعتبر ان القدس يجب ان تكون عاصمة للدولتين. اولمرت من جهته، قال رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت في خطابه إن مواطني إسرائيل"لا ينسون حقيقة أن الحكومة البريطانية كانت الأولى التي اعترفت بحق الشعب اليهودي في بيت قومي في وطنه التاريخي. ووعد وزير الخارجية اللورد بلفور أصبح نقطة تحول تاريخي أسست للاعتراف بحق شعب إسرائيل في أرض إسرائيل". وعن المفاوضات مع الفلسطينيين، قال اولمرت إن عددا من القضايا ما زال من دون حل، لكنه قابل للجسر. وناشد ضيفه مواصلة اتباع موقف صارم تجاه حماس"لأن الأمر مهم جداً لمنع الإرهاب". وطالبت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني في لقائها براون بالعمل على تعديل القانون البريطاني الذي يتيح لمنظمات حقوقية بريطانية تقديم لوائح الاتهام إلى المحاكم البريطانية ضد ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي بتهمة ارتكاب جرائم حرب، معتبرة ذلك يخلق لدى قادة الجيش إحباطات جمة".