إذا كانت كاثرين هيغل 30 سنة ممثلة أميركية شقراء وذات جاذبية استثنائية، إلا انها في الوقت نفسه تمثل الدليل القاطع على أن هذه الصفات وحدها لا تكفي لصنع نجمة سينمائية تحظى بالأدوار الجادة والقوية. فهي عملت منذ صباها وطوال 15 سنة في أفلام كوميدية خفيفة وعندما جربت حظها مرة أو مرتين في أعمال درامية جادة فإن هذه الأعمال فشلت تجارياً، لتعود هيغل إلى الفكاهة التي كانت قد أصبحت علامتها المميزة والتي ضمنت لها النجاح. لكن، فجأة لاحظتها إحدى المسؤولات عن توزيع الأدوار في المسلسل التلفزيوني الدرامي الناجح"غريز أناتومي"فطلبت مقابلتها من أجل اختبارها في إحدى شخصيات هذه الحلقات وهي شخصية ممرضة تهوى إدارة رؤوس الرجال واللعب بعواطفهم، علماً أن الحلقات تتضمن لقطات جريئة إلى حد ما، وأن كاثرين لم تكن قد مثلت في أعمال تضمنت مثل هذه المشاهد. ولعبت ميغ ريان صديقة هيغل دوراً في ذلك بلفتها انتباه الشبكة التلفزيونية التي تنتج"غريز أناتومي"إليها. ووافقت هيغل بعدما عبرت مرحلة الاختبار بنجاح، على أداء أحد أدوار البطولة في المسلسل حتى انها مثلت لقطات ساخنة منه. زارت هيغل باريس للترويج لفيلمها الجديد"27 فستان"الذي تتقمص فيه شخصية إمرأة متخصصة في حضور حفلات أعراس صديقاتها وتقديم النصائح لهن في شأن تحضير أجمل يوم في حياتهن بينما تعجز عن العثور لنفسها على خطيب يقدرها ويقع في غرامها. والفيلم يشكل عودة هيغل إلى اللون الفكاهي الذي طالما صنع نجاحها قبل أن تثبت قدراتها الدرامية في مسلسل"غريز أناتومي"علماً أنها ظهرت قبل عام في عمل نصف فكاهي ونصف عاطفي عنوانه"حامل". وفي عاصمة النور التقت"الحياة"النجمة الهوليوودية الصاعدة وحاورتها. حدثينا عن كيفية فوزك بأحد أهم الأدوار في حلقات"غريز أناتومي"التي تختلف كلياً عن أعمالك السابقة في السينما والتلفزيون؟ - كانت شبكة التلفزيون التي تنتج هذه الحلقات قد قررت إدخال شخصية نسائية جديدة إليها تعمل ممرضة في المستشفى الذي تدور فيه الأحداث، وتلعب بعواطف زملائها الرجال، وكان البحث جارياً عن الممثلة التي ستؤدي هذا الدور الجريء والحساس في آن، ولم أكن إطلاقاً على قائمة المرشحات لخوض التجربة أمام الكاميرا بسبب تخصصي الواضح منذ طفولتي في الكوميديا فقط. وعندما قرأت ميغ ريان بالصدفة لمجرد أنها صديقة إحدى المنتجات، نص الحلقات الجديدة والتي تظهر فيها هذه الشخصية، فكرت في مدى صلاحيتي لها وعرضت على المنتجة إسناد الدور إلي مؤكدة لها أنها تعرفني جيداً. وهذا صحيح بما أننا على علاقة صداقة وطيدة منذ سنوات طويلة. واعتقدت المنتجة في بادئ الأمر أن ريان تمزح بحكاية تولي ممثلة كوميدية مثلي تمثيل شخصية على هذا المستوى من الجدية الدرامية ومن الإغراء. وأؤكد لك أن الاختبار جاء على درجة كبيرة جداً من الصعوبة، لكنني رأيت فيه فرصة ذهبية للتخلص من الصورة التي طالما لازمتني لدى الجمهور وبالتالي بذلت قصارى جهدي كي أبدو مقنعة، ومن الواضح أنني فعلت ذلك بنجاح بما أنني حصلت على الدور وأن المنتجة عبرت في ما بعد عن تقديرها وشكرها لميغ ريان كونها لفتت نظر التلفزيون إلى وجود ممثلة موهوبة مثلي. الفاتورة الشهرية ما هي حكاية الصداقة بينك وبين ميغ ريان إذاً؟ - تعرفت إلى ميغ في أحد أستوديوهات التصوير قبل سنوات طويلة، وجمعتنا على الفور صداقة قوية لا تزال تربط بيننا الى الآن، وإن كنا لا نشاهد بعضنا بعضاً مثلما كنا نفعل في بادئ الأمر، بسبب ارتباطاتنا المهنية. لكن الهاتف الخليوي يسد هذا النقص إلى حد ما ونحن نستعمله بكثرة ما يرفع قيمة فاتورته الشهرية، غير أننا نعثر دائماً على يوم هنا ويوم هناك نقضيه معاً ونتبادل أخبارنا المهنية والشخصية. وميغ حضرت حفل زواجي في نهاية العام 2007. مبروك لك، فأنت عثرت إذاً على العريس المثالي، مثل ما تفعلينه في ختام فيلمك الجديد"27 فستان"ولكن بعد عناء؟ - أشكرك، وأنا أعجبت كثيراً بشخصيتي في هذا العمل السينمائي، لكنني لا أشبه دوري بالمرة في حياتي اليومية ولم أقض حياتي في حضور أعراس صديقاتي قبل أن ألتقي فتى أحلامي. أنت جميلة وموهوبة، فكيف تفسرين انتظارك الطويل للنجاح كفنانة متكاملة غير متخصصة في لون واحد فقط؟ - أشكرك على المجاملة، ولا أعرف كيف أرد على السؤال بالتحديد غير أن التواجد في المكان المناسب وفي الوقت المناسب هو سر النجاح مهما كانت الموهبة متوافرة أساساً، فغالباً ما أعتبرني البعض بمثابة بهلوان نسائي يسلي الجمهور العريض من دون أي تساؤل عن مدى إمتداد قدراتي إلى ما هو أبعد من هذا الحد. وربما يكون عنصر بدايتي في المهنة وأنا بعد طفلة قد لعب دوره في عجزي عن التخلص في ما بعد من الصورة التي سببت شهرتي الأصلية. كنت أيضاً عارضة أزياء في طفولتك! - بدأت فعلاً عارضة أزياء للصغار. وكنت أقف أمام عدسات مجلات الموضة المتخصصة في تقديم ثياب الأطفال، بعدما ردت أمي على إعلان وكالة فنية كبيرة يطلب طفلات لتقديم موضة الأطفال. وأرسلت أمي صورتي إلى الوكالة، وسرعان ما حصلت على فرصة إجراء أول اختبار لي أمام الكاميرا. وتحولت إلى"توب موديل"صغيرة قبل أن تطرق السينما بابي وتعرض علي الأدوار الفكاهية في أفلام عائلية شعبية. وأنا بالتالي لم أستمر طويلاً في ممارسة عرض الأزياء، فكان علي الخيار بين الموضة والتمثيل حتى أستطيع إكمال تعليمي المدرسي في شكل مواز، وبموافقة أهلي اخترت السينما والتلفزيون واعتزلت أضواء الموضة وأنا في العاشرة من عمري. ما الذي تغير في حياتك عقب نجاحك الدرامي في حلقات"غريز أناتومي"؟ - أول ما تغير هو حصولي على عروض في أدوار سينمائية درامية أو عاطفية جريئة. والشيء الثاني الذي تغير لكنه لا يعجبني إطلاقاً، هو ان الناس يتحدثون إلي في الشارع وفي الأماكن العامة وهذا كان يحدث في الماضي أيضاً إلا أن الطريقة تغيرت فأصبحوا يعلقون على اللقطات الجريئة التي مثلتها في الحلقات بدلاً من شكري على كوني أبكيتهم أو نجحت في إثارة مشاعرهم مثلما كانوا يفعلون حينما كنت أضحكهم في الماضي، الأمر الذي يمنعني الآن من التردد إلى المحلات الكبيرة وبعض المتاجر والمطاعم التي اعتدتها سابقاً. أنا حزينة حيال هذا الأمر لأنني أعشق السير في الطرقات وزيارة المحلات. وها أنا محرومة من هذه المتعة. لكنني عدت إلى الكوميديا بفضل فيلمي"حامل"والآن"27 فستان"، فأتوقع تغيير سلوك الجمهور تجاهي مرة جديدة إذا تجرأت وعاودت الخروج إلى الأماكن العامة. كثيراً ما يُجري الإعلام مقارنة بينك وبين صديقتك النجمة ميغ ريان التي تخصصت طويلاً في الكوميديا العاطفية، فما رأيك؟ - مع احترامي الشديد لميغ ريان ولصداقتنا القوية، دعني أخبرك بأن الصحافة تقارنني أيضاً بنجمات هوليووديات أخريات عظيمات من اللاتي تخصصن في اللون الكوميدي في الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين، وعلى رغم ذلك فأنا لا أشعر بأي فخر تجاه هذه المقارنات وأفضل أن أفرض نفسي بشخصيتي المميزة من دون المرور بخانة حكاية الشبه المزعوم بيني وبين الزميلات القديمات أو الحديثات في المهنة. تحفة فنية ظهرتِ إذاً في لقطات جريئة في حلقات"غريز أناتومي"، فهل كان من الصعب عليك الخضوع لمثل هذه التجربة؟ - شعرت بخوف كبير عندما قرأت هذه اللقطات في السيناريو، لكن سرعان ما فسر لي المخرج طريقته في تصوير هذا النوع من المشاهد فمنحته ثقتي ودار الأمر بشكل عادي ومرن إلى حد ما، واستطعت ملاحظة طريقة تصوير اللقطات وكأنها لوحات فنية مركبة بمهارة ومزينة بإضاءة بارعة حولت المشهد الجريء العادي إلى تحفة فنية على رغم كوننا هنا في التلفزيون وليس في السينما التي عادة ما تحظى بإمكانات أكبر. فيلمك"27 فستان"أخرجته آن فليتشر، فهل تفضلين العمل بإدارة امرأة مثلاً بدلاً من المخرجين الرجال؟ - لا فكوني مثلت في فيلم واحد بإشراف مخرجة لا يعني إنني أصبحت أحقد على جنس الرجال وعلى المخرجين بشكل خاص، فأنا لا أفرق بين المرأة والرجل في ميدان العمل إذ لكل من الجنسين حساسيته الفنية وطريقته الخاصة في التعبير عن حبكة ما. هل قررت العودة إلى اللون الفكاهي الآن؟ - نعم وبلا تردد، شرط أن أستمر في تمثيل دوري الدرامي في حلقات"غريز أناتومي"، كما أنوي قبول أول عرض أتلقاه يخص فيلماً درامياً أو عاطفياً جدياً حتى أبرهن لجمهوري إنني لست حبيسة نوع معين، لكنني مقتنعة بأن الجمهور أدرك هذا الشيء الآن. هل تتمتعين بزيارة باريس خلال إقامتك فيها؟ - نعم ولم أترك منطقة فيها من دون أن أزورها، وأنا أقتني قائمة خاصة بعناوين أفضل المطاعم في المدينة وذلك منذ أن شاركت جيرار دوبارديو بطولة فيلم"أبي البطل"، فهو أهداني القائمة لقاء تعهد مني بألا أبوح بمضمونها لأي شخص. هل جاء زوجك معك إلى باريس؟ - نعم، لكنني مشغولة أكثر من اللازم طوال النهار بحكاية ترويج الفيلم وبالتالي أشتاق إليه وأغار منه لأنه يتمتع بباريس في أثناء قيامي أنا بالرد على أسئلة الإعلاميين. ومن هو سعيد الحظ هذا؟ - جوش كيلي.