وقعت الصينوتايوان أمس، اتفاقات اقتصادية، تهدف بحسب مصادر رسمية إلى"تكريس التقارب بين البلدين المتنافسين". ووقع كبير المفاوضين الصينيين المكلف العلاقات مع تايوان تشين يونلين، خلال زيارة هي الأولى لمسؤول صيني رفيع لتايبيه، منذ 60 سنة، ونظيره التايواني تشيانغ بي كونغ بالأحرف الأولى الاتفاقات في"الفندق الكبير"في العاصمة التايوانية. وكرّست الاتفاقات النتائج التي توصلت إليها الصينوتايوان خلال المحادثات المباشرة التي اجريت في حزيران يونيو الماضي في بكين وكانت الأولى منذ 1995. وتشكل الصين المنفذ الأول للاقتصاد التايواني، إذ استوردت في الربع الأول من السنة الحالية 28 في المئة من الصادرات التايوانية، بزيادة 27.4 في المئة منذ نهاية 2007. وأعلن تشين ونظراؤه التايوانيون، أن عدد الرحلات الجوية بين البلدين"سيرتفع قريباً وستشمل 16 مدينة صينية إضافية". وكان الجانبان اتفقا في حزيران يونيو الماضي على منح ثلاثة آلاف تأشيرة دخول يومياً الى سياح صينيين. وأكد المفاوض الصيني تشين يونلين، سعيه إلى"تطبيع العلاقات المالية أيضاً مع تايوان وسط أزمة مال عالمية، على رغم احتجاجات الحزب التقدمي الديمقراطي المعارض في تايوان الذي يفضل الإبقاء على مسافة بين تايوانوالصين". يُشار إلى أن الصين الشيوعية تطالب بالسيادة على تايوان التي تحكمها حكومة ديمقراطية منذ 1949 . وبمقتضى الاتفاقات يزيد عدد الرحلات الجوية المباشرة بين الصينوتايوان الى 108 في الأسبوع، كما تسمح بتسيير الرحلات يومياً بدلاً من أربع فقط في الأسبوع، فضلاً عن تسيير طائرات خاصة. وتسمح الاتفاقات أيضاً بمرور شحنات في شكل مباشر بين 11 ميناء في تايوان و63 في الصين من دون رسوم جمركية. وكانت الشحنات المباشرة محظورة بسبب قضايا تتعلق بالسيادة، بما فيها رفع الأعلام على السفن وجنسيات أطقمها، ما كان يرغمها على الالتفاف وتسيير رحلاتها عبر دول أو مناطق ثالثة. وكانت معظم الرحلات بين الصينوتايوان تتوقف في هونغ كونغ أو مكاو. وتسمح الاتفاقات أيضاً بتسيير 60 رحلة جوية مباشرة للشحن شهرياً، وتعزز الاتصالات البريدية المباشرة لتوفير أيام من الوقت حالياً، وتؤمن آلية لضمان سلامة الأغذية تسمح لكل جانب بتنبيه الآخر إلى أية مخاوف. ووضع المفاوضان إطار الجولة الثانية من المحادثات المتوقعة في الصين مطلع العام المقبل، وأوضح المفاوض التايواني ضرورة أن يتضمن"جدول الأعمال تعزيز القانون الجنائي المشترك والحماية القانونية للمستثمرين التايوانيين في الصين، وتعزيز التعاون في مجال سلامة الأغذية"، في ضوء فضيحة الحليب المجفف الملوث التي هزت بكين. ولفت تشين إلى أن الجولة المقبلة ستركز أيضاً على مواجهة أزمة المال العالمية من طريق"تطبيع التعاون وتشديده وتنظيمه"، مشيراً إلى أنها"ستشمل المصارف وأسواق الأوراق المالية والمعاملات الآجلة، وسنتطرق إلى السماح للمصارف في كل جانب بفتح فروع لها في الجانب الآخر".