سلمت القوات البريطانية المسؤولية الامنية في محافظة ميسان الجنوبية الى السلطات العراقية الاربعاء، فيما أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان الحكومة العراقية تعتزم تولي زمام السيطرة الامنية على جميع المحافظات من القوات الاجنبية قبل انتهاء العام الحالي. وقال المالكي، في كلمة تلاها نيابة عنه مستشار الامن القومي موفق الربيعي بمناسبة تسليم القوات البريطانية السيطرة الأمنية في محافظة ميسان الى القوات العراقية، ان هذه الخطوة سيعقبها نقل السيطرة على محافظات كردستان الثلاث خلال شهر. واضاف انه بعد محافظتي كربلاء وواسط ستنتقل السيطرة على محافظة تلو الاخرى الى ان تتحقق السيطرة قبل نهاية العام الحالي. وانتقال السيطرة على ميسان يعني ان اربع محافظات من 18 محافظة تخضع الآن للسيطرة الامنية العراقية. ويتعرض المالكي لضغط متزايد من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المناهض للولايات المتحدة لتحديد جدول زمني لانسحاب 146 الف جندي اميركي من العراق. وسحب الصدر ستة وزراء ينتمون لحركته السياسية من حكومة المالكي الاثنين للضغط على رئيس الحكومة لتلبية طلبه بوضع جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية، علماً بأن المالكي أعلن مرارا ان القوات الاميركية ستغادر العراق عندما تصبح القوات العراقية مستعدة لتولي الامن. ورد المالكي، في كلمته التي تليت في المراسم التي جرت في مدينة العمارة 365 كلم جنوببغداد على"البعض"الذي يطالب بجدول زمني لانهاء الوجود الاجنبي في العراق، بأن هذا"مطلب كل شخص وطني"، وانه يعمل على خلق الظروف الموضوعية للانسحاب، موضحاً ان هذه الظروف تتمثل في انجاز تدريب قوات الامن العراقية وتجهيزها. وقال القائد العام للقوات البريطانية في العراق الميجور جنرال جوناثان شو خلال التسليم ان"محافظ ميسان عادل المهودر والسلطات يتسلمون اليوم المسؤولية الامنية للشعب العراقي". واشاد بالخطوة المهمة على"طريق اعتماد العراقيين على انفسهم"، موضحا ان القوات البريطانية ستستمر في تدريب القوات الامنية المحلية ومواصلة دورياتها عند حدود المحافظة من دون ان يتعارض ذلك مع السلطات المحلية. واضاف"في حال حدوث ازمة، لاسمح الله، سنحتفظ بقدرتنا على التدخل فقط بطلب من الحكومة الديموقراطية في العراق". من جهته، قال الربيعي ان"الحكومة المركزية وفرت لكم وللمحافظة الميزانية من اجل البناء والتعمير وتوفير الخدمات وما عليكم الا التنفيذ". وطالب ابناء المحافظة ب"تأمين حدودهم مع دول الجوار ومنع التسلل والاختراق، لأنها مسؤوليتكم". وأكد من جهة اخرى،"عدم وجود حل سحري لاطفاء نار الفتنة التي يريد ان يثيرها اعداء من القاعدة والتكفيريين الا بتلاحم ابناء الشعب من سنة وشيعة. لا يمكن ان ينفرد اي فصيل سياسي او طيف ديني او مذهبي بحكم العراق". من جانبه، اعتبر محافظ ميسان عادل الراضي تسلم الملف الامني"الخطوة الأهم والاكبر على طريق الاستقلال واستكمال السيادة". وقال المحافظ ان"خيارنا الوحيد هو ان نكون اقوى من كل ارهاب العالم ونقف وقفة رجل واحد من اجل التأسيس لدولة حرة مستقلة وموحدة". ومحافظة ميسان هي الرابعة التي تتولى فيها السلطات المحلية الامن والثالثة التي يسلمها البريطانيون الى العراقيين. وكان وزير الداخلية جواد البولاني أعلن الثلثاء انه سيجرى في المستقبل القريب تسلم العراقيين محافظتي واسط وبابل الواقعتين تحت سيطرة الجيش الاميركي. وقد انسحبت القوات البريطانية من العمارة 365 كلم جنوببغداد في آب اغسطس الماضي لكنها ابقت بعض المراكز الاخرى في ارجاء المحافظة المجاورة لايران. واعتبر تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر انسحاب القوات البريطانية من قاعدتها في العمارة آنذاك"انتصاراً". وشهدت ميسان صراعاً على السلطة بين اثنين من الميليشيات الشيعية المتناحرة، كما وقعت في تشرين الاول أكتوبر الماضي اشتباكات بين ميليشيات ورجال الشرطة في العمارة مما أدى الى نشر مئات من القوات العراقية. وكان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اعلن سحب 1600 جندي خلال الاشهر المقبلة لينخفض بذلك عدد القوات من 7100 الى 5500 جندي.