حقق "التكتل القومي" الذي يتزعمه "الحزب القومي المقدوني" بقيادة رئيس الحكومة المنتهية ولايتها نيكولا غرويفسكي، مفاجأة بحصوله على الغالبية المطلقة في البرلمان المقدوني الجديد الذي انتخب أول من أمس، فيما دانت أوساط محلية ودولية أعمال العنف التي شهدها الكثير من مناطق الغالبية السكانية الألبانية وسط مطالبات بإعادة الانتخابات فيها. وأبلغ"الحياة"الناطق باسم اللجنة الانتخابية المقدونية العليا زوران تانيفسكي أن"النتائج الأولية المتوافرة للجنة تشير الى أن التكتل القومي الذي يضم 20 حزباً وتنظيماً سياسياً مقدونياً وللأقليات التركية والصربية والغجرية سيحصل على أكثر من 61 مقعداً، وهو النصاب القانوني الذي سيشكل الغالبية المطلقة في البرلمان الجديد المتكوّن من 120 عضواً". وأضاف أن"التحالف الاشتراكي الديموقراطي الذي يتكون من ستة أحزاب يسارية وليبرالية بقيادة رادميلا شيجيريشكا، سيأتي في المرتبة الثانية بحصوله على 28 مقعداً، في حين أن حزب الاندماج الألباني برئاسة قائد المقاتلين الألبان السابقين علي أحمدي سيفوز ب14 نائباً، والحزب الديموقراطي الألباني برئاسة ميندوح تاتشي ب13 نائباً، في حين ستتوزع المقاعد المتبقية بين الأحزاب الصغيرة. وعلمت"الحياة"من مصادر مقدونية مطلعة، أن حصيلة أعمال العنف التي صاحبت الانتخابات في مناطق ألبانية عدة، كانت قتيلاً واحداً و11 جريحاً و12 معتقلاً بينهم آدم كراسنيجي بالأصل من كوسوفو القيادي في تنظيم"الجيش الوطني الألباني"السري والذي يعمل من خلال السلاح لتوحيد كل الأراضي التي يسكنها الألبان في منطقة البلقان. كما استولت الشرطة على كميات من الأسلحة المتنوعة، في حين تقرر تأجيل الانتخابات في أكثر من عشرين مركزاً للاقتراع الى 15 حزيران يونيو الجاري. يذكر أن الألبان يشكلون نحو 25 في المئة بحسب الاحصاءات الرسمية من سكان مقدونيا البالغ عددهم حوالى مليوني نسمة. ودان الرئيس المقدوني برانكو تسرفنكوفسكي أعمال العنف التي"أضرت بسمعة مقدونيا الدولية وهدوئها الانتخابي"، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي، انه"ينظر بعين القلق الى الوضع في مقدونيا، آملاً في ألا تعقبها مضاعفات". ووصف عضو مجلس العموم البريطاني الذي ترأس بعثة بلاده لمراقبة الانتخابات دنيس مكشين أعمال العنف التي وقعت بأنها"هجوم على الديموقراطية لا تقبلها أوروبا المعاصرة، ولذا تقتضي إعادة الانتخابات في كل المناطق التي عكرتها أعمال العنف والتزوير وتهديد الناخبين". وخلال احتفال أقامه"الحزب القومي المقدوني"في مقره الرئيس في العاصمة سكوبيا، قال رئيسه نيكولا غرويفسكي:"إن حصول التكتل القومي على أكثر من ستين مقعداً، يمثل نصراً مهماً للسياسة التي نتبعها في صيانة مصالح الشعب المقدوني ويحقق رغبتنا بأن تكون لنا الغالبية البرلمانية المطلقة التي تجعلنا نشكل حكومة مستقرة تحقق الانجازات".