أجرت تايوانوالصين امس، اول حوار مباشر بينهما منذ عام 1995، واتفقتا على قيام المفاوض الصيني بزيارة للجزيرة هذا العام وفتح مكاتب تمثيل متبادل لتسهيل الرحلات بينهما. وقبل المفاوض الصيني مع تايوان شين يونلين دعوة من نظيره التايواني لزيارة الجزيرة خلال هذا العام، على ما افادت وكالة انباء الصين الجديدة من دون تحديد اي موعد لهذه الزيارة. وصدر هذا الإعلان في اجواء من الهدوء سادت بعد تولي الرئيس التايواني الجديد ما ينغ جيو المؤيد للتقارب مع الصين ، السلطة في ايار مايو الماضي. وكان شين يونلين استقبل بحفاوة قبل الظهر، الوفد التايواني في العاصمة الصينية امام حشد من الصحافيين، معرباً عن امله بأن تشكل المفاوضات بينهما"دافعاً مهماً من اجل تطوير العلاقات بيننا في هذا الإطار الجديد". وتدور المحادثات حالياً بين هيئتين شبه رسميتين هما: مؤسسة المبادلات بين الضفتين من الجانب التايواني وجمعية العلاقات بين الضفتين من الجانب الصيني، اذ لا تقيم تايوانوالصين علاقات ديبلوماسية بينهما. واتفق الوفدان امس، على مبدأ ان يفتح كل من البلدين مكتب تمثيل في البلد الآخر. وقال الناطق باسم الوفد التايواني بانغ جيان - غو لشبكة"تي في بي اس"التايوانية انه سيكون في وسع المكتبين معالجة طلبات تأشيرات الدخول لتسهيل المبادلات بين البلدين. وستتناول المحادثات ايضاً تسيير رحلات جوية منتظمة بين الصينوتايوان وتمكين السياح الصينيين من زيارة الجزيرة. ونشرت صحيفة"تشاينا دايلي"الرسمية الصينية الصادرة بالإنكليزية ان المفاوضين قد يتفقون على تسيير 18 رحلة جوية منتظمة انطلاقاً من تايوان و18 رحلة اخرى انطلاقاً من الصين في كل نهاية اسبوع. وستربط هذه الرحلات اربعة مطارات تايوانية بكل من بكين وشانغهاي شرق وكانتون جنوب وشيامين جنوب شرق. وتضم هذه المدن الصينية الثلاث الأخيرة مجموعة كبيرة من رجال الأعمال التايوانيين الذين يرغمون حالياً على المرور بهونغ كونغ للتنقل بين الصين والجزيرة. وبحسب بيان صادر عن الوفد التايواني، اقترح المفاوض تشيانغ بين-كون على محاوريه الصينيين مناقشة مسائل النقل البحري والتعاون في التنقيب عن النفط والغاز ومكافحة الجريمة. وسيستقبل الرئيس الصيني هو جينتاو تشيانغ اليوم. غير ان المفاوضات ستتجنب التطرق الى مسألة اعادة التوحيد وهي مسألة شائكة تعتبر اساسية بنظر بكين. ويعتبر الشيوعيون الصينيون الذين طردوا حكومة كومينتانغ القومية الى تايوان عام 1949 ان الجزيرة تشكل جزءاً لا يتجزأ من الصين وهددوا بالتدخل عسكرياً في حال أعلنت استقلالها. وصدر الإعلان عن استئناف الحوار في نهاية ايار مايو الماضي، غداة لقاء تاريخي في بكين جمع رئيسي الحزبين الحاكمين في الصينوتايوان، في اول اجتماع من نوعه منذ 1949. وبتولي حزب كومينتانغ السلطة في ايار مايو الماضي، انتهت فترة توتر ناجمة عن التطلعات الانفصالية التي كانت تبديها الغالبية السياسية السابقة.