تستعد أنقرة لاستقبال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي يزور تركيا الاثنين المقبل بناء على طلب من الجانب الاسرائيلي الذي اشار الى أنها تكتسب صفة الوداع مع اقتراب موعد الانتخابات الاسرائيلية العامة التي لم يترشح لها اولمرت. وذكرت مصادر في وزارة الخارجية التركية أنها تنتظر ما سيأتي به اولمرت الذي استبق زيارته لتركيا بالحديث عن فرص السلام مع سورية، خصوصا أن الجانب التركي اشار الى ان المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل كانت توقفت عند الجولة الخامسة التي من المفترض أن تعقد العام المقبل بعد الانتخابات الاسرائيلية. ولم تبلغ انقرة حتى الآن احتمال تقديم تلك الجولة، خصوصا أن الجانب الاسرائيلي لم يرد بعد على الخريطة التي قدمها الجانب السوري عن هضبة الجولان والنقاط الحدودية الست التي ما زال الخلاف جاريا عليها بين الجانبين. وكانت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني قالت انها غير مستعدة لترسيم الحدود مع الجانب السوري قبل بداية المفاوضات المباشرة بين الطرفين، فيما تؤكد دمشق استحالة العودة الى نقطة الصفر في المفاوضات مع تل ابيب، وتتمسك بما تم التوصل اليه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحق رابين. وكان مسؤول تركي رفض كشف اسمه قال ل"الحياة"انه في حال اتفاق الطرفين على هذه النقاط الست، يمكن الانتقال الى مرحلة المفاوضات المباشرة بين سورية واسرائيل. وفي موضوع ذي صلة، قال مصدر في وزارة الخارجية التركية ل"الحياة"ان أنقرة ستركز خلال زيارة اولمرت على الدعوة الى تخفيف الحصار عن غزة، وضرورة دفع عملية السلام مع الفلسطينيين. وكان مستشار رئيس الوزراء التركي احمد داوود اوغلو زار دمشق مرتين الشهر الجاري والتقى مسؤولين سوريين ورئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل لبحث موضوع التهدئة، لكن لم ترد اي اخبار عن تناوله ملف المفاوضات السورية - الاسرائيلية خلال تلك الزيارتين، فيما اعلن الرئيس التركي عبدالله غول دعمه اي جهود عربية من أجل انهاء حال الانقسام الفلسطينية. وذكرت مصادر تركية ديبلوماسية ل"الحياة"أن تنسيقاً مصرياً - سورياً سيكون مهماً ومطلوباً من أجل المساعدة في عودة الحوار الفلسطيني. وفي هذا الاطار ايضا، اشار اوغلو الى ضرورة بداية سياسية جديدة اقليمية في المنطقة بعد سقوط المشروع الاميركي المعروف بالشرق الاوسط الكبير او الموسع، داعيا الفلسطينيين الى انهاء حال الانقسام مع وصول باراك اوباما الى البيت الابيض من أجل دفعه لتناول عملية السلام، والا فإن حال الانقسام الراهن لن تشجع الرئيس الاميركي الجديد على تناول هذا الملف. نشر في العدد: 16696 ت.م: 20-12-2008 ص: 13 ط: الرياض