سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أجرى محادثات سياسية مع سليمان وبري والسنيورة ووقع اتفاقات "تعزز العلاقات الثنائية" . فيون يجدد الدعم الفرنسي للبنان : الوحدة والهدوء لا ينفصلان عن الشعور بالعدالة
أجرى رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون، أمس، محادثات سياسية في بيروت التي وصلها لزيارة رسمية تستمر يومين وحافلة باللقاءات التي تشمل اقتصاديين مثلما تشمل سياسيين وجنوداً فرنسيين يعملون في اطار قوات"يونيفيل". ووصل فيون الى العاصمة اللبنانية في الثالثة بعد الظهر على متن طائرة خاصة يرافقه وفد فرنسي موسع ضم وزيرة حقوق الانسان راما يان ووزيرة التجارة الخارجية آن ماري إيدراك وممثلين عن شركات فرنسية ورجال اعمال، إضافة الى الكاتب الفرنسي من اصل لبناني امين المعلوف والنائب الفرنسي من اصل لبناني ايلي عبود. وانضم لاحقاً الى الوفد وزير الدفاع هيرفيه موران. وكان في استقبال فيون رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة والوزراء فوزي صلوخ، محمد شطح، الياس سكاف وماريو عون، وسفير لبنان لدى فرنسا بطرس عساكر وسفير فرنسا لدى لبنان اندريه باران والامين العام لوزارة الخارجية بالوكالة السفير وليام حبيب وأركان السفارة الفرنسية في لبنان. وأقيمت للضيف الفرنسي مراسم استقبال رسمية على ارض المطار حيث فرش السجاد الاحمر. وفور نزوله من الطائرة صافح السنيورة وتوجها الى منصة الشرف حيث عزفت موسيقى قوى الامن الداخلي النشيدين الفرنسي واللبناني استعرضا بعدها ثلة من قوى الامن الداخلي ادت التحية الرسمية، ثم توجها الى قاعة الشرف، وكانت طائرة فرنسية خاصة سبقت طائرة فيون الى بيروت في الواحدة والربع من بعد ظهر اليوم وعلى متنها الوفد الاداري والاعلامي والامني المرافق لرئيس الحكومة الفرنسي. ومن المطار غادر فيون برفقة السنيورة الى بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وقدمت له ثلة من الحرس الجمهوري التحية. ثم استقبل سليمان ضيفه وعقد معه اجتماعاً موسعاً، في حضور السنيورة ووزير الدفاع الياس المر ووزير الاقتصاد محمد الصفدي. قصر الصنوبر وعقد فيون لقاء مع الجالية الفرنسية في قصر الصنوبر الذي زينت الطرق المؤدية اليه كما الطرق التي سلكها موكبه بالاعلام اللبنانية والفرنسية. وألقى فيون كلمة أمام الجالية الفرنسية، استهلها بالتذكير بالتفجير الذي استهدف القوة الفرنسية ضمن القوة المتعددة الجنسية في 23 تشرين الأول اكتوبر العام 1983 في لبنان بواسطة شاحنة مملوءة بالمتفجرات ما أدى الى مقتل 58 جندياً فرنسياً، وقال إنه في الذكرى ال25 لهذه العملية وضع إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري"وهذه الشهادة تشرف ذكرى الفرنسيين العديدين المدنيين والعسكريين الذين قدموا منذ اندلاع الحرب الأهلية العام 1975 أفضل ما عندهم من أجل أن يستعيد لبنان السلام". وأضاف فيون:"جئت مع رئيس الجمهورية خلال زيارته لبنان في 7 حزيران يونيو وها أنا بعد ثلاثة أشهر أجد بلداً قيد التحول السياسي والاقتصادي الكبيرين بعد سنوات من المطبات". وتوقف عند اتفاق الدوحة التي وقع قبل أسبوعين من مجيء الرئيس نيكولا ساركوزي الى لبنان،"ما أدى الى مسار استقرار سياسي ومؤسساتي واعد في هذا البلد". وقال:"فرنسا التي عملت الكثير من أجل أن يكون هذا المسار، ستستمر في بذل كل الجهود كي يبقى مستمراً ومعززاً، وان نتائج اتفاق الدوحة ظاهرة وقطع شوطاً كبيراً في فترة قليلة من أجل أن يتغلب الحوار على المواجهة ويعود التفاهم بين قوى المجتمع اللبناني ويعاد بناء مستقبل مشترك". وقال فيون:"من أجل هذا التطور ينبغي أن تعقد مصالحة حقيقية وطنية، ونحن نحيي جهود القيادات اللبنانية السياسية الأخيرة من أجل التوصل الى هذه المصالحة". وشدد على"ان موت رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والاغتيالات التي حصلت في لبنان منذ العام 2004 يجب ألا تمر من دون عقاب، فالوحدة الوطنية والهدوء لا ينفصلان عن الشعور بالعدالة، وهذا هو معنى إنشاء المحكمة الخاصة بلبنان المقبلة التي تدعمها فرنسا سياسياً ومالياً". وخاطب أبناء الجالية قائلاً:"جئت مع وفد من رجال الأعمال الملتزمين بتطوير العلاقات الثنائية ورسالة مجيئي الى لبنان لأصدقائنا اللبنانيين واضحة لأن فرنسا مؤمنة بقدرة لبنان الاقتصادية وتريد تطوير وجودها الصناعي والتجاري فيه مثلما تطور على المستوى السياسي دعمها لاستقرار البلد". وأشار الى أنه سيوقع مع لبنان"اتفاقات ومعاهدات، تأخر تنفيذها نظراً للصعوبات الماضية ومن شأنها تعزيز العلاقة اللبنانية - الفرنسية في قطاعات عدة". وقال إنه سيعلن عن مواصلة الالتزامات المالية الفرنسية التي اتخذت في باريس -3"كي أضمن استمرارية دعمنا للحكومة اللبنانية وإصلاحاتها". وأوضح انه سيزور اليوم الوحدات الفرنسية العاملة في"يونيفيل"،"لأعبر عن امتناننا بما تقوم به خصوصاً بالنسبة الى تنفيذ القرار 1701 الذي من شأن تنفيذه ان يجنب لبنان عودة المواجهات المسلحة". وختم قائلاً إنه"يحمل رسالة أمل الى لبنان والتزام باسم الرئيس الفرنسي وحكومتي والشعب الفرنسي الذي يبقى في قلبه حبه لبلد الأرز"، متوقعاً"مستقبلاً أفضل للبنان ينبغي أن نبنيه معاً، وبمساعدتنا ومساعدة الأسرة الدولية فإن الشعب اللبناني على وشك أن يقلب صفحة العنف". ضيف خاص وعقد فيون بعد ذلك لقاء مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وعاد وتوجه الى السراي الكبيرة حيث عقد محادثات رسمية مع السنيورة في حضور وفدين عن الجانبين، وتلى ذلك توقيع مجموعة اتفاقات بين البلدين. وكان السنيورة نوّه بالأديب معلوف الذي رافق فيون وقال لنظيره الفرنسي"نحن نفتخر به وكان زميلاً". وحين سأله فيون عن هذه الزمالة، رد السنيورة قائلاً:"أعرفه منذ زمن بعيد". فقال فيون"انه ضيفي الخاص". نشر في العدد: 16667 ت.م: 21-11-2008 ص: 12 ط: الرياض