قالت الأممالمتحدة أمس الثلاثاء إن عدد الوفيات بسبب تفشي الكوليرا في زيمبابوي قد قارب 589حالة واتهمت حكومة الرئيس روبرت موجابي قوى غربية باستغلال تفشي المرض لإجبار الزعيم المخضرم على الرحيل. وأوضح الاتحاد الافريقي أنه لا يؤيد الدعوات لفرض عقوبات أكثر صرامة على زيمبابوي قائلا إن الحوار وحده يمكن أن يحل مشاكل البلد الكثيرة وإن إرسال قوات لن يحقق أي نتيجة. وأدى انتشار الكوليرا ونقص المواد الغذائية والانهيار الاقتصادي في البلد الواقع في الجنوب الافريقي إلى مطالبات جديدة من دول غربية باستقالة موجابي. وذكرت منظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء أن ما يصل إلى 60ألف شخص في زيمبابوي يمكن أن يصابوا بالمرض في أسوأ التصورات إذا فشلت محاولات السيطرة عليه. وقالت فضيلة الشايب المتحدثة باسم المنظمة خلال إفادة صحفية في جنيف "التقييم للوضع الصحي في أسوأ التصورات هو 60ألف حالة". كما ذكر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بموقعه على الإنترنت أن عدد حالات الإصابة بالكوليرا في زيمبابوي بلغ 13960حالة وأن الوفيات بلغت 589حالة. وقال جورج تشارامبا المتحدث باسم موجابي إن الغرب يستغل أزمة الكوليرا لتوجيه مزيد من الهجوم إلى زيمبابوي وتبرير غزوها للإطاحة بموجابي. ونقلت صحيفة هيرالد المملوكة للدولة عن تشارامبا قوله "البريطانيون والأمريكيون مصممون على إعادة زيمبابوي إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومصممون أيضا على حدوث غزو لزيمبابوي لكن دون أن ينفذوه بأنفسهم." وقالت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة إن الوقت حان لرحيل موجابي ووسع الاتحاد الأوروبي الاثنين نطاق حظر السفر المفروض على شخصيات من زيمبابوي بضم أسماء 11مسؤولا آخرين إلى قائمة تضم أكثر من 160اسما. وقال الاتحاد الافريقي الذي يضم في عضويته 53دولة أمس إن الحل الوحيد للأزمة السياسية والاقتصادية في زيمبابوي هو إجراء محادثات بين الخصوم السياسيين الذين فاقمت خلافاتهم الأزمة. وقال سالفا روييمامو المتحدث باسم الرئيس التنزاني جاكايا كيكويتي الذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الافريقي "الحوار بين الأحزاب في زيمبابوي بمساندة الاتحاد الافريقي وجهات إقليمية أخرى هو الطريق الوحيد لعودة السلام والاستقرار إلى ذلك البلد." وذكر روييمامو أن إرسال قوات لحفظ السلام أو إزاحة موجابي بالقوة ليسا ضمن الخيارات. وكانت شخصيات كبيرة قد دعت إلى إجبار موجابي على الرحيل بالقوة منها دزموند توتو كبير أساقفة جنوب افريقيا الفائز بجائزة نوبل للسلام. وقال المتحدث "ثمة أزمة إنسانية خطيرة في زيمبابوي. الكوليرا متفشية. هل يعتقدون أننا نستطيع القضاء على الكوليرا باستخدام الأسلحة." ويلقي موجابي باللائمة في الصعوبات التي تواجهها زيمبابوي على العقوبات الغربية بينما يقول منتقدوه إن حكمه الشمولي هو المسؤول عنها. وزار مسؤولون من جنوب افريقيا زيمبابوي أمس الثلاثاء لتقييم حجم الأزمة وذلك استجابة لطلب غير مسبوق من حكومة موجابي بالحصول على مساعدة دولية. كما عرضت الصين أمس تقديم مساعدات لزيمبابوي ودعت إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في البلاد لإنقاذها من الفوضى الاقتصادية والسياسية المتزايدة. وأعلن ليو جيانتشاو المتحدث باسم الخارجية الصينية خطة المساعدات خلال مؤتمر صحفي دوري وأشارت كلماته إلى أن الصين تنأى بنفسها عن الدعوات المتزايدة لعزل موجابي. وقال ليو "تعرب الصين والمجتمع الدولي الأوسع نطاقا عن القلق من التدهور المستمر حاليا في الوضع الاقتصادي والسياسي في زيمبابوي." وبدأت مواد الغذاء الأساسية في النفاد وتتضاعف أسعار السلع يوميا وأصبح مبلغ المئة مليون دولار زيمبابوي وهو الحد الأقصى للسحب من البنوك في الأسبوع لا يشتري سوى ثلاثة أرغفة من الخبز في البلد الذي كان يتمتع برخاء نسبي في الماضي. ولا يستطيع النظام الصحي في زيمبابوي مواجهة تفشي الكوليرا. كما تداعت شبكة المياه لذا يضطر الناس إلى الشرب من آبار ومجار مائية ملوثة. ويتوقع أن تعلن جنوب افريقيا التي تدفق مئات اليائسين من زيمبابوي إلى أراضيها عبر الحدود سعيا للعلاج من الكوليرا تفاصيل حزمة مساعدات لزيمبابوي في وقت لاحق هذا الأسبوع. وتوفي ثمانية أشخاص على الأقل بسبب الكوليرا في إقليم ليمبوبو المتاخم لحدود زيمبابوي.