سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السنيورة يشيد بپ"رجل الدولة والعروبة الحقة" ويتذكر "الصحافي الحر المفكر" سمير قصير . كرامي في ذكرى استشهاد رشيد : انتهكوا الطائف في الدوحة والتقسيم الانتخابي سيعيد إنتاج الخطاب المذهبي المتوتر
في الذكرى ال 21 لاغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رشيد كرامي، عقد رئيس الحكومة السابق عمر كرامي مؤتمراً صحافياً في طرابلس حدد فيه موقفه من اتفاق الدوحة منتقداً التقسيم الانتخابي الجديد الذي سيؤدي كما قال، الى فيديرالية مذهبية وإلى تصاعد الشحن المذهبي خلال الفترة الفاصلة عن موعد الانتخابات. وهاجم الأكثرية، وفي شكل خاص رئيس الهيئة التنفيذية لپ"القوات اللبنانية"سمير جعجع. واستهل كرامي مؤتمره بالقول:"إن استشهادك يفتدي وحدة لبنان وعروبته وينصر المظلوم على الظالم ولو بعد حين". وقال كرامي:"استميحك أيها الشهيد إذ ترى في ما ترى من عليائك أن قاتلك سمير جعجع يسرح ويمرح محاضراً في الوطنية والعدالة والتمدن، وكأن الناس يمكن أن تنسى من انتهك القوانين والأديان والقيم والأخلاق. نحن لم ننس، واطمئن يا رشيد فلن يضيع حق مهما تسربل الباطل في لبوس الحق". وتحدث كرامي عن مواقف شقيقه الشهيد وقال:"في أزمنة الحروب المكانية جنحت الى السلم وقدمت التضحيات لا التنازلات، وفي أزمنة المخاطر الكبرى جندت عمرك وجهدك وإيمانك لحماية مدينتك وتجنيبها المرارات والمواجع. وفي خضم المعادلات الإقليمية والدولية شهرت سلاح الموقف واستعنت بالصبر الجميل الى ان تمضي العواقب الى شأنها. كل ذلك يا رشيد من دون ان تكف لحظة واحدة عن خط معركة الأمة والوطن، تماماً كما يخوضها القائد الذي يرتضي ان يموت في ساح المعركة وقد فعلت، لكنه يأبى ان يدفع بأهله وقومه وبمصالحهم الصغيرة والكبيرة الى المهالك وقد فعلت أيضاً". وقال كرامي:"شهدنا يا رشيد وشهدت طرابلس أياماً عجافاً حين بعض القوم، وربما كثر منهم، يضيعون البوصلة وحين العواطف والنوافع وسواها تغلب العقل البصيرة وحين يحل غبش وضباب فيخطئ منا من يخطئ في تحديد العدو وفي وجهة المعركة، غير أننا ما غيرنا وما بدلنا وما زلنا نقاتل ومعنا طرابلس في سبيل الثوابت القومية والوطنية. ومع أن كثرة منا غيروا وبدلوا في لحظة شدة وربما ضعف وتحت أنواع ضارية من الضغوط والمعطيات المغلوطة وتحديداً في مناخ عربي عام ينشر فلسفة الاستسلام ويروج لمحاسن التخلي عن الحق بلا أي مقابل تقريباً، وعلى رغم كل ذلك فإن الفئة المؤمنة لم تنخدع يوماً ولم يصبها يأس أو إحباط مدركة أن الصحوة آتية لا ريب في ذلك، وها هي تباشيرها تبوح في ربيع طرابلس". وأضاف كرامي:"أيها اللبنانيون مبارك عيد التحرير والمقاومة، عيد كل لبنان وتحية لرجال وشهداء هذه المقاومة البطلة التي حققت لنا نصراً ادهش العالم عام 2000 وأرست توازناً ردعياً ودفاعياً في وجه إسرائيل عام 2006 وما زالت حافظة للوطن وسيادته واستقلاله بقوة السلاح الذي لا وجهة له إلا إسرائيل عدو العرب والأمة. ومبارك اتفاق الدوحة". وبعدما عرض كرامي المحنة"التي تجلت بفوضى دستورية غير مسبوقة"تحدث عن اتفاق الدوحة، معتبراً انه ثلاثة اتفاقات لكل منها"محاسن وشوائب". وتابع كرامي:"الاتفاق الأول تجوز تسميته بالتسوية الإقليمية والدولية التي أوقفت المشروع الأميركي في لبنان، بعدما اعتبروا بلدنا في تصاريح علنية منصة لولادة الشرق الأوسط الجديد... ولا يغيب عنا هنا ان ضعف النظام العربي الرسمي وغياب الدور الفاعل للجامعة العربية وانقسام العرب في ما بينهم افقد لبنان الحد الأدنى من المناعة وكان من الطبيعي في بيئة لبنانية ملأى بالتناقضات ان ينجح أصحاب المشاريع في تحويل لبنان الى ساحة إضافية تستكمل ما يجري في العراق الجريح من خطط دموية جشعة وكذلك ما يجري في فلسطينالمحتلة التي خاضت فيها ديموقراطية الأميركيين فلجأوا الى تغذية الصراع والانقسام بين أبناء القضية الواحدة وأرخوا العنان للآلة العسكرية الإسرائيلية الغاشمة مدعومة للأسف بحصار عربي لقطاع غزة". وزاد كرامي:"لعله لم يكن ثمة أسوأ من مشهد رئيس الدولة العظمى في العالم يحتفل مع الإسرائيليين بمرور 60 سنة على نكبة العرب معلناً في خطاب بوليسي ان 300 مليون أميركي جاهزون للحرب الى جانب 7 ملايين إسرائيلي. وإذا نظرنا إلى العراقوفلسطين ندرك ما كان مخططاً للبنان وما يعنيه مفترق الدوحة. وقال كرامي:"أما الاتفاق الثاني في الدوحة فيتصل حكما بإنهاء الحال الشاذة التي تعد من التوابع المحلية للمغامرة الأساسية التي أرادت نقل لبنان من ضفة الى أخرى وتعديل هويته ودوره وشكله بما كان يهدد بنسف الكيان كله. هذا الاتفاق ارجع إلينا أغلى ما نهيبه في مواجهة الأنواء وأقصد التوافق والشراكة". وأضاف كرامي:"كنت أتمنى، وكثير من اللبنانيين المخلصين يشاركونني ذلك، أن ننجح في صيانة التوافق والشراكة من دون اللجوء الى المحاصصات وسوى ذلك مما جرى الاتفاق عليه لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية لكن فريق الأكثرية بلغ به الشطط حد خرق كل الأعراف والمواثيق وصدق ما يقولونه في البيت الأبيض عن كونه حكومة منتخبة، فإذا بهذه الحكومة المنتخبة تلغي جزءاً من مكونات الوطن وتهمش جزءاً آخر وتستهين بمعارضة تمثل على الأقل نصف الشعب اللبناني وتعتصم بكراسيها لتحكم لبنان عبر تلفونات الدعم وبرقيات المؤازرة ولا تتوانى عن توظيف الشارع في لعبة مضادة لإظهار شعبيتها وتمثيلها للنصف الآخر من اللبنانيين". واعتبر كرامي ان"الاتفاق الثالث الذي خرج من الدوحة هو اتفاق محلي داخلي الى حد كبير، يتصل بقانون الانتخابات. والغريب، لكن المفهوم في الوقت نفسه انه كان محل عناد وتجاذب وقيل انه عقدة العقد، ومفارقة قانون الانتخابات وتحديداً التقسيمات الإدارية التي ستجرى الانتخابات المقبلة على أساسها هي انه مليء بالتنازلات والمكاسب، لكن كل الذين تنازلوا انما تنازلوا من حساب الوطن، وكل الذي كسبوا انما كسبوا لحساب الطائفة او الحزب او العائلة. وتحت عنوان تصحيح التمثيل جرى تقسيم لبنان الى مناطق مذهبية صافية ومناطق أخرى ذات أرجحية مذهبية مطلقة، حتى يمكن إعلان نتائج الانتخابات النيابية المقبلة في معظم الدوائر منذ الآن. هذا التموضع المذهبي الحاد سيعيد إنتاج الخطاب الفئوي والمتوتر، وسترون خلال السنة التي تفصلنا عن الانتخابات تعبئة مذهبية عامة في كل لبنان، ما يعني تكريس شكل من أشكال الفيديرالية الطائفية التي يخشى ان تؤسس لمشهد سياسي مخادع ينتحل صفة العيش المشترك ويطبق فعلياً التقسيم المشترك. والمستغرب ان جميع الذين كانوا في الدوحة أمطرونا بنظريات وأدبيات حول التمسك باتفاق الطائف وجميعهم انتهكوا الطائف روحاً ونصوصاً. نصوص الطائف تقول بتحديد بانتخابات نيابية تجرى على أساس المحافظة بعد إعادة النظر في التقسيمات الإدارية، وروح الطائف التي يمكن أن تفسر نصوصه بشكل أدق تقول بدوائر انتخابية تجمع بين صحة التمثيل وتكريس العيش المشترك، ترى ألم يكن بالإمكان اتباع دوائر انتخابية تحقق هذين الشرطين معاً فتكون لنا دوائر مختلطة متوازنة الى حد ما وتكون لنا معايير إصلاحية تحكم قانون الانتخاب ككل لنا بحيث لا يتاح تهميش او إلغاء أي مكون من مكونات المجتمع اللبناني؟". وقال كرامي:"ليس الهدف ان ينتخب اللبنانيون نواباً يرمزون الى العيش المشترك ويتمتعون بالصفة التمثيلية فحسب، بل ما يلي ذلك هو الأهم أولاً تكون السلطة التشريعية عبر الطائف يؤمن المناصفة العادلة شكلاً ومضموناً. ثانياً، هذه الشراكة التأسيسية تعني بالضرورة تكوين السلطة التنفيذية في شكل صحيح أي عبر تسمية رئيس مجلس الوزراء وفق استشارات ملزمة، وليس عبر توافق مسبق. وتالياً، تشكيل حكومة ائتلافية هي حكومة اتحاد وطني، من دون أن تلغي إمكان وجود معارضة، والاهم من دون الاحتكام الى أعراف توزع الحكومات حصصاً بين معارضة وموالاة ورئيس جمهورية. ثالثاً هذا المشهد السوي هو الطريق الفعلي لإطلاق دولة القانون المؤسسات في شكل عصري وشرعي من دون الاضطرار الى ترويكا او دويكا ومن دون تسليم السلطات فعلياً الى المرجعيات الزعامية في كل طائفة. رابعاً من دون هذه الإصلاحات السياسية والدستورية لا يمكن ان نحلم يوماً بتتويج تطبيق الطائف لأهم ما تضمنه هذا الاتفاق وهو إنشاء الهيئة الوطنية العليا لإلغاء الطائفية السياسية، مع ذلك اذا كان قانون ال 60 هو احد الأثمان التي علينا ان ندفعها كلبنانيين لنؤسس لمرحلة الخروج من الأخطاء المشتركة المتبادلة فلا بأس ولن يعدم اللبنانيون وسيلة لإعادة الأمور الى نصابها اذا توافرت لهم قيادات وطنية واضحة وواعية ومسؤولية وإذا أدرك من لم يدرك بعد ان المصلحة الخاصة كذبة ووهم إذا لم تتكامل مع المصلحة العامة". ودعا اللبنانيين الى تكوين الضغط الشعبي اللازم كي يتصدى المسؤولون للمشكلة الاجتماعية الداهمة، وإلى التخلص من المال السياسي والإعلام المبرمج وخطاب الكراهية. وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان اتصل بكرامي، معتبراً أن اغتيال"الرئيس كرامي شكل خسارة كبيرة للبنان وللعالم العربي، لما اتصف به الرئيس الشهيد من حكمة ووطنية فكان رجل الدولة بامتياز الذي آمن بوحدة لبنان وعمل من أجل تعزيزها وسقط شهيداً في وقت كان لبنان بحاجة إلى أمثاله من الرجال الوطنيين والمخلصين". وفي الذكرى التي تصادف أيضاً الذكرى الثالثة لاغتيال الصحافي سمير قصير، قال رئيس الحكومة فؤاد السنيورة:"تكاد لا تمضي مرحلة من مراحل جلجلتنا اللبنانية إلا وتكون مخضبة بدماء شهداء أبرار، أعزاء علينا، نفتقدهم ونتذكرهم ونحيي مآثرهم". وزاد:"اليوم تحل ذكرى الرئيس الشهيد رشيد كرامي، رجل الدولة والعروبة الحقة والتضحية من أجل المبادئ، وكذلك نتذكر اليوم، الصحافي الحر والكاتب والمفكر الألمعي، سمير قصير وكم نفتقدهما ويفتقدهما معنا سائر اللبنانيين". وأضاف السنيورة في تصريح للمناسبة:"كان الرئيس الشهيد رشيد كرامي، ركناً بارزاً من أعلام الدولة والعروبة والوطنية الوادعة المترافقة مع الصلابة والقوة الهادئة. ونحن اليوم في هذه الأيام المصيرية، لكن الواعدة، لا يمكن إلا أن نوجه الى روح الرئيس الشهيد ولعائلته ومدينتيه طرابلس وبيروت كل التحيات العابقة بالاعتزاز والوفاء والتقدير"، وقال السنيورة:"كما نستذكر شهيدنا العزيز الرئيس رشيد كرامي، لا يمكن لنا أن ننسى شهيد الشباب والأحلام والديموقراطية، سمير قصير الذي اثبت بقلمه وأفكاره وإقدامه، أن للكلمة وقعاً وتأثيراً أقوى من المدفع وأمضى من أسلحة الإرهاب والإجرام". وقال مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني:"نتذكر اليوم زعيماً وطنياً كبيراً قدم الكثير للوطن واستشهد من اجله انطلاقا من الرسالة التي عمل من أجلها لمصلحة وطنه وشعبه"، وتمنى ل"القيادات التي تعمل اليوم من أجل لبنان أن تجعل الصدق والإخلاص والأمانة والوفاء للبنان واللبنانيين وسلامهم واستقرارهم هدفاً رئيسياً لها". وعلى صعيد آخر، أعلنت بعثة المفوضية الأوروبية في لبنان عن تسليم جائزة سمير قصير لحرية الصحافة في مناسبة الذكرى الثالثة لاستشهاده، في احتفال يقام في فندق فينيسيا اليوم.