في ختام جولة ثانية من المحادثات غير المباشرة بين سورية واسرائيل استمرت يومين في انقرة بوساطة تركية، أعلنت مصادر تركية واسرائيلية متطابقة انه تم الاتفاق على عقد جولتين أخريين من المفاوضات غير المباشرة خلال الاسابيع المقبلة، من دون كشف موعدهما، كما تم الاتفاق ان تكون المفاوضات دورية. وجاء هذا الاعلان في وقت كشفت مصادر اسرائيلية ان رئيس الحكومة ايهود اولمرت اعطى تعليمات للمبعوثيْن الاسرائيليين بعمل ما بوسعهما من اجل تحقيق"اختراق"في هذه المفاوضات، مضيفة انه يدفع نحو عقد لقاء قمة بينه وبين الرئيس بشار الاسد في فرنسا على هامش احتفال اعلان الاتحاد المتوسطي. راجع ص 7 ونقلت وكالة"رويترز"عن مصدر حكومي تركي قوله ان الجانبين السوري والاسرائيلي اتفقا على توقيت الجولتين الثالثة والرابعة من المحادثات، لكنه امتنع عن اعطاء مزيد من التفاصيل. ووصفت الخارجية التركية اجواء المحادثات بأنها كانت"ايجابية وبناءة"، مضيفة ان الجانبين عبرا عن"تصميمها المشترك على السير قدما بالمحادثات واللقاء بشكل منتظم". واكد مسؤول اسرائيلي أن الجانبين اتفقا على عقد جولتين او اكثر من المفاوضات غير المباشرة عبر الوساطة التركية خلال"الاسابيع المقبلة"، وقال:"اتفقا على مواصلة الاجتماع بشكل دائم"، واصفاً المحادثات بأنها"بناءة وايجابية". واوضح ان"المفاوضات تناولت قضايا عملية واخرى اجرائية، الا انه قال ان الاعداد لاجتماع محتمل بين أولمرت والاسد"لم يكن جزءا من المفاوضات"التي اختتمت امس. وكانت مصادر سياسية اسرائيلية قالت ان اولمرت طلب من مبعوثيه يورام تربوفيتش وشالوم ترجمان الى انقرة، عمل ما في وسعهما من أجل تحقيق"اختراقة"في المفاوضات. واوضحت ان المبعوثين يعتزمان الاقتراح بعقد اجتماع بين أولمرت والاسد خلال مؤتمر باريس الشهر المقبل، وان الرئيس نيكولا ساركوزي يحاول ترتيب اجتماع ثلاثي يجمعه مع أولمرت والاسد خلال القمة، لكنه لم يتلق بعد تأكيدا نهائيا من دمشق، مضيفاً:"الفكرة ليست بالضرورة اجراء حوار لساعات وانما مجرد مقابلة وجها لوجه ستدفع في حد ذاتها الامور... هذه واحدة من الافكار الجديدة التي يجري طرحها في تركيا". وأفادت تقارير صحافية إسرائيلية ان اولمرت يرمي بثقله لتحويل المفاوضات غير المباشرة مع سورية إلى مباشرة، وأنه معني بلقاء مع الأسد في فرنسا، وذلك في سبيل إحداث انقلاب في الرأي العام الإسرائيلي يعزز شعبيته وفرصه للبقاء في كرسيه.