ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الصين وتايوان وقعتا أمس الجمعة اتفاقا ينص على قيام رحلات جوية منتظمة بينهما والسماح للسياح الصينيين بالتوجه إلى تايوان. وينص الاتفاق المتعلق بالرحلات الجوية على تسيير رحلة كل نهاية أسبوع بين تايوان وعدة مدن صينية وأكثر من رحلة فقط خلال الأعياد الوطنية كما هو الحال حاليا. ووقع الاتفاق رئيسا الادارتين شبه الرسميتين المكلفتين بإجراء محادثات بين الجانبين، إذ إن تايوان والصين لا تقيمان علاقات دبلوماسية بينهما, علما بأنه باستثناء الأعياد الرسمية لم تسير رحلات مباشرة بين البلدين منذ 1949. وجاء هذه الاتفاق تتويجا للمباحثات التي بدأت في بكين الخميس وتعد أول محادثات مباشرة بين الصين وتايوان منذ العام 1999.وكان فريقا التفاوض قد استهلا جلستهما بعد مصافحة طويلة نقلتها كاميرات التفزة بين رئيسي الوفدين وهما يبتسمان. ويضم فريق التفاوض التايواني 19 عضوا، بينهم مسؤولون حكوميون كبار يندر السماح لهم بالمرور إلى الصين، ومن المقرر أن يعود الوفد إلى تايوان غدا السبت.يشار إلى أنه لا يوجد جدول زمني لاستئناف المحادثات السياسية المجمدة بين البلدين منذ 1999، عندما توقفت آخر محادثات بينهما إثر إغضاب الرئيس التايواني السابق لي تنج هوي للصين بوصفه للعلاقات بين البلدين بأنها “علاقة خاصة بين دولة ودولة”. غير أن تقاربا حصل بين البلدين منذ انتخاب ما ينج جيو رئيسا لتايوان في مارس الماضي، واستعادة الحزب الوطني للسلطة من الحزب التقدمي الديمقراطي المؤيد للاستقلال الذي ترفض بكين التعامل معه. وتطالب الصين بالسيادة على تايوان منذ العام 1949 حين فر إلى الجزيرة الوطنيون بقيادة تشيانغ كاي شيك بعد هزيمتهم أمام الشيوعيين بقيادة ماو تسي تونغ في الحرب الأهلية الصينية، وتعهدت بكين بإخضاع تايوان لحكمها بالقوة إذا لزم الأمر. وقبل هذا الاتفاق لم تكن توجد رحلات مباشرة منتظمة بين الصين وتايوان سوى بعض رحلات الطيران المستأجرة في العطلات، ويضطر الركاب المتجهون من بكين إلى تايوان أو العكس لتغيير طائراتهم في هونغ كونغ أو مكاو، ما يثقل كاهل المستثمرين التايوانيين الذين ضخوا ما يصل إلى 100 مليار دولار إلى الصين منذ بدء انفراج العلاقات في الثمانينيات من القرن الماضي.