تسلمت محافظة بابل مئة كيلومتر جنوببغداد التي تضم منطقة"مثلث الموت"امس، المسؤولية الأمنية من القوات الأميركية وسط اجراءات أمنية مشددة أحيطت بحفل توقيع اتفاق تسلم الملف الذي حضره كبار المسؤولين العراقيين والقادة الأميركيين لتكون بابل المحافظة الثانية عشرة التي تنتقل فيها مسؤولية الملف الامني الى القوات العراقية. وشارك في مراسم التسليم التي اقيمت في الحلة 100 كلم جنوببغداد، كبرى مدن المحافظة، مستشار الامن الوطني العراقي موفق الربيعي والرجل الثاني في القوات الأميركية الجنرال لويد اوستن والمحافظ سالم المسلماوي. وأكد الربيعي خلال الحفل الذي تخلله استعراض عسكري للقوات العراقية"استعداد القوات الأمنية العراقية وجهوزيتها لتسلم الملف الأمني في المحافظات الأخرى". وأعلن أن"محافظة واسط ستتسلم خلال الأيام المقبلة ملفها الأمني من القوات المتعددة الجنسية"، مشيراً الى أن"تسلم الملف الأمني في محافظة بابل دليل على أن قواتنا الأمنية وصلت إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي". وأضاف أن"المحافظة حققت انجازات كبيرة في خططها التنموية والاقتصادية، وهذا ما تحرص عليه الحكومة من خلال رفع الموازنة والمخصصات المالية ضمن موازنة المحافظة لعام 2008". من جهته، قال محافظ بابل سالم المسلماوي إن"قوات الأمن في بابل جاهزة ومستعدة لتسلم الملف الأمني للمحافظة". وتعهد المسلماوي في كلمته التي ألقاها خلال مراسم نقل الملف الأمني"حفظ الأمن وتقديم الخدمات لأبناء المحافظة"، داعياً إلى الاستثمار والمضي في إعمار محافظة بابل. ووصف يوم تسلم الملف الأمني بأنه"عيد بابلي على طريق السيادة الوطنية". وقال اللفتنانت جنرال لويد اوستن إن"معدل الهجمات اليومية في المحافظة العام الماضي كان حوالي 20 هجوماً أسبوعياً، لكن اليوم انخفضت الهجمات بنسبة 80 في المئة، وهذا يعتبر عملاً مميزاً حقاً". وأضاف أن"ذلك أمر مشجع، إذ يعمل الجيش والشرطة جنباً إلى جنب في هذه المحافظة من أجل مستقبل أفضل". وتابع:"على رغم معرفتنا بأن أعداء العراق فشلوا، لكنهم لم يهزموا بعد". وقال لويد:"في الوقت الذي نعيد المسؤولية الامنية الى المحافظة، فإننا نؤكد التزامنا تقديم الدعم لها". وختم الضابط الاميركي بالقول إن"لدي ملء الثقة في أن الحكومتين المركزية والمحلية، والشيعة والسنة سيعملون معاً جنباً إلى جنب للتغلب على الصعاب التي قد تواجههم". وقال الناطق باسم مجلس محافظة بابل عبد الرضا عيسى ل"الحياة"إن"اجراءات أمنية مشددة طبقت في المحافظة استعداداً لهذا اليوم وفُرض حظر تجول منذ ليل الأربعاء". وأشار إلى أن الأوضاع الأمنية في عموم مناطق محافظة بابل مستقرة في شكل كبير ولم يسجل أي خرق أو أحداث خلال الأيام الماضية". وأكد قائد شرطة بابل اللواء فاضل رداد جهوزية القوات العراقية، مشيراً الى أنها تسيطر على كل مناطق المحافظة، لكنه شدد على ضرورة وجود دعم لوجستي من القوات الأميركية. وزاد أن"القوات الأميركية ستنسحب بموجب اتفاق تسلم المسؤلية الأمنية، الى قواعدها ولن تشارك في أي عمليات عسكرية إلا بطلب من السلطات المحلية". وكان قائد القوات الأميركية السابق في العراق الجنرال ديفيد بترايوس قال مطلع الشهر الجاري إن الأميركيين يخططون لتسليم المهمات الأمنية في محافظتي بابل وواسط المتجاورتين إلى السلطات العراقية قبل نهاية هذا العام. يذكر أن القوات الأميركية سلمت الشهر الماضي الملف الأمني في محافظة الأنبار الى القوات العراقية، فيما لا تزال ست محافظات تحت سيطرة القوات الأميركية وهي بغداد وواسط وديالى ونينوى وصلاح الدين وكركوك. وعلمت"الحياة"من مصدر أمني أن بغداد ستتسلم ملفها الأمني بعد محافظة واسط، فيما يستكمل نقل المسؤولية الأمنية الى القوات العراقية في بقية المحافضات قبل توقيع الاتفاق الأمني مع الولاياتالمتحدة. وكان الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء عبد الكريم خلف أعلن في وقت سابق من هذا الشهر استعداد الوزارة لتسلم الملف الأمني في بغداد، فيما كشف الناطق باسم عمليات بغداد جدولاً زمنياً لتسلم المهمات الأمنية في مناطق العاصمة بدأ بتسلم منطقتي الكاظمية والمدائن مطلع هذا الشهر. الى ذلك، أبدى مجلس محافظة واسط تحفظه عن ثلاث نقاط تضمنتها مذكرة التفاهم المزمع توقيعها مع القوات المتعددة الجنسية لتسلم الملف الأمني في المحافظة. وقال رئيس مجلس المحافظة محمد حسن جابر"إن النقاط الثلاث المعترض عليها تتعلق بمكان وجود القوات المتعددة الجنسية لأنه قريب جداً من المناطق السكنية، وبالتالي يمكن أن يؤدي الى مشاكل، اضافة الى مطالبة المجلس بأن تكون كل تحركات القوات المتعددة الجنسية خارج قاعدتها، إما بطلب رسمي الى المجلس أو بموافقة المحافظ، وعرض المشاريع التي تنوي القوات تنفيذها في المحافظة على المجلس للمصادقة عليها وبيان مدى استفادة المواطنين منها".