دعا قائد "الحرس الثوري" الايراني محمد علي جعفري الى التعامل بجدية مع التهديدات الاميركية - الاسرائيلية بمهاجمة بلاده، باعتبار ان الحرب قد تشكل وسيلة لإخراجهم من الطريق المقفل الذي يواجهونه في إطار أزمة الملف النووي". وهدد بأن الرد الايراني سيكون"مفتوحاً يشمل خيارات كثيرة"بينها فرض قيود على الشحن عبر مضيق هرمز، حيث يمر ما بين 20 و 25 في المئة من إمدادات النفط الخام الذي يصدره الخليج الى العالم. وقال جعفري لصحيفة"جام جم"الايرانية، رداً على التقرير الأميركي الأخير حول مناورات عسكرية إسرائيلية تحضيراً لهجوم محتمل على إيران:"من الطبيعي أن تستخدم اي دولة تتعرض لهجوم من عدوها كل إمكاناتها وفرصها لمواجهته". واعتبر النفط"إحدى وسائل ردع الأعداء"، علماً ان المخاوف من تصعيد المواجهة بين الغرب وايران، شكلت عاملاً رئيسياً في ارتفاع أسعار النفط. وجدد قائد"الحرس الثوري"تحذيره دول المنطقة من السماح باستخدام أراضيها لشن هجوم عسكري على ايران، وقال:"ردنا سيستهدف المكان الذي بدأت منه العملية"، ملمحاً الى ان القوات الأميركية"أكثر عرضة"للهجوم من القوات الاسرائيلية بسبب وجودها في المنطقة،"علماً اننا نستطيع إلحاق ضرر بالمصالح الأميركية حتى في مكان بعيد جداً، فيما تقع إسرائيل حتماً في مرمى صواريخنا". ولفت جعفري الى"أهمية قوة الجمهورية الإسلامية خارج حدودها"، وقال إن"الموقع البارز لإيران في العالم الاسلامي وحجم تأثيرها الكبير عليه يجعلان الثوريين المسلمين من الشيعة أو السنّة يعتبرون الهجوم عليها هجوماً على العالم الاسلامي". ورأى أن فتح جبهة في جنوبلبنان في حال حصول اعتداء على إيران"احتمالاً وارداً لوجود روابط دينية وعقائدية مع مسلمي جنوبلبنان". وأكد ان"إسرائيل أصغر بكثير من ان تهاجم إيران وحدها، لذا تشكل الولاياتالمتحدة محور التهديدات. وهي ستستغل أي فرصة متاحة لتوجيه ضربة، خصوصاً ان قناعتها تزداد بأن التحرك العسكري يشكل إحدى وسائل خروجها من المأزق الحالي". ورأى قائد"الحرس الثوري"ان تعاون اسرائيل في أي حرب اميركية محتملة على ايران"ضروري للولايات المتحدة لحشد الدعم، وللكيان الصهيوني لضمان وسيلة الردع". وأشار الى ان الرد الايراني"سيحصل بسرعة وسيكون مباغتاً مدمراً، وسيفوق حجم الخسارة التي يلحقها العدو بنا". وعن احتمال مهاجمة المنشآت الايرانية في سبيل تأخير البرنامج النووي او القضاء عليه، قال جعفري ان وقف مسيرة نمو إيران سيحصل لفترة قصيرة جداً،"لأن القدرات العلمية الايرانية تختلف عن تلك السورية والعراقية". الى ذلك، أعلن رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني في حديث الى قناة"الجزيرة"إذيع مساء أمس ان التهديدات التي تتلقاها إيران من إسرائيل"جزء من حرب نفسية"، مستبعداً ارتكاب تل أبيب الخطأ"الفادح"الذي"سيندمون عليه، لأن الرد الإيراني سيكون حاسماً جداً". في غضون ذلك، مثُل إيراني أمام المحكمة الثورية في طهران المكلفة قضايا الأمن القومي والتي ستنظر في تهم موجهة اليه بالتجسس لحساب إسرائيل وتلقي أموال من"موساد". وأفادت وكالة"الطلبة"للأنباء الإيرانية ان أدوات التجسس التي يزعم أن"موساد"أعطاها للرجل، عرضت على المحكمة التي ستصدر قرارها خلال أسبوع.