كشف قيادي في حركة "حماس" ل "الحياة" أن الحركة رفضت عرضا اسرائيليا لصفقة تبادل اسرى توافق بموجبه اسرائيل على اطلاق 450 اسيرا فلسطينيا من بين قائمة الاسماء التي ادرجتها"حماس"، شرط ان يكون جميعهم من"حماس". راجع ص 4 وافاد القيادي ان المسؤول الاسرائيلي المكلف ملف تبادل الأسرى عوفر ديكل أبلغ المسؤولين المصريين أن إسرائيل توافق على إطلاق 450 أسيراً فلسطينياً شرط أن يكون هؤلاء من كوادر"حماس"وليست لهم علاقة بأي تنظيم فلسطيني آخر. واضاف:"المصريون أبلغونا بشروط الإسرائيليين، ونحن من جانبنا أكدنا رفضنا هذا الشرط"، واصفا العرض بأنه"سخيف"، ولافتاً إلى أن موقف"حماس"لم يتغير وكذلك حساباتها السياسية. وحمل اسرائيل المسؤولية عن عرقلة صفقة تبادل الاسرى، لكنه اضاف:"نحن لسنا في عجلة من أمرنا ومستعدون لإطالة الزمن، وسنصبر حتى نحصل على صفقة جيدة". وقال:"باختصار نحن نتمسك بضرورة الإفراج عن جميع الأسرى المدرجة اسماؤهم في القائمة التي قدمناها لمصر". وكشف انه لن يكون بإمكان إسرائيل أن تعيد اعتقال المفرج عنهم بعد اطلاق شاليت لان"أحد أهم بنود الصفقة إسقاط القضايا والأحكام عن الذين سيطلق سراحهم... فتحت أي حجة قانونية سيتم اعتقالهم مجددا؟". وعن الضمانات في صفقة التبادل، قال:"لم نتكلم في الضمانات، ومصر غير مستعدة لتقديم ضمانات، وإسرائيل أيضاً لم تقدم ضمانات كافية... ما يهم الحركة هو إطلاق الأسرى ضمن آلية مضمونة". وكرر ان"مسألة تشغيل معبر رفح ليست جزءاً من الصفقة"، موضحاً أن مصر ستدعو"حماس"والرئاسة والأوروبيين لإجراء مفاوضات قد تكون غير مباشرة لبحث آلية تشغيل معبر رفح، ولافتاً إلى أن الاجتماع سيتم قريباً، لكن بعد تثبيت التهدئة. في الوقت نفسه، أكد مصدر مصري رفيع ل"الحياة"ان إسرائيل عرضت على مصر إبعاد أسرى فلسطينيين ممن تصفهم ب"الملطخة ايديهم بدماء يهودية"إلى غزة أو خارج الأراضي الفلسطينية في اطار صفقة تبادل،"لكننا رفضنا فوراً هذا الاقتراح"، كما رفضته"حماس". في هذا الوقت، بدأت تلوح بوادر أزمة بين حركتي"حماس"و"الجهاد الاسلامي"عنوانها التهدئة وكيفية الرد على الخروق الاسرائيلية. وفي حين توعد القيادي في"حماس"محمود الزهار باعتقال كل من يخرق التهدئة، داعياً الفصائل الى تنسيق الرد على الانتهاكات، رد القيادي في"الجهاد"خالد البطش بأن حركته سترد على اي خرق اسرائيلي للتهدئة التي وصفها بأنها في حال"موت سريري". الا ان البطش تجنب الذهاب بعيداً في التهديد، وقال ان حركته"لن تسرع في موتها التهدئة لأنها ستموت بفعل الخروق الاسرائيلية"، مضيفا ان حركته"لا تريد أن تتحمل النتائج". وكان قادة"حماس"والحكومة المقالة توعدوا كل من يخرق التهدئة بأن يتحمل النتائج والتداعيات. ووجه الزهار أعنف انتقادات إلى حركتي"الجهاد"و"فتح"بسبب اطلاق صواريخ وقذائف على اسرائيل، مطالباً الفصائل بالتزام التهدئة ومتوعدا باعتقال كل من يخرقها. وقال في تصريحات:"التقينا ممثلي الفصائل وأوضحنا لهم الصورة، واتخذنا إجراءات عملية على أرض الواقع"، كاشفاً اعتقال اشخاص. واضاف:"هناك أيادٍ خفية تعبث بالمصلحة الفلسطينية... ولا تريد لهذه التهدئة أن تكون لأنها تعتبر أنها نجاح لبرنامج المقاومة على حساب برنامج التفاوض"، وذلك في تلميح إلى"فتح". وزاد:"هناك فصائل غير منضبطة بأوامر قيادتها، ويتم التعامل مع هذه الحالات وفق ما يجب أن يكون"، في تلميح إلى عناصر من"الجهاد".