أوضح مصدر فرنسي مطلع أن زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لبنان السبت المقبل هي لتهنئة الرئيس ميشال سليمان بانتخابه ولتأكيد دعم فرنسا له وللبنان. وقال المصدر إن ساركوزي سيتوجه فور وصوله الى بيروت من اليونان، الى قصر بعبدا حيث يلتقي سليمان الذي يقيم مأدبة غداء على شرفه تضم كبار المسؤولين اللبنانيين من الموالاة والمعارضة، مؤكداً أن اللقاء الثنائي الوحيد سيكون مع سليمان. وكشف المصدر أن وزير الدفاع الفرنسي هيرفي موران سيضع إكليلاً من الزهر باسم الرئيس الفرنسي على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وأشار المصدر الى أن وفداً من كبار المسؤولين الفرنسيين سيرافق ساركوزي، وهو مستوى استثنائي ويعود الى رغبة ساركوزي في تأكيد أهمية لبنانلفرنسا باعتباره نموذج تعايش في المنطقة. وعلمت"الحياة"من مصادر أخرى أن هناك احتمالاً لأن يرافق ساركوزي رئيس حكومته فرانسوا فيون. لكن من المؤكد أن يرافقه وزراء الخارجية برنار كوشنير والدفاع هيرفي موران وربما المال كريستين لاغارد ورئيس الأركان الفرنسي الجنرال جو رجولان. ويلقي ساركوزي كلمة خلال الغداء الرئاسي في بعبدا، ثم ينتقل الى مقر السفارة الفرنسية للقاء الجالية الفرنسية في لبنان ويلقي كلمة أمامها ثم ينتقل الى الجنوب لتفقد القوات الفرنسية العاملة في إطار القوات الدولية"يونيفيل"، ثم يعود الى المطار ليعقد مؤتمراً صحافياً ويغادر الى باريس. وأوضح المصدر أن الزيارة سريعة جداً لأنها وُضعت على برنامج الرئيس فور انتخاب سليمان لأنه كان دائماً يتمنى أن يتم هذا الانتخاب كي يتمكن من زيارته. وقال المصدر إن فرنسا ساهمت بأفكارها وتعاونها في التوصل الى اتفاق الدوحة الذي تؤيده بقوة، معتبراً أن ما حدث في الدوحة من اتفاق لا يمثل خروج فرنسا من دورها من أجل التسوية في لبنان، بل هو نجاح مشترك تم بفضل الجهود العربية برعاية قطر وبتأييد مستمر من فرنسا التي أوحت بأفكارها الخطة العربية التي وضعتها الجامعة العربية. فالقول إن فرنسا لم يعد لها دور بعد اتفاق الدوحة خطأ، وواقع الحال أن دورها تعزز. ولفت المصدر الى أن الزيارة الأولى لرئيس أجنبي للبنان بعد انتخاب سليمان برفقة وفد بمستوى رفيع جداً تعد مؤشراً الى نوعية العلاقة الفرنسية ? اللبنانية. والرئيس الفرنسي، بحسب مصدر مقرب منه، يريد من خلال الزيارة والوفد المرافق إظهار أن كل الدولة الفرنسية تدعم كل الدولة اللبنانية مع تأكيده رسالة صداقة وأخوة وتضامن مع لبنان ورسالة أمل والتزام من فرنسا بمسيرة الرئيس سليمان ولخروج لبنان من أزماته والبقاء الى جانبه في هذه الفترة من بداية مسار المصالحة الداخلية. فلبنان بالنسبة الى ساركوزي هو رمز التنوع والانفتاح ولفرنسا علاقة فريدة به لأنها تشاركه قيمه وهذا ما سيقوله ساركوزي لسليمان. وما إذا كان الرئيس الفرنسي سيتطرق الى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قال المصدر:"طبيعي، فالرئيس الفرنسي ملتزم ذلك وفرنسا دفعت 6 ملايين يورو لتأسيس هذه المحكمة، وهو سيؤكد التزام فرنسا المحكمة وأملها بالسلام المدني في لبنان على أن تستمر الدولة واللبنانيون في مسيرة إعادة الإعمار وأن يخرج اقتصاد البلد من محنته عبر تنفيذ قرارات باريس ? 3 والإصلاحات المطلوبة، وهذا سيكون من مسؤولية رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي سيحييه ساركوزي ويشيد بمهمته خلال كلمته الرئاسية". وأكد المصدر أن فرنسا ستدعم لبنان في كل المؤسسات الدولية وستساعد في تعزيز الجيش اللبناني وستقدم الدعم والمساعدة من دون انقطاع للمحكمة الدولية ولن تغير موقفها الداعم والمؤيد لها". وعن توقعات فرنسا بالنسبة الى تطور الأمور داخل الحكومة الجديدة في لبنان بعد انتصار"حزب الله"العسكري على الأرض قال المصدر:"فرنسا على قناعة بوجود أمل في هذه المرحلة للبنان ينبغي على الجميع أن يشجعوه وعلى كل الفاعلين في الساحة اللبنانية أن يتحملوا مسؤولياتهم كما على الفاعلين الإقليميين أيضاً أن يتحملوا مسؤولياتهم". وعن عودة الحوار الفرنسي مع سورية قال المصدر ان"ساركوزي التزم كلمته واتصل بنظيره السوري بشار الأسد بعد انتخاب الرئيس اللبناني، وفرنسا تعمل من أجل استعادة لبنان سيادة قراره واستقلاله وينبغي من أجل ذلك العمل مع كل الفاعلين في المنطقة وسورية وإيران فاعلان مهمان والاتصالات منتظمة مع إيران كما أن فرنسا على اتصال مع جميع أصدقائها الأميركيين والسعوديين والمصريين وغيرهم من أجل عودة السلام نهائياً الى لبنان".