جددت روسيا دعوتها إلى استئناف المفاوضات حول ملف استقلال اقليم كوسوفو عن صربيا، وشددت على ضرورة مواصلة البحث عن"حل مقبول لدى الاطراف"المعنيين. وأعلنت الخارجية الروسية في بيان امس، أن الوزير سيرغي لافروف جدّد الدعوة الروسية في هذا الشأن خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، معتبراً أن"استئناف المفاوضات لتحديد الوضع القانوني للإقليم يبقى مطلباً حيوياً"، علماً أن روسيا رفضت الاعتراف باستقلال كوسوفو من جانب واحد بعد إعلان الهيئة الاشتراعية ذات الغالبية الالبانية في الإقليم الاستقلال عن صربيا في شباط فبراير الماضي. وأشار بيان الخارجية الروسية الى انه جرى خلال المكالمة الهاتفية "التشديد من جديد على موقف روسيا المبدئي الداعي الى مراعاة قواعد القانون الدولي بحذافيرها"، اضافة الى الطلب الذي سبق أن قدمته روسيا الى الأممالمتحدة حول استئناف الأطراف المفاوضات في شأن الصفة القانونية لكوسوفو". ودعا الوزير الروسي بان كي مون إلى"مواصلة الجهود في هذا الاتجاه تمسكاً بقرارات مجلس الأمن، ومواصلة الاتصالات مع جميع الأطراف المعنيين لإيجاد مخرج مقبول لدى الجميع". على صعيد آخر، ذكر مصدر في الديوان الرئاسي الأوكراني أن الرئيس فيكتور يوتشينكو سيبدأ زيارة لروسيا غداً، للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي الدولي المقرر عقده في عاصمة الشمال سان بطرسبورغ. ويجري يوتشينكو على هامش المنتدى محادثات مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف. ومعلوم أن العلاقات الروسية - الأوكرانية مرت بمرحلة توتر بسبب الخلاف على أسعار الغاز الطبيعي وسبل إمداده إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية، وأيضاً بسبب توجه كييف للتقارب مع الغرب والانضمام إلى حلف الأطلسي. لكن الفترة الأخيرة شهدت انفراجاً جزئياً تراجعت معه حدة التصريحات المتبادلة بين الطرفين. ونقلت إذاعة"صدى موسكو"عن مصدر في الخارجية الروسية أن كييف قررت تعيين سفير جديد لدى موسكو شغل مناصب مهمة في أوكرانيا، ما يعكس بحسب المصدر الحرص على تحسين العلاقات. ويدور الحديث عن ترشيح قسطنطين غريشينكو لتمثيل بلاده لدى موسكو وهو نائب سكرتير مجلس الأمن القومي الأوكراني والمسؤول عن ملف الأمن والدفاع، كما تولى حقيبة الخارجية في الوزارة السابقة التي كان يرأسها السياسي الأوكراني القريب إلى موسكو فيكتور يانوكوفيتش. علماً أن السفير الروسي في أوكرانيا فيكتور تشيرنوميردين يعد أيضاً سياسياً من"العيار الثقيل"وكان رئيساً للوزراء قبل أن يعيّنه الرئيس السابق فلاديمير بوتين سفيراً لبلاده في أوكرانيا. وفسر البعض التعيين بأنه مؤشر إلى اهتمام موسكو بالعلاقة مع كييف، لكن آخرين اعتبروا التعيين"نفياً"للسياسي الروسي المعروف بمواقفه الليبرالية وباعتباره كان من بقايا"العائلة"التي حكمت روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. على صعيد آخر، نقلت صحيفة"زيري"الألبانية الصادرة في بريشتينا أمس، عن ممثل الاتحاد الأوروبي في كوسوفو بيتر فيث، قوله ان"ليس من حق صربيا التدخل في شؤون دولة كوسوفو التي ستعلن منتصف الشهر الجاري دستورها الذي يناسب كل شعبها، بحسب المعايير الأوروبية وضمانات حقوق الإنسان والديموقراطية". وأضاف فيث:"كما ان من حق دولة كوسوفو أن تنهي العمل بدستورها الذي وضعته الإدارة الدولية، وتجعل صلاحيات الأممالمتحدة من خلال مكتب علاقات، وذلك من أجل ان تمتلك حكومتها المزيد من الحقوق لإدارة شؤون البلاد".