شكرت حكومة زيمبابوي أمس البلدان التي منعت إقرار الأممالمتحدة عقوبات على النظام في هراري, لا سيما رئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي لأنه احبط"المؤامرة الغربية". وقال وزير الإعلام سيخوانييسو ندلوفو:"نود أن نشكر البلدان التي دعمتنا ونؤكد اننا لن نخيّب آمالها وسنحل مشاكلنا بأنفسنا". وزاد:"نشكر الرئيس مبيكي الذي أثبت انه قائد بامتياز لأنه لم يخضع للضغوط الدولية والمؤامرة الغربية التي تقودها بريطانيا والولايات المتحدة". واستخدمت الصينوروسيا ليل الجمعة - السبت حق النقض في مجلس الأمن لصد مشروع قرار يفرض عقوبات على نظام رئيس زيمبابوي روبرت موغابي. كما صوتت جنوب أفريقيا وهي عضو غير دائم في المجلس وتتولى الوساطة في زيمبابوي, ضد القرار الى جانب فيتنام وليبيا. وكان مشروع القرار المدعوم من الغرب سيفرض حظراً على الأسلحة على زيمبابوي وقيوداً مالية وأخرى تتعلق بالسفر على الرئيس موغابي و13 مسؤولاً آخرين، ويدعو الى تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة الى البلد الواقع في جنوب القارة السمراء. وقال ندلوفو ان"الفيتو في الأممالمتحدة يشكّل نصراً ديبلوماسياً مهماً, لا لزيمبابوي وحدها, بل لأفريقيا برمتها, ولمجموعة التنمية في أفريقيا الجنوبية والعالم النامي". وانتقد الغرب بحدة الاتحاد الأفريقي لامتناعه عن إصدار أي إدانة علنية لموغابي الذي أعيد انتخابه في 27 حزيران يونيو اثر اقتراع قاطعته المعارضة وتخللته أعمال عنف. واعتمد الاتحاد الأفريقي ومجموعة التنمية في أفريقيا الجنوبية موقفاً متساهلاً, واكتفيا بتشجيع الحوار بين السلطة والمعارضة من أجل تشكيل حكومة وحدة. غير ان العواصم الغربية رفضت الاعتراف بإعادة انتخاب موغابي وسعت الى فرض عقوبات على أركان نظامه. وقال وزير الإعلام:"أرادت بريطانيا والولايات المتحدة ممارسة العنصرية الدولية تجاهنا في الأممالمتحدة". وتابع:"انه انتصار للأمم المتحدة أيضاً, لأنها لم تسمح للدول الأعضاء أن تسوي حساباتها في مجلس الأمن". وأعلنت بكين أمس ان فرض العقوبات على حكومة زيمبابوي سيؤدى الى"تعقيد"الصراع في الدولة الأفريقية المضطربة. وربما يتسبب قرار الصين في توتر في العلاقات مع القوى الغربية قبل أسابيع من استضافة بكين لدورة الألعاب الأولمبية. وسارع كبير الناطقين باسم وزارة الخارجية ليو جيانتشاو بالدفاع عن استخدام الفيتو ووصفه بأنه الشيء الصحيح بالنسبة لزيمبابوي، موضحاً أنه"وفقاً للظروف الراهنة فان تمرير مشروع عقوبات ضد زيمبابوي لن يساعد في تشجيع الفصائل المختلفة هناك على الانخراط في حوار ومفاوضات سياسية وتحقيق نتائج، بل سيزيد الأوضاع تعقيداً". وحضّ"المجتمع الدولي توفير مساعدة بناءة"لجهود الوساطة التي تقوم بها جنوب أفريقيا والاتحاد الأفريقي وان"يتجنب تبني أفعال قد يكون لها أثر سلبي على أجواء الحوار". في المقابل، أعربت بريطانيا عن خيبة أملها من الفيتو. واستغرب وزير الخارجية ديفيد ميليباند في بيان له موقف روسيا"التي تعهدت خلال قمة مجموعة الثماني قبل أيام فقط باتخاذ تدابير تتضمن عقوبات مالية, سيبدو غير مفهوم في نظر شعب زيمبابوي". وأكد"إننا لا نفهم أيضاً الفيتو الصيني". كما كشف مسؤولون في مكتب رئيس الوزراء غوردون براون انه"فوجئ"بالفيتو الذي شهرته روسيا بعد مساهمتها في إصدار بيان مجموعة الثماني. واعتبروا أن"مجلس الأمن فوت فرصة للردّ بقوة, إنها فرصة خسرها شعب زيمبابوي وشعوب أفريقيا". واتهم السفير الأميركي في الأممالمتحدة زلماي خليل زاد روسيا بتغيير موقفها من زيمبابوي, باستخدامها حق النقض، مؤكداً ان موسكو وافقت خلال اجتماع مجموعة الثماني في اليابان, على"إعلان"لهذه المجموعة يفيد بضرورة اتخاذ تدابير ضد زيمبابوي. وأوضح ان موقف موسكو"يطرح أسئلة حول صدقيتها بصفتها شريكاً في مجموعة الثماني". كما أعرب نظيره البريطاني جون سويرز عن دهشته للموقف الروسي والصيني. وردّ السفير الروسي فيتالي تشوركين هذه المزاعم ووصفها بأنها"غير صحيحة". وأكد ان إعلان مجموعة الثماني لا يشير الى فرض عقوبات.