تشهد مناطق جنوبالعراق ولا سيما الحلة والنجف عمليات أمنية أميركية وعراقية ضد عناصر وقادة"الجماعات الخاصة"الموالية لإيران والمنشقة عن ميليشيا"جيش المهدي"الذراع العسكرية لتيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. جاء ذلك في حين قُتل ستة أشخاص بينهم جنديان، وجُرح 12 آخرون في أعمال عنف شهدتها مناطق بغداد وشمالها. وأوضح مصدر عسكري أن"جنديين قُتلا وأُصيب ثمانية آخرون في انفجار سيارة مفخخة"شمال الموصل كبرى مدن محافظة نينوى. وأضاف أن"الانفجار وقع لدى مرور دورية للجيش على الطريق الرئيسي شمال الموصل". وتشن القوات العراقية منذ منتصف أيار مايو الماضي حملة"أم الربيعين"الأمنية ضد المنظمات الاسلامية المتطرفة التي تدور في فلك تنظيم"القاعدة". ويؤكد الجيش الأميركي أن محافظة نينوى كانت من أبرز معاقل"القاعدة"، اضافة الى محافظة ديالى شرق العراق. وفي كركوك، أعلن المقدم في شرطة المدينة جودت عبدالله"مقتل شخص واصابة أربعة آخرين من عناصر الأمن في انفجار عبوة ناسفة استهدفت موكب قوات حماية شركة نفط الشمال"، مشيراً الى وقوع الانفجار عند ناحية سليمان بك 95 كيلومتراً جنوبكركوك. وفي العاصمة العراقية، عثرت الشرطة على جثتين في بغداد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وتابعت أن انفجار عبوة، كانت زُرعت على جانب طريق، أسفر عن مقتل شخص واحد واصابة آخر في حي بغداد الجديدة في الجزء الشرقي من العاصمة. وأعلن الجيش الأميركي اعتقال خمسة أشخاص يشتبه في أنهم"متشددون ينتمون الى جماعات خاصة"، وهو تعبير يستخدم للاشارة الى الميليشيا المدعومة من ايران أثناء عمليات في حي الاعظمية شمال بغداد. جنوباً، اعتقلت القوات العراقية ثمانية من قادة الميليشيات الشيعية بينهم ثلاثة من"المجموعات الخاصة"في محافظتي بابل وكربلاء. وقال الملازم في الجيش كاظم اللامي إن"قواتنا اعتقلت خمسة من قادة الميليشيات الشيعية من المطلوبين للعدالة". وأوضح أن"قوة من الجيش نفذت فجر الجمعة عمليات دهم في منطقة الكفل والحيدرية"على مسافة 30 كيلومتراً جنوب الحلة. وأكد اللامي أن"المعتقلين الخمسة من المطلوبين للعدالة بتهمة استهداف القوات العراقية وقوات التحالف والقيام بإعمال ارهابية ضد المدنيين". الى ذلك، أعلن قائد شرطة كربلاء اللواء رائد شاكر جودت"اعتقال 32 مطلوباً للعدالة بينهم ثلاثة من قادة المجموعات الخاصة متورطين في أعمال إرهابية". وأضاف أن المعتقلين فروا من الديوانية والناصرية والعمارة جنوب البلاد. وتتهم القوات الاميركية في العراقايران بتدريب وتمويل وتسليح"المجموعات الخاصة"من المتطرفين الشيعة. وتنفي طهران في شكل دائم اتهامها بدعم الميليشيات الشيعية في العراق. وتشير تقارير اعلامية الى فرار عدد كبير من عناصر الميليشيات الشيعية الى مناطق متفرقة في البلاد بعد العمليات الامنية الحكومية في محافظتي البصرة والعمارة في جنوب البلاد. وتشهد مدينة النجف حالة انذار أمني فيما طوقت القوات الأمنية بعض أحياء المدينة بحثاً عن مطلوبين يعتقد بأنهم منشقون عن ميليشيا"جيش المهدي"فروا الى النجف من مدن عراقية أخرى. وأعلن اللواء عثمان الغانمي قائد الفرقة الثامنة للجيش العراقي انطلاق عملية عسكرية واسعة باسم"أسود الرافدين"في مناطق جنوب بابل تشمل ناحيتي الكفل والحيدرية لتعقب قادة"الجماعات الخاصة". وقال إن العملية تهدف اعتقال خمسة من قادة الميليشيات المطلوبين للعدالة في تلك المنطقة وضبط الأعتدة والسلاح. الى ذلك، قال ل"الحياة"مهدي الخفاجي من مديرية الاستخبارات الجنائية في النجف إن"النجف باتت آخر معقل للمسلحين الفارين من مدن أخرى". وأضاف أن"حي الرحمة في المدينة بات معقلاً رئيسياً للمجرمين وقطاع الطرق ويؤوي كثيراً من المسلحين الفارين من مدن العراق الأخرى والمطلوبين للعدالة". وأشار الى أن"القوى الأمنية شرعت منذ يوم أمس بتفتيش أحياء سكنية يوجد فيها المسلحون". وفرضت قوات الأمن حصاراً كاملاً على ناحية الحيدرية التابعة ادارياً لمدينة النجف، وفرضت حظراً للتجول وشرعت قوات الأمن من جيش وشرطة بتفتيش كل المنازل ومنعت دخول السيارات الى المنطقة. وقال مصدر أمني إن"قوات الأمن ضبطت عدداً من الأسلحة، فضلاً عن اعتقال أعداد من المطلوبين". وأكد المصدر أن"الحملة الأمنية تهدف الى اعتقال مسلحين خطرين تابعين لميليشيا جيش المهدي يختبئون في البساتين والمزارع في المنطقة فارين من مدينة الصدر والبصرة". وأضاف أن"الحملة الأمنية حققت نجاحاً إذ ألقي القبض على مشتبه بهم وضُبطت كميات كبيرة من الأسلحة وصواريخ الكاتيوشا داخل مزارع". وأشار الى أن"الحملة الامنية ستكثف جهودها في حي الرحمة الذي صار ملاذاً آمناً للمسلحين والخارجين عن القانون". ويعد حي الرحمة من الأحياء العشوائية في النجف، إذ شيد عام 2003 واعتبر منذ ذلك الحين معقلاً لأنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.