وصل وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أمس الى بغداد في زيارة استغرقت يوماً واحداً، التقى خلالها المسؤولين العراقيين ووعد بتسمية السفير الاماراتي لدى العراق خلال أيام، واعتبرت الحكومة الزيارة والوعد"بداية لصفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية"، مؤكدة مبادرات عربية مماثلة قريباً. وقد تلي البحرينالامارات. والتقى الشيخ عبدالله، وهو أول مسؤول من دول مجلس التعاون الخليجي يزور العراق منذ عام 2003، كلاً من رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني وسلمهم دعوات خطية من نظرائهم في الامارات لزيارة أبوظبي. وقال الوزير الاماراتي في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره العراقي هوشيار زيباري في مبنى وزارة الخارجية ان"تلك الدعوات تعكس اهتمام القيادة السياسية في الامارات للتواصل وتطوير العلاقة مع بغداد على المستويات كافة". وزاد"اننا ننظر الى العراق كشريك مهم للامارات في المنطقة ونتطلع الى ان يكون شريكاً لمجلس التعاون الخليجي". وكشف اتفاقاً لتسمية سفراء للدولتين خلال أيام وأكد ان"السفارة الاماراتية في بغداد ستكون نشطة وفعالة وتجسد العلاقات بين البلدين". وبرر وزير الخارجية الاماراتي تأخر افتتاح السفارات العربية في بغداد حتى الآن فقال:"لا بد أن نعترف أن دول المنطقة اضطرت الى ان تستغرق بعض الوقت كي تتفهم العراق الجديد لانه شهد الكثير من التطورات"، واضاف"ان العراق الجديد هو الافضل وفيه صون لكرامة العراق ومعتقداته وحرية شعبه". واشاد ب"جهود الحكومة العراقية لترسيخ المصالحة الوطنية وعملها الكبير في استتباب الأمن وتنمية الاقتصاد". وقال رداً على سؤال عن الديون الاماراتية المترتبة على العراق"ان هذه القضية نعتبرها هامشية اذا نظرنا الى مجمل العلاقات بين البلدين ونتطلع الى معالجتها بشكل منظم ووفق اسس سليمة لكننا نرغب أن نعاون العراق لحل مشكلات اخرى اهم". واشار الى ان"مجموعة من المجالات يتطلع مجلس التعاون الخليجي الى اشراك العراق فيها ومنها المجالات الصحية والتعليمية والثقافية وجوانب اقتصادية، وكذلك ربط العراق بمشروع سكة حديد دول مجلس التعاون". وأضاف"ان بحث مسألة اشراك العراق على قدم المساواة في المجلس أمر يحتاج الى مزيد من الوقت". من جانبه اشاد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ب"المبادرة الاماراتية"واعتبرها"بداية لصفحة جديدة من العلاقات العراقية - العربية"، وأكد مبادرات مماثلة لمصر والسعودية والكويت والبحرين والاردن. ووعد زيباري بتقديم"أعلى درجات الضمان الأمني للبعثة الديبلوماسية الاماراتية". وقال ان"بغداد سلمت كل المعلومات الاستخبارية ونتائج التحقيق للدول التي تعرض ديبلوماسيوها الى القتل والخطف". وكانت الامارات سحبت كبير مبعوثيها الى بغداد في أيار مايو 2006 بعدما تعرض أحدهم للخطف لمدة أسبوعين. وقتل ديبلوماسي مصري عام 2005، ولم يعد أي سفير عربي منذ ذلك الحين الى العراق. وفي بغداد اليوم 52 سفارة، بينها 5 سفارات عربية يديرها ديبلوماسيون على مستوى القائم بالاعمال، وهي فلسطين ولبنان وتونس واليمن وسورية. وأكد ياسين مجيد، المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي في تصريح الى"الحياة"ان"المالكي سيزور الامارات في القريب العاجل وعدداً من دول المنطقة". ووصف زيارة الوفد الاماراتي بأنها"مهمة لوزير استأذن ببدء صفحة جديدة من العلاقات". ولفت الى ان"دولاً عربية وعدت باعادة فتح سفاراتها في بغداد بعد تقييم الوضع الأمني"، مؤكداً ان"مملكة البحرين سترسل بعثة ديبلوماسية الى العراق قريباً جداً". ويعتزم المالكي القيام بجولة يزور خلالها ايران وتركيا والاردن والامارات. وأوضح النائب المقرب حسن السنيد انه"سيبحث في زيارته لايران وتركيا الاتفاقية العراقية الاميركية ليؤكد أنها لن تكون على حساب دول الجوار". وتابع أن العراق"سيوصل رسائل تطمينية الى تلك الدول مضمونها انه لن يسمح باستخدام أراضيه لتهديدها".