هيمنت أزمة زيمبابوي على افتتاح أعمال قمة الاتحاد الأفريقي في شرم الشيخ أمس، في حين بدا تشاؤم واضح على القادة الأفارقة في شأن إمكان أن تستطيع القمة تقديم حلول فعلية لأزمات القارة، من الصومال الغارق في معارك بين حكومته المدعومة من إثيوبيا وبين المتمردين الإسلاميين، إلى دارفور وانعكاسات الحرب الدائرة فيها منذ 2003 على العلاقات السودانية - التشادية، إلى الأزمة بين إثيوبيا واريتريا وبين الأخيرة وجيبوتي، مروراً بالأزمات في كل من كينيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية واوغندا وبوروندي ونيجيريا ومالي والنيجر. راجع ص6 وعلى رغم أن النقاشات بين القادة الأفارقة، في الجلسات العلنية والمغلقة، وفي الاجتماعات الثنائية والمتعددة، تناولت كل هذه الأزمات وسبل حلها، إضافة إلى انعكاسات أزمة الغذاء العالمية وارتفاع اسعار النفط على فقراء القارة السمراء، إلا أن مشاركة الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي في قمة شرم الشيخ جعلت منه"نجماً إعلامياً"خصوصاً في ظل تركيز وسائل الإعلام الأجنبية على معرفة موقف القادة الأفارقة من الجهود البريطانية، المدعومة من الغرب، لفرض عزلة عليه بعد فوزه في الدورة الانتخابية الثانية المثيرة للجدل التي قاطعتها المعارضة وشككت في نزاهتها الأممالمتحدة والمراقبون الدوليون. وقال عميد الرؤساء الأفارقة رئيس الغابون عمر بونغو أونديمبا على هامش القمة أمس إن موغابي"انتخب وأدى اليمين الدستورية، وهو معنا هنا. إذن فهو رئيس، ولا يمكن أن نطلب منه اكثر من ذلك. لقد نظموا انتخابات واعتقد انه كسبها". ونقلت وكالة"فرانس برس"عنه قوله رداً على سؤال عن ضغوط المجتمع الدولي ليدين الاتحاد الافريقي نظام موغابي:"لسنا مرغمين على اتباع التعليمات التي تأتينا من وراء البحار". وزاد:"الافارقة قادرون على أن يقرروا بأنفسهم، واستقبلنا موغابي كبطل، ولا شك أنكم رأيتم ذلك بأنفسكم إذا كنتم موجودين لحظتها في القاعة". وقال رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ إن"افريقيا يجب أن تتحمل مسؤولياتها بالكامل وتفعل ما بوسعها لمساعدة الاطراف في زيمبابوي على تجاوز التحديات الراهنة"، في دعوة غير مباشرة إلى تسوية بين موغابي ومنافسه المنسحب من المنافسة مورغان تسفانجيراي. كما دعت جنوب افريقيا التي يقوم رئيسها ثابو مبيكي بوساطة في زيمبابوي الى التوصل الى حل وسط بطلبها اجراء مفاوضات بين النظام والمعارضة لتشكيل"حكومة انتقالية". وفي المقابل، حض رئيس الوزراء الكيني رايلا أودينغا الاتحاد الافريقي على تجميد عضوية الرئيس موغابي في الاتحاد إلى حين سماحه ب"انتخابات حرة وعادلة".