قال متطرفون سابقون وموقوفون في السعودية إن تتبع "المواقع الجهادية" على "الإنترنت" هو المدخل للتغرير الذي حدث لشبان وشابات من السعوديين والمقيمين، ما حملهم على التأثر ب"الفكر الضال"، والفتاوى غير الشرعية، وآراء وأفكار قادة التنظيمات التكفيرية الهدامة. وحذر هؤلاء، في برنامج بثه التلفزيون السعودي أمس، من ان تلك المواقع تغري الشبان بسلوك طريق الجهاد لبلوغ الجنة، استناداً إلى فتاوى تحمل أسماء أشخاص لا يعرفهم أحد، وأشاروا إلى أنها بثت فيهم ثقافة الإساءة إلى المشايخ وعلماء الدين. وأشار البرنامج إلى أنه فيما لم يكن عدد المواقع الإلكترونية المتطرفة يزيد على 12 موقعاً عام 1998، تشير دراسات حديثة الى أن العدد يتجاوز 5 آلاف موقع متطرف حالياً. وأجمع مشاركون في البرنامج على أن الفراغ هو أحد العوامل الرئيسية وراء اقتياد الشبان والشابات إلى أثير"الإنترنت"، حيث تقودهم"روابط"إلى مواقع متطرفة، ثم تبدأ رحلتهم مع التشدد والتطرف والالتحاق ب"الجهاد"في العراق وغيره من مناطق النزاعات. وقال شاب يدعى أبو سعود، بدا أنه جرّب التطرف بضعة أشهر قبل العودة إلى جادة الصواب، إن"المنتديات"الإلكترونية هي التي جرّته إلى المواقع"الجهادية"والمخصصة للمعتقلين في السجن الأميركي في خليج غوانتانامو. وأكد أن الفضول كان دافعه الأساسي. وقال إنه وجد هناك الإساءة إلى المشايخ والعلماء التي وصفها بأنها"اتهامات باطلة وسيئة". وأوضح أن تلك المواقع تذكر للشبان أنهم لن يدخلوا الجنة إلا ب"طريق الجهاد والقتال والتحريض والتجهيز والدعم". ووصف مَنْ يقفون وراء ذلك التحريض بأنهم"ذوو ألقاب مجهولة وناس لا نعرفهم"، وأكد أنه لا يمكن التحقق من صحة فتاوى أولئك الأشخاص الذين يقولون بوجوب الجهاد في العراق. وقال الموقوف المسؤول السابق عن مجلة"صدى الجهاد"الإلكترونية الناطقة باسم الجماعة التكفيرية أبو عزام الأنصاري إنه بدأ اهتمامه ب"الإنترنت"في سياق البحث عن أخبار"المجاهدين"وأفغانستان والعراق. وقالت الموقوفة المصرية أم أسامة، وهي المسؤولة السابقة عن موقع"الخنساء"الذي خصصته الجماعة التكفيرية لاستقطاب النساء، ان منتديات"الإنترنت"قادتها إلى التعرف بأشخاص"متحمسين". وأوضح الأنصاري أن عدم وجود ضوابط للنشر على أثير"الإنترنت"هو السبب وراء تشجيع نشر"الفكر الضال"وقال إن عدم معرفة المتداخلين في مواقع"الإنترنت"يتيح لهم إقامة علاقة"في جو آمن نسبياً"، ما يجعلهم يقدمون خبراتهم التي يجيدونها من خلال مجلة"صدى الجهاد". وكانت"الحياة"أشارت في عددها الصادر في 29 حزيران يونيو الماضي إلى أن الأنصاري وأم أسامة، وهما من الجنسية المصرية، تراجعا عن أفكارهما التكفيرية بعد إدخالهما في برنامج"المناصحة"الذي تقوم به وزارة الداخلية السعودية.