يتوجه الناخبون في 187 مركزاً انتخابياً في المناطق ذات الغالبية السكانية الألبانية من جمهورية مقدونيا اليوم، للإدلاء بأصواتهم للمرة الثانية بسبب إلغاء الاقتراع الذي أجري فيها قبل أسبوعين نتيجة الاضطرابات وأعمال العنف الدموية، التي وقعت خلالها بين الأطراف الألبانية السياسية. ويتنافس حزبان ألبانيان رئيسيان"الديموقراطي الألباني"بزعامة ميندوح تاتشي وپ"الاندماج الألباني"بزعامة قائد المقاتلين الألبان السابقين علي أحمدي. وأكد رئيس اللجنة الانتخابية العليا يوفان يوسيفوفسكي، أن اللجنة"ستستخدم صلاحياتها في وقف الاقتراع في أي مركز انتخابي تحصل فيه ممارسات مخالفة للقانون، وإلغاء العملية الانتخابية فيه". واتخذت الحكومة إجراءات أمنية مشددة في المناطق التي ستجرى فيها الانتخابات، وحذر رئيس الحكومة المقدونية نيقولا غرويفسكي الذي فاز التكتل القومي المحافظ الذي يقوده بالغالبية البرلمانية المطلقة في الجولة الأولى، من أن أي إخلال بالأمن خلال التصويت"سيعالج بحزم وتطبيق القانون بحق الذين لا يلتزمون المعايير الديموقراطية". وزار مقدونيا أول من أمس وزير خارجية سلوفينيا ديمتريا روبل الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، والتقى الأطراف الحكومية والألبانية، ودعاهم الى"التزام القانون في الانتخابات"، مؤكداً أن"أي عنف جديد في هذه الانتخابات سيؤثر سلباً على سمعة مقدونيا الدولية". واعتقلت الحكومة عشرات من المشبوهين بإثارة العنف، بينهم النائب السابق لوزير الدفاع المقدوني تالات جعفيري، أحد القادة السابقين للمقاتلين الألبان. وكانت أعمال العنف التي حصلت في المناطق ذات الغالبية السكانية الألبانية خلال الانتخابات قبل أسبوعين، أسفرت عن قتيل و11 جريحاً واعتقال عشرات بينهم 149 ألبانياً رُفعت بحقهم دعاوى جنائية بتهمة الإخلال بالأمن. ولن تؤثر الانتخابات في الفوز الذي حققه"التكتل القومي"المحافظ بحصوله على 64 مقعداً، تشكل الغالبية النيابية في البرلمان المقدوني الذي يضم 120 عضواً، لأن نتائجها تتعلق بتوزيع 26 مقعداً في المناطق الألبانية. كوسوفو على صعيد آخر، أشاد رئيس كوسوفو فاتيمير سيديو بخطة الأممالمتحدة لإعادة ترتيب الوجود الدولي في الإقليم، بإعطاء دور أكبر للاتحاد الأوروبي، وقال في تصريح نشر في بريشتينا أمس"نثمّن مقاربة الأممالمتحدة التي تأخذ في الاعتبار الواقع في كوسوفو المرتبط بإعلان الاستقلال، ما سيساعد على التنمية وعلى عمل المؤسسات من أجل قيام إقليم ديموقراطي يعمل لمصلحة كل مواطنيه". وأوضح سيديو"نشيد بالوجود الدولي الجديد في كوسوفو، ونعتبر أن مساعدته وتعاونه لن يعرّضا السيادة للخطر". وفي الوقت ذاته، رفضت صربيا خطة الأممالمتحدة، وقال رئيس حكومتها فويسلاف كوشتونيتسا:"إن الاقتراح ينتهك سيادة صربيا ووحدة أراضيها". الى ذلك، قال الوزير الصربي لشؤون كوسوفو سلوبودان سامارجيتش:"إن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة تجاوز سلطاته، لأن مجلس الأمن هو السلطة الوحيدة المعنية باتخاذ قرار في شأن ما إذا كان ينبغي إعادة تشكيل بعثة المنظمة الدولية في كوسوفو". في حين أبلغ الرئيس الصربي المؤيد للغرب بوريس تاديتش بان في رسالة جوابية له، بأن"اقتراحه يتطلب موافقة مجلس الأمن". وكان بان، اقترح في رسالة له الى كل من سيديو وتاديتش، إرسال قوة شرطة تتبع الاتحاد الأوروبي، قوامها 2200 شخص تحت لواء الأممالمتحدة. وتأجّل إرسال القوة مرات عدة بسبب معارضة روسيا في مجلس الأمن، وستعمل البعثة الأمنية الأوروبية الى جانب القوات الدولية كفور التابعة لحلف شمال الأطلسي والمؤلفة من 16500 جندي. وشدد بان في رسالته، الى أن مثل هذه الإجراءات"ستطبّق من دون حكم مسبق على وضع كوسوفو"التي اعترفت باستقلالها حتى الآن 43 دولة من أعضاء الأممالمتحدة، بينها الولاياتالمتحدة ودول رئيسة في الاتحاد الأوروبي. من جهة أخرى، أقر برلمان كوسوفو قانوناً ينص على تشكيل قوة أمنية مؤلفة من 2500 عنصر كان حلف شمال الأطلسي قرر دعمها. وستكون هذه القوة محترفة ومتعددة الاتنيات وستُوضع تحت رقابة مدنية، ولن تجهّز سوى بأسلحة خفيفة. واعتباراً من اليوم سيطبق الدستور الذي أقره برلمان كوسوفو، والذي يعتبر الإقليم الصربي جمهورية مستقلة بحسب المعايير الديموقراطية.