أكدت مصادر مطلعة في دمشق ل "الحياة" أمس أن المفاوضات السورية - الإسرائيلية غير المباشرة ستستأنف في اسطنبول مطلع الأسبوع المقبل بهدف استكمال المواضيع التي نوقشت في الجولة السابقة، لكنها أشارت إلى أن"من المبكر"الحديث عن بدء المفاوضات المباشرة بين الجانبين. ويُعتقد أن المفاوضات ستتم في أحد الفنادق قرب اسطنبول، حيث يقوم داود أحمد أوغلو مستشار رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان والسفير التركي السابق لدى إسرائيل فريدين سنير أوغلو، بنقل الاراء بين الجانبين الإسرائيلي الذي يضم ياروم توربوفيتس كبير مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وشالوم تورغمان مستشار الشؤون الخارجية لأولمرت، والجانب السوري الذي يرأسه الدكتور رياض الداودي المستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية. وأوضحت المصادر السورية أمس أن المفاوضات"تتناول أموراً تمهيدية. ومن المبكر الحديث عن مفاوضات مباشرة، لكن نتطلع إلى البدء في المفاوضات"من دون ذكر تفاصيل اضافية، كما اعتبر نائب وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد أن من"المبكر جداً الحديث عن المفاوضات المباشرة"، خصوصاً أن المحادثات في تركيا"لا تزال في مقدمتها وبدايتها". ونقلت مصادر اعلامية عن المقداد قوله أمام وفد إعلامي أردني أن"سورية فوجئت بأن التزامات الحكومات الإسرائيلية السابقة تجاه المسار السوري - الإسرائيلي غير ملزمة للحكومات القائمة"، وأنه"أكد في الوقت ذاته أن المفاوضات التي تجري في تركيا تتخذ من وديعة رابين مرجعية لها"، في إشارة إلى تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق انسحاباً كاملاً من الجولان المحتل في العام 1967. ويُعتقد أن الجانب التركي يسعى إلى"توثيق"النتائج التي اسفرت عنها المفاوضات السابقة في عقد التسعينات قبل توقفها بعد قمة الرئيسين الراحل حافظ الأسد والأميركي السابق بيل كلينتون، في شأن عناصر اتفاق السلام المتعلقة بالانسحاب وعلاقات السلم العادية والمياه وترتيبات الأمن. وأشارت المصادر السورية إلى قول أولمرت ان أربعة رؤساء حكومات إسرائيلية سابقة فاوضوا سورية قدموا"تنازلات مؤلمة، وهي موثقة"، ما يعتبر بمثابة التزام بما تحقق في المفاوضات السابقة. وعُلم أن الجانب السوري يريد"البناء على ما تقدم"من المفاوضات باعتبار أن دمشق ترى أن هذه المحادثات أنجزت 85 في المئة من عناصر اتفاق السلام.