صباحٌ بلون هديل الحمام على البلد الحلو حيثُ يصلي الأرز واقفاً فانهضي أيتها العروسُ، يا بيروتُ ، وتزيّني بالأبيض والأخضر جاءَ العريسُ بهيّاً كملاك ، قاطعا مثلَ السيف، محنيّاً مثلَ التواضع، فاستقبليه بالزغاريد، واحضنيه، واحضنيه. ما أجملَكَ يا وطني تشاغبُ في حضن العاصفة تعبرُ الحرائقَ بشجاعة الأطفال، ثمّ تنهضُ من رمادكَ قوياً، جميلاً، أجملَ مما كان على كلِّ شجرةٍ قمرٌ على كلِّ نافذةٍ شمس على كلِّ موجةٍ رحلتْ نورسٌ عاشقٌ على وجهكَ الحبيبِ قبلاتٌ لا تزول. ردّني إليك يا لبنانُ... ردّيني إلى ذراعيكِ يا بيروت. لأضيءَ شمعة لكلّ الذينَ ذابوا في حبّكِ حتى الشهادة الخبزُ بلا رائحة تحتَ السماوات الغريبة. ليسَ أجمل من سمائك... ولا أشهى من خبزكِ. أحلفُ بغربتي أنّكَ سيّدُ البلادِ، وأنّ بيروتَ سيّدة العواصم، وأنّ جمالكَ الخرافيّ سيبقى حلمَ الطيور الشريدة والنسور الجائعة فلا تندمْ على ما فاتَ من آلام ودماء، فداكَ يا لبنان... زفوا العريسَ إلى الأرزة العاشقة وأدّوا التحيّة للآتي ببذلةٍ مرقطة مكلّلاً بأمنيات شعب مقهور "عريسنا شيخ الشباب" على شهداء الجيِش على كل الشهداء سلامٌ وسلامٌ وسلام الأمرُ لكَ... الأمرُ للبنان. هدية الأيوبي - فرنسا - بريد الكتروني