واصل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أمس لقاءاته ومشاوراته على غير صعيد لا سيما بالنسبة لموضوع تأليف الحكومة. والتقى السنيورة أمس رئيس"اللقاء الديموقراطي"النيابي وليد جنبلاط في حضور وزير الإعلام غازي العريضي، وتركز البحث على الموضوع الحكومي. ووضع جنبلاط السنيورة في أجواء لقائه مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وغادر السراي من دون الإدلاء بتصريح. وقالت مصادر السراي الحكومية ان لا جديد طرأ أمس، وأن الرئيس السنيورة لا يزال ينتظر أجوبة المعارضة من الاقتراح الجديد الذي طرحه والمتعلق بالسلتين وفق التوازن الذي تضمنته التركيبة الأصلية. وذكرت المصادر ان السلة الأولى تشمل حقائب المال والأشغال والتربية وشؤون المهجرين والسياحة والبيئة والشباب والرياضة والثقافة، فيما تتضمن السلة الثانية الخارجية والعدل والاقتصاد والصناعة والزراعة والشؤون الاجتماعية والصحة. وكان السنيورة التقى القائد العام للقوات الدولية العاملة في جنوبلبنان يونيفيل الجنرال كلاوديو غراتسيانو. وفي المواقف من التشكيلة الحكومية، اعتبر الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي ما يحصل من مناروات في شأن تشكيل الحكومة بأنه"لتحسين الشروط"، ولكنه رأى ان"الوضع لم يعد يحتمل وكلنا نشاهد الحقن المذهبي ووضع الإعلام الذي لا يزال على سياسته في إذكاء الفتنة، والوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي يحتاج الى معالجة فورية وسريعة". واعتبر ان"لاتفاق الدوحة رباً يحميه، وأنا لا أخشى عليه، وأعتقد، وهذا يؤكده كل الفرقاء، أن الأمور لا تزال تسير في الطريق الصحيح". فضل الله وشدد المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله خلال لقائه عضو شورى"حزب الله"الشيخ محمد يزبك، على"ضرورة"أن تتحمل جميع الجهات مسؤولياتها في منع تكرار الحوادث التي جرت في البقاع، وإعادة اللحمة الإسلامية والوطنية إلى أبناء المنطقة". وشدد على"تحريم أي إثارة سياسية بالطريقة التي قد تفضي إلى إثارة الحقد والعداوة والبغضاء بين المسلمين". وسأل:"كيف يمكن لنا جميعاً أن نرضى بأن يتحول البقاع الذي يعيش الحرمان إلى ساحة للصراع بين الفقراء والمحرومين؟". صيغ السنيورة واعتبر عضو كتلة"المستقبل"النيابية عمار حوري في حديث ل"صوت لبنان"ان الصيغ التي قدمها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة فؤاد السنيورة"تراعي العدالة في التوزيع واتفاق الدوحة والنية والتصميم على تشكيل الحكومة في القريب العاجل". وأشار"الى ان العرضين اللذين قدمهما لا يزالان بانتظار أجوبة من المعارضة ليتم الانتقال الى مرحلة تنفيذية في تشكيل الحكومة". وعما رشح من معطيات في حصيلة لقاء مستشار رئيس الحكومة السفير محمد شطح مع رئيس تكتل"التغيير والإصلاح"النيابي ميشال عون أول من أمس، قال"ان اللقاء كان تفصيلياً وهو بحاجة الى استكمال، ولم يصل الى نتائج حاسمة ونهائية". عدم مشاركة عون وانتقد عضو"اللقاء الديموقراطي"النيابي أنطوان سعد"الممارسات التي يعتمدها فريق المعارضة لجهة تأخير إعلان التشكيلة الحكومية ومحاولات العبث بالموضوع الأمني"، عازياً الأسباب إلى النائب عون الذي"يمارس ذهنية الانتقام السياسي من كل الذين منعوا وصوله لرئاسة الجمهوية، ويمارس سياسة كسب الوقت والمراوغة على طريقة النظام السوري". ولم يستبعد في تصريح"إمكان لجوء عون إلى عدم المشاركة، في خطوة تعتبر خديعة جديدة لاستجداء عطف الشارع المسيحي، واستنساخ الظروف التي سبقت الانتخابات النيابية الأخيرة لاستنهاض الشارع واكتساح أكبر عدد ممكن من المقاعد النيابية التي تمكنه مع حلفائه من تشكيل الأكثرية التي تسمح بتشكيل الحكومة وتأليف المجلس الدستوري والطعن بانتخاب الرئيس سليمان". المعارضة تدرس الصيغ ورأى عضو كتلة"التنمية والتحرير"النيابية ميشال موسى ان"من الطبيعي وبعد خلاف سياسي كبير في البلد ان تكون هناك تعقيدات في تأليف حكومة"، ورأى ان"الأمور أصبحت في مرحلة متقدمة اليوم من خلال البحث الجدي المثمر في التأليف وهناك حسم لخيارات معينة في فترة قريبة". وأوضح أن ما اقترحه السنيورة"قيد الدرس بين أركان المعارضة من أجل أخذ خيارات معينة، والمطلوب اليوم ليس وضع الناس أمام خيار معين فالأمور لا تزال تخضع للتشاور، ونأمل بكلام مباشر قريباً".