سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجيش بات يؤيدها والحكومة الأمنية تجتمع الثلثاء ... والتوقيت بعد زيارتي رايس وساركوزي وعطلة المدارس . إسرائيل تعد لعمليات "نوعية ومعنوية" ضد غزة وباراك يصر على ضربة عسكرية قبل التهدئة
أكدت تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت ووزير دفاعه ايهود باراك في اليومين الأخيرين أن إسرائيل تتجه لشن"عملية عسكرية"في قطاع غزة تسبق التوصل إلى التهدئة التي تسعى مصر الى التوصل إليها في القطاع. وأشارت تقارير إعلامية متطابقة إلى أن العملية العسكرية لن تكون واسعة لتشمل إعادة احتلال كامل للقطاع، ما سيضطر إسرائيل إلى تجنيد عشرات آلاف جنود الاحتياط، إنما"عمليات نوعية ومعنوية تلقن حركة حماس درساً وترغمها على قبول الشروط الإسرائيلية للتهدئة". وأضافت أن قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي كثفت من ضغوطها على المستوى السياسي لإقرار عملية عسكرية"قاسية"في القطاع مع ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين بسبب القصف منذ مطلع العام إلى ثمانية. وتصدرت عناوين كبرى الصحف الإسرائيلية أمس تهديدات اولمرت وباراك غداة مقتل مواطن إسرائيلي من كيبوتس"ناحل عوز"القريب من القطاع في انفجار قذيفة هاون أطلقت من غزة أول من أمس، والانتقادات التي يوجهها سكان جنوب إسرائيل للحكومة"على عدم الحسم بين التهدئة والعملية العسكرية وانشغالها بتهم الفساد الموجهة الى رئيسها بدلاً من الاكتراث بأمنهم". وستعقد الحكومة الأمنية المصغرة اجتماعاً لها الثلثاء المقبل"لتلخيص زيارة رئيس الحكومة لواشنطن ولبحث الوضع في غزة بهدف اتخاذ قرارات حاسمة"، كما أفادت الإذاعة. وقال اولمرت في مطار تل أبيب أمس مع عودته من واشنطن:"اننا طوال الوقت ندرس إمكانات التوصل إلى هدوء مطلق يحقق الأمن لسكان الجنوب، من دون أن نضطر إلى الدخول في احتكاكات عنيفة وقاسية ضد التنظيمات الإرهابية في القطاع، في مقابل إمكانات عدم التوصل إلى تسوية كهذه، ما يقربّنا من عملية تكون أكثر قسوة وعنفاً ضد التنظيمات". وأضاف أنه وفقاً للمعطيات المتوافرة في هذه اللحظة"ترجح كفة عملية عسكرية قوية". وكان اولمرت قال قبل مغادرته واشنطن إن إسرائيل اقرب إلى عملية عسكرية في القطاع من أي تسوية أخرى". من جهته، يصر وزير الدفاع على"وجوب توجيه ضربة عسكرية"لفصائل المقاومة قبل التوصل إلى التهدئة التي يؤيدها. وأشار معلقون عسكريون الى أن باراك الذي أبدى استعداداً للتوصل إلى التهدئة، بات يؤيد توجيه ضربة عسكرية بعد مقتل المواطن الإسرائيلي. وكتب احد المعلقين أن تهدئة مع"حماس"من دون ضربة عسكرية مسبقة ليست خيارا واقعيا في نظر باراك. وفي تعقيبه على مقتل المدني الإسرائيلي، اعتبر باراك الضربة العسكرية في غزة"وشيكة جدا وقد تسبق اتفاق التهدئة". وأفادت صحيفة"يديعوت أحرونوت"أن الجيش الإسرائيلي أتم استعداداته لشن هجوم واسع على القطاع في غضون أيام. وكتب معلق الشؤون العسكرية في الصحيفة أليكس فيشمان أن رئيس هيئة اركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي الذي كان يتحفظ من هجوم واسع يكبد جيشه خسائر كبيرة في الأرواح، بات يؤيد شن العملية. وأضاف أن الحديث هو عن عمليات"بأحجام مختلفة"وتدريجية مثل احتلال"مناطق ذات إشكالية"وضربها من الجو، وليس احتلال كل القطاع. وزاد ان الجيش مستعد أيضاً لمواجهة احتمال اتساع رقعة الحرب، ما سيضطره إلى إعادة احتلال القطاع كله واستدعاء قوات الاحتياط. وكتب المعلق العسكري في"معاريف"عمير ربابورت أن قيادة الجيش لم تعد تحتمل رؤية الدم المسفوك لسكان الجنوب من دون رد عسكري صارم. وأضاف أن الحكومة"لن تصادق على تهدئة مع حماس بعد سلسلة ضربات وخسائر لإسرائيل لأن خطوة كهذه سيراها العالم العربي، وبحق إهانة لإسرائيل وخنوعها لإملاءات حماس". وتابع أن إسرائيل"قد تكتفي بعملية في منطقة واحدة في القطاع الهدف منها تلقين حماس درساً والذهاب إلى تهدئة من موقع قوة". في المقابل، ثمة تقديرات لدى أوساط أمنية بأن العملية العسكرية لن تشن قبل انتهاء زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لإسرائيل منتصف الشهر، ثم زيارة الرئيس نيكولا ساركوزي بعد أسبوع، وهي زيارة توليها إسرائيل أهمية قصوى. وبحسب هذه التقديرات، فإن إطلاق الهجوم مع خروج المدارس في عطلتها الصيفية أواخر الشهر هو أفضل توقيت"لأن عملية إخلاء سكان من مناطق تتعرض للقصف من القطاع ستكون أسهل".