اتهمت لورا بوش، زوجة الرئيس الأميركي جورج بوش أمس، النظام العسكري الحاكم في بورما بعدم تنبيه السكان لوصول الإعصار"نرجس"الذي ضرب البلاد نهاية الأسبوع الماضي، ما خلف 15 الف قتيل حتى الآن، إضافة الى فقدان 30 ألف شخص وتشريد مئات الآلاف، بحسب ما أعلن وزير الخارجية التايلاندي نوبادون باتاما بعد لقائه يي وين سفير بورما لدى بانكوك. ورأت بوش أن عدم إبلاغ السلطات عدداً كبيراً من البورميين بوصول الإعصار"يثير القلق"، وأضافت:"لقد علموا بالتهديد، لكن وسائل الإعلام الرسمية لم تنبه الناس المهددين به في الوقت المناسب". واعتبرت أن رد فعل السلطات على مرور الإعصار"يشكل مثالاً آخر على استهتارها بالاحتياجات الأساسية للبورميين". وأبدت بوش قلقها من أن الناجين من الإعصار ما زالوا حتى الآن ضحية رفض المجلس العسكري الحاكم المساعدة الأميركية والتي تحددت ب 250 الف دولار ستمنح بعد الإعصار مباشرة، علماً ان العلاقات سيئة بين المجلس العسكري في بورما والإدارة الأميركية وقسم كبير من المجموعة الدولية التي فرضت عقوبات عليه. وأملت بوش التي باتت الناطقة باسم الإدارة لدى التنديد بتصرفات السلطات البورمية بأن يشكل الإعصار مناسبة لتغيير في موقف النظام. وكان وزير بورمي رحب بالمساعدة الدولية لضحايا الإعصار، لكنه أوضح ان الفرق التي ستتوجه الى البلاد يجب ان تتفاوض مع النظام في شأن دخولها. وحصلت الأممالمتحدة على"موافقة حذرة"من الحكومة لإرسال معونة طارئة من الأغذية ومياه الشرب والبطانيات والأغطية البلاستيكية. وأعلنت وزارة الخارجية الهندية ان سفينتين من البحرية محملتين بأغذية وخيام وبطانيات وملابس وأدوية ستبحران الى يانغون في وقت قريب، فيما قال نوبادون باتاما وزير الخارجية التايلاندي ان بلاده أرسلت طائرة نقل من طراز"سي-130"محملة مواد غذائية وأدوية بعد إعادة فتح مطار يانغون فأول من أمس. على صعيد آخر، نددت السيدة الأميركية الأولى بالاستفتاء الذي قررت السلطات البورمية تنظيمه السبت المقبل حول مشروع الدستور الجديد، معتبرة انه يهدف الى"إعطاء شرعية مزيفة"للسلطة بعد استبعاد المعارضة والمجموعات الإتنية، مشيرة الى ان اقتراب التصويت زاد الاعتقالات في صفوف المعارضين. وقررت رانغون تنظيم الاستفتاء في موعده، لكنها استثنت من تنظيمه 47 دائرة في مناطق يانغون ودلتا ايراوادي الأكثر تضرراً بالإعصار، وحددت الموعد الجديد للاستفتاء في 24 الشهر الجاري. واقر الرئيس الأميركي أمس، قانوناً لمنح زعيمة المعارضة البورمية الحائزة جائزة نوبل للسلام اونغ سان سو تشي الميدالية الذهبية التي تمثل ارفع وسام مدني من الكونغرس الأميركي. ويستبعد ان تحضر سو تشي التي وضعت قيد الإقامة الجبرية منذ حوالى خمس سنوات، قريباً لتسلم هذه الجائزة خشية الا يسمح لها النظام بالعودة الى البلاد. ووصفت لورا بوش هذا التقدير بأنه مهم، وقالت:"اعتقد انه يمثل وسيلة أخرى لإبلاغ الناس في بورما ان الولاياتالمتحدة تدعمهم". وكان مجلس الشيوخ الأميركي قرر في 25 نيسان ابريل بالإجماع منح الميدالية الذهبية لزعيمة المعارضة البورمية. وفي جنيف، أسفت وكالة الأممالمتحدة لتفادي الكوارث لعدم وجود نظام للإنذار المبكر لإنقاذ كثيرين من إعصار"نرجس"، وقالت الناطقة باسم أمانة وكالة الأممالمتحدة لتفادي الكوارث بريجيت ليوني:"لم يملك بورميون كثيرون الوقت الكافي للهرب او الاحتماء في مخابئ آمنة".