عندما تفوق برشلونة الاسباني على مانشستر يونايتد الانكليزي وضم لاعب الوسط البرازيلي رونالدينيو من باريس سان جيرمان الفرنسي عام 2004 في مقابل 28 مليون يورو لم يتأخر النادي الكاتالوني في تعويض استثماره وبناء مرحلة مثمرة من تاريخه العريق. ومن باب الصدف ان رونالدينيو الذي وافق على توقيع عقد ينضم بموجبه الى ميلان الايطالي أمس الاربعاء واقل ب 10 ملايين يورو من صفقة 2003، سجل اول اهدافه مع برشلونة في مرمى ميلان بالذات ودياً في مباراة تحضيرية للنادي الكاتالوني. استقدام"روني"منذ 5 سنوات كان تظهيراً واضحاً لنية برشلونة بالمنافسة مع عمالقة اوروبا بقيادة المدرب الهولندي فرانك ريكارد، فتمكن من الحلول ثانياً في موسمه الاول في الدوري الاسباني خلف فالنسيا، لكن في الموسم اللاحق اظهر بطل العالم مع البرازيل 2002 انه من عمالقة الكرة فقدم لبرشلونة لقب الدوري للمرة الأولى منذ 1999 الى جانب البرتغالي ديكو والكاميروني صامويل ايتو والفرنسي لودوفيك جيولي. موسم 2006 كان تاريخياًَ لبرشلونة، الحفاظ على لقب الدوري واحراز لقب دوري ابطال اوروبا للمرة الثانية في تاريخه بعد 1992 وظهور نجم جديد الى جانب رونالدينيو هو الارجنتيني اليافع ليونيل ميسي. خطف"روني"لقبي افضل لاعب في العالم عامي 2004 و2005 والكرة الذهبية 2005 عن جدارة، وقاد ال"بلاوغرانا"الى اللقب الاوروبي الثمين الذي احرزه بعد مباراة مثيرة مع ارسنال الانكليزي 2-1. فترة ذهبية للبرازيلي تلتها فترة رمادية، فكان اداؤه عادياً جداً مع البرازيل في مونديال 2006 حيث وقعت ال"اوريفيردي"في فخ ديوك فرنسا وزين الدين زيدان في الدور ربع النهائي. تواصل تدهور سلوك رونالدينيو لدرجة ان وضعه ريكارد على لوائح المصابين في اذار مارس 2008، فكانت الاشارة الاولى الى ان النادي الاسباني يستعد للتخلي عنه الصيف الحالي وهو ما حصل فعلاً إذ وقع أمس لميلان الايطالي. عشاق بقاء رونالدينو مع برشلونة اعتقدوا ان اقالة ريكارد وقدوم اللاعب السابق جوسيب غوارديولا سيبقي نجمهم في ملعب"كامب نو"، لكن"بيب"كان اقسى من سلفه واعلن ان البرازيلي معروض للبيع الى جانب ديكو وايتو. ينتظر المراقبون كيفية تأقلم رونالدينيو مع مدربه الجديد الايطالي كارلو انشيلوتي، خصوصاً ان المدربين الفرنسي لويس فرنانديز وريكارد اللذين اشرفا عليه في باريس سان جيرمان وبرشلونة يتفقان على النمط السيء لحياة رونالدينيو وبانه يمضي وقتاً في ملاعب الليل اكثر من ملاعب التدريب. لا يزال رونالدينيو بعمر ال28 وبالتالي امامه حوالى 5 سنوات ليتألق على الملاعب الاوروبية، لكن كيف سيعود الى مستواه"الخرافي"السابق خصوصاً وان ابرز منافسيه على قيادة المنتخب البرازيلي وناديه الجديد ميلان ليس الا مواطنه كاكا الذي سيشارك الى جانبه في وسط النادي اللومباردي.