أكد الناطق باسم الجيش الأميركي الأميرال باتريك درسكول أن خمسة ألوية مقاتلة ستستكمل انسحابها من العراق نهاية الاسبوع، مشيراً الى ان"تقويماً في أوائل أيلول سبتمبر المقبل سيحدد انسحابات جديدة، فيما تسلمت القوات اعراقية الملف الأمني في مدينة الديوانية مركز محافظة القادسية لتصبح المدينة العاشرة تحت السيطرة العراقية التامة. وأمل مستشار الأمن الوطني موفق الربيعي بتولي السلطة الأمنية في كل المحافظات نهاية العام الجاري. وقال درسكول في تصريح الى"الحياة"ان"عملية انسحاب الألوية الخمسة المقاتلة التي بدأت منذ نحو شهرين ستتم نهاية هذا الأسبوع، موضحاً ان عديد الجنود الذين انسحبوا من العراق بلغ 25 الفاً، وسيعود حجم قواتنا الى ما كان عليه قبل الزيادة منتصف شباط فبراير العام الماضي". وأضاف ان"عملية سحب الجنود من العراق ستتوقف موقتاً خلال آب اغسطس المقبل في انتظار اطلاع قائد القوات في العراق الجنرال ديفيد بترايوس على تقارير القادة الميدانيين ليقدم تقريراً شاملاً الى القيادة العسكرية اوائل أيلولسبتمبر قبل تركه منصبه، يحدد فيه نوع وحجم القوات الجديدة التي ستنسحب". ولفت درسكول الى ان"القوات الأمنية العراقية تطورت بشكل لافت على صعيد زيادة حجم عناصر الجيش والشرطة والقدرة على تنفيذ عمليات عسكرية منفردة، من دون الاعتماد على القوات المتعددة الجنسية"، موضحاً ان"تنفيذ القوات الأمنية العراقية عمليات في اكثر من محافظة، بعضها نفذ في آن واحد وبعضها الآخر بالتتابع يمثل مقياسا جيداً لتنامي قدراتها مقارنة مع العام الماضي". الى ذلك تسلمت السلطات الأمنية في محافظة القادسية الملف الأمني في مدينة الديوانية 180 كلم جنوببغداد وسط اجراءات مشددة. وحضر الربيعي، ممثلاً لرئيس الوزراء نوري المالكي، ومحافظ الديوانية حامد الخضري. وعدد من المسؤولين العراقيين مراسم التسيلم. وجرى خلال الاحتفال استعراض عسكري لقوات الجيش والشرطة وقوات الدفاع المدني. وأمل الربيعي بتسلم الملف الأمني في كل المحافظات ال18 نهاية هذا العام. وقال ان"هناك الكثير من التحديات لكن الحكومة تسعى إلى تذليلها". وكان مقرراً أن تتسلم القوات العراقية الملف الأمني في الديوانية في وقت سابق لكن سوء الأحوال الجوية حال دون ذلك، كما حالت دون تسلم محافظة الانبار. وشدد ممثل القوات المتعددة الجنسية على"أن تقوم القوات العراقية بواجباتها في الحفاظ على المكاسب التي تحققت، وتعمل بقوة وإصرار، سيما أنها تمتلك القدرة وكل مقومات النجاح". موضحاً ان القوات المتعددة"ستقوم بالدعم والإسناد". وسادت أجواء الارتياح الأوساط السياسية والشعبية في الديوانية. واكد الشيخ ابو زينب الكرعاوي مسؤول مكتب الصدر في المدينة ل"الحياة"ترحيب التيار الصدري بتسلم المدينة"لأنها خطوة فعالة تساهم في خروج القوات المحتلة من العراق". واضاف:"ان على القوات الأمنية العراقية مسؤولية كبيرة في هذا الوقت في حفظ الامن وعدم الانجرار وراء مصالح الاحزاب التابعة لها وان يكون امن المواطن من مسؤوليتها وبذمتها". وكان انصار الصدر خاضوا معارك عنيفة خلال عام 2007 مع الشرطة المحلية في الديوانية، وهي واحدة من مدن عدة في الجنوب الشيعي التي شهدت قتالاً شرساً بين ميليشيا"جيش المهدي"التابع لرجل الدين المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر والقوات الحكومية في أواخر آذار مارس. ويسودها هدوء الى حد كبير منذ ذلك الحين.