طهران، المنامة، واشنطن – أ ب، رويترز - أعلن «الحرس الثوري» أمس، أن إيران تبنّت «استراتيجية السيطرة الذكية على مضيق هرمز، لمواجهة العقوبات والتهديدات». جاء ذلك بعدما أكدت البحرية الأميركية قدرتها على صد أي محاولة لإغلاق المضيق الحيوي لنقل النفط، محذرة من إمكان استخدام طهران زوارق لتنفيذ هجمات انتحارية. واعتبر قائد «الحرس» الجنرال محمد علي جعفري أن إيران «تخوض مرحلة جديدة لمواجهة تهديدات الأعداء، وتهديداتنا الآن هي التي تربك العدو، خصوصاً في فرض السيطرة على مضيق هرمز وإغلاقه أمام ناقلات النفط». وأضاف: «استراتيجيتنا لمواجهة العقوبات والتهديدات، تتمثّل في السيطرة الذكية على هرمز». أتى ذلك بعد ساعات على إقرار قائد البحرية الأميركية في الخليج الأميرال مارك فوكس، بقدرة القوات المسلحة الإيرانية على توجيه «ضربة» للوحدات الأميركية في الخليج. وقال في اشارة الى مضيق هرمز: «يستطيع (الإيرانيون) إغلاقه، إذا لم نفعل شيئاً وتمكنوا من العمل من دون رادع، ولكن أتوقع ألا نكون في هذا الموقف على الإطلاق». لكن فوكس الذي يقود الأسطول الخامس الأميركي، شدد على أن قواته «يقظة جداً، ووضعنا مجموعة ضخمة من الخيارات، لإعطائها للرئيس (باراك أوباما)، ونحن مستعدون اليوم» لمواجهة مع إيران. وأشار الى أن الإيرانيين «يملكون مخزوناً ضخماً من الألغام وزادوا عدد غواصاتهم وسفن الهجوم السريعة»، لافتاً الى «تزويدهم قوارب صغيرة رأساً حربية ضخمة، يمكن استخدامها في هجوم انتحاري». واستدرك أن «الديبلوماسية هي أفضل وسيلة للتعامل» مع الملف النووي الإيراني. في غضون ذلك، أفاد موقع «ذي ديلي بيست» التابع لمجلة «نيوزويك» الأميركية، بأن رئيس الاستخبارات الاسرائيلية (موساد) تامير باردو استكشف خلال زيارته واشنطن الشهر الماضي، موقف إدارة الرئيس باراك أوباما إزاء هجوم محتمل لتل أبيب على طهران. ونقل عن مسؤول أميركي بارز إن باردو الذي التقى نظيره الأميركي ديفيد بترايوس ومسؤولين آخرين، «أراد جسّ نبض إدارة أوباما وتحديد عواقب شنّ اسرائيل هجوماً على المنشآت النووية الإيرانية، متجاهلة معارضة أميركا». وأشار المسؤول الى أن باردو طرح أسئلة على الأميركيين، بينها: «ما موقفنا إزاء إيران؟ هل نحن مستعدون لقصفها؟ هل سننّفذ ذلك (لاحقاً)؟». ولفت الى أن تل أبيب «أوقفت مشاركتها واشنطن قسماً مهماً من المعلومات في شأن استعداداتها العسكرية». ونقل الموقع عن مسؤول اسرائيلي أن أوباما بدّل لهجته إزاء إيران، مضيفاً: «بات واضحاً ان أميركا في سياق خطر متفاقم لنزاع ضخم مع إيران». الى ذلك، اعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن «من حق الأعداء ان يرتعبوا من الشعب الإيراني ذي الثقافة الغنية والحضارة العريقة، اذ يدركون جيداً أن تطوّر إيران اقتصادياً وعلمياً، سيحوّلها سداً منيعاً أمام هيمنة الاستعمار». واتهم «قوى الاستعمار» ب «أخذ نفط دول المنطقة، في مقابل تسليمها أسلحة بعشرات البلايين من الدولارات»، وقال: «السلاح وسيلة هدم ودمار، ودول الخليج تأخذ سلاحاً في مقابل بيعها نفطاً، بسبب عدم تطورها وعجزها عن مواجهة المستكبرين والصهاينة». واضاف: «لو كانت دول الخليج قوية ومتطورة، لما قايضت نفطها في مقابل سلاح، يسعى الأعداء من وراء بيعه الى إثارة نزاعات بين الشعوب وتوفير ظروف لتحقيق مصالحهم في المنطقة».