شكت كل من أفغانستانوباكستان الى الأممالمتحدة من أن العنف في كل بلد يغذيه الوضع في البلد الآخر، وحضتا بعضهما على زيادة التعاون في محاربة الإرهاب. وأكد وزير الخارجية الأفغاني رانجين دادفار سبانتا خلال نقاش دار في مجلس الأمن حول الوضع في بلاده التي شهدت الاثنين تنفيذ هجوم انتحاري استهدف السفارة الهندية في كابول وأسفر عن سقوط 41 قتيلاً، ان الهدنات العسكرية التي تلتزم بها الحكومة الباكستانية في مناطقها القبلية تؤثر سلباً في أمن أفغانستان، علماً ان كابول كانت اتهمت إسلام آباد بالتورط في التفجير الانتحاري أمام السفارة الهندية. وتتفاوض الحكومة الباكستانية منذ آذار مارس الماضي مع الزعيم القبلي الموالي لحركة"طالبان"بيعة الله محسود الذي اتهمته الحكومة السابقة والولايات المتحدة بوقوفه خلف اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو في كانون الأول ديسمبر الماضي. وأعلن الوزير ان العدو الذي تواجهه أفغانستان"تسانده سلسلة معقدة من الشبكات والبنى التحتية، ولا يمكن هزمه عبر عمليات عسكرية في أفغانستان فقط، في وقت تتواجد معاقل الإرهابيين ونظامهم الخاص بالتمويل والتجنيد والتسلح والتدريب المجندين خارج حدودنا". وأكد سبانتا ان الإرهاب لا يمكن هزمه إذا لم تعالج أسبابه العميقة، مؤكداً ان"النجاح في مواجهة الإرهاب لا يمكن ان ينتج إلا من مقاربة واضحة إقليمية شاملة". وكان الرئيس الأفغاني حميد كارزاي هدد في 15 حزيران يونيو الماضي بإرسال قوات لمحاربة"طالبان"في باكستان. في المقابل، دعا وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي الى اتخاذ خطوات لبناء الثقة بينها عدم سماح بلاده وأفغانستان معاً باستخدام أراضيها ضد الأخرى، وتجنب التصريحات الاستفزازية، مؤكداً الحاجة الى بذل مزيد من الجهود للتغلب على الريبة وانعدام الثقة". وشدد على أن الحوار السياسي"حيوي"لاستعادة السلام في مناطق الحدود ومواجهة التطرف، وقال:"نتفاوض مع شيوخ القبائل وشخصيات أخرى نافذة في هذه المناطق، وليس مع إرهابيين". وطالب الوزير الباكستاني بتوسيع الانتشار العسكري على الجانب الأفغاني من الحدود، وتبادل معلومات فورية وتعزيز مراقبة حركة المرور الشرعية عبر الحدود، كذلك بتوخي الحذر في استخدام القصف المدفعي والهجمات الجوية لتجنب وقوع حوادث عرضية أو انتهاكات للأراضي". وقتل 11 جندياً باكستانياً في غارة جوية أميركية على الحدود الشهر الماضي. وصرح مندوب الهند في الأممالمتحدة من جهته نيروبام سن بأن نيودلهي لن تتراجع عن مساعدة أفغانستان في التوصل الى الاستقرار والتنمية، على رغم الاعتداء الذي استهدف سفارتها. وأضاف:"لن نضعف في معركتنا ضد قوى الإرهاب والتطرف والجريمة"، مؤكداً ضرورة بذل جهد مشترك. وفي باكستان، خطف مقاتلو"طالبان باكستان"29 رجل أمن في منطقة هانغو شمال غربي، رداً على اعتقال القوات الباكستانية 7 من عناصرها أول من أمس. وأعلنت"طالبان"ان الحكومة أخطأت باستدعاء الجيش الى مناطق القبائل لمحاربة المتمردين فيها، و"ستتحمل منذ الآن مسؤولية الأمن والنظام فيها". وقتل ستة أشخاص وجرح تسعة آخرون معظمهم من قبيلة مانجال في انفجار ثلاثة ألغام في مناطق القبائل في منطقة كرام القبلية بالقرب من الحدود الباكستانية - الأفغانية.