أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن السياسة الخارجية لبلاده لن تشهد تغيرات "ثورية" بعد فوز خليفته المنتظر ديمتري ميدفيديف في انتخابات الرئاسة المقررة في الثاني من الشهر المقبل. ودعا بلدان رابطة الدول المستقلة إلى تعزيز خطط التكامل في الفضاء السوفياتي السابق. وحققت موسكو ما كانت ترجوه من اجتماع قمة رؤساء"الرابطة المستقلة"الذي عقد في موسكو امس، إذ حشد الروس موقفاً جماعياً كان متوقعاً لمعارضة استقلال كوسوفو و"تسرع"بلدان غربية في الاعتراف بالدولة الوليدة. وعلى رغم أن هذا الملف لم يكن المحور الأساس الذي تردد على ألسنة الرؤساء المشاركين، فإن مصادر روسية قالت ان الرؤساء سعوا إلى"بلورة موقف موحد"حيال هذا التطور. ومعلوم أن غالبية دول"الرابطة"كانت أعلنت قبل القمة رفضها الاعتراف باستقلال كوسوفو، ودعت إلى مواصلة الحوار بين الأطراف المعنية"لتحديد الوضع القانوني للإقليم"وهي العبارة التي وردت أيضاً على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيسي جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي وأوكرانيا فيكتور يوتشينكو الذي أضاف أن بلاده"لم تحدد موقفها بعد تجاه المسألة وترى أن الفرصة أمام المشاورات ما زالت متاحة". وفي ملف كوسوفو أيضاً، انتقدت موسكو بقوة اتهامات سياسيين أميركيين بينهم المرشحة هيلاري كلينتون حول وقوف موسكو وراء حملة الاحتجاجات العنيفة في صربيا ، وقال الناطق باسم الخارجية الروسية ميخائيل كامينين أنه"كان يتعين على من شجع هذه الخطوة اعلان الاستقلال من جانب واحد تقدير النتائج المحتملة". إلى ذلك، حملت قمة"الرابطة المستقلة"التي شارك فيها بوتين للمرة الاخيرة قبل مغادرته منصبه،"احتفالاً وداعياً"للرئيس الروسي الذي شكر نظراءه على"العمل المشترك طيلة ثماني سنوات"، مؤكداً أن"السياسة الخارجية لروسيا لن تشهد أي تغيرات ثورية بعد وصول ديمتري ميدفيديف إلى الرئاسة". ووصف بوتين خلفه المتوقع بأنه"أحد مهندسي سياسة روسيا خلال الفترة الماضية ومن أقرب أركان فريقي"، مضيفاً أن"دعمي القوي، له ليس سراً". لكن حديث بوتين لم يقتصر على العبارات الوداعية، بل حمل تأكيداً على بقائه قريباً جداً من مركز القرار في بلاده ، من خلال دعوته قادة الرابطة إلى تبني خطط استراتيجية للتنمية حتى عام 2020، على غرار الخطة الروسية التي أطلقت عليها الأوساط الروسية تسمية"خطة بوتين"، وهي ترسم إستراتيجيات التطور في روسيا على كل الصعد خلال العقدين المقبلين . من جهة أخرى، حدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شروطاً لتحسين علاقات بلاده مع بريطانيا، فيما تمر هذه العلاقات بأزمة تعد الأسوأ منذ سنوات. وأشار لافروف إلى"إمكان تحسين العلاقات الروسية - البريطانية في حال اعادت لندن النظر في الإجراءات التي أدت إلى تدهورها". ومعلوم أن الأزمة بدأت بعد رفض موسكو تسليم رجل أعمال روسي تتهمه لندن بالتورط في مقتل الجاسوس الروسي المنشق الكسندر ليتفينينكو. وبررت موسكو موقفها بنص دستوري يحظر تسليم المواطنين للمحاكمة في بلد أجنبي، لكن بريطانيا رفضت التبرير ووصل تدهور العلاقات بين البلدين إلى حد طرد ديبلوماسيين وتبادل اتهامات وتجميد التعاون في مجالات مختلفة .