رأى ديبلوماسيون ومحللون أن ديمتري ميدفيديف الذي سيؤدي قسم اليمين رئيساً لروسيا الأربعاء المقبل سيلتزم بوضوح بسياسات سلفه فلاديمير بوتين التي لاقت تأييداً واسعاً في الداخل وأثارت انزعاجاً في الغرب. ولم يعرف الكثير عن مواقف ميدفيديف 42 سنة في قضايا العلاقات الدولية، على رغم السنوات التي عمل فيها قرب بوتين الذي قدم بوتين منذ عام 2000 خطاباً مناهضاً للغرب، وطالب باحترام موسكو ما جعله يحظى بتأييد واسع لدى الروس الذين يطالبون بوقف التدهور في سلطة الدولة بعد انهيار الإمبراطورية السوفياتية عام 1991. ويتساءل كثيرون اذا كان ميدفيديف سيترك بصمته أم إنه سيكون صوتاً لبوتين الذي سيتولى منصب رئيس الوزراء. وقال جان كلود يونكر رئيس الوزراء اللوكسمبرغي، وهو أحد الزعماء الأجانب القلائل الذين التقوا ميدفيديف في الكرملين الشهر الماضي إن الرئيس الروسي المنتخب"ذكي ويملك فلماماً ممتازاً بالقضايا ويتمتع بروح الدعابة". واعتبر ان ميدفيديف"يمثل التجديد عبر الاستمرارية، ويرغب على غرار سلفه بوتين أن يرى روسيا جزءاً من أوروبا ويرغب في أن تعمل روسيا مع الاتحاد الأوروبي للتصدي للقضايا التي تواجهها القارة، سواء كانت اقتصادية أو امنية أو سواها". في المقابل، أبدى نيكولاي تسلوبين من معهد الأمن العالمي في واشنطن تشاؤمه من تولي ميدفيديف السلطة، وقال:"لا يروق لي أن تحاول وسائل الإعلام الروسية والكرملين تصوير ميدفيديف على أنه غربي عصري، لأنني لم أر ذلك حتى الآن". وأضاف:"لن تظهر روسيا وداً أكبر للمستثمرين الأجانب وجيرانها، الا حين تواجه تراجعاً اقتصادياً. وعندما يحصل ذلك ستتزود بقدر وافر من إيرادات الطاقة يساعدها على امتصاص الصدمة". ورجح ديمتري دانيلوف من معهد أوروبا بالأكاديمية الروسية للعلوم التزام ميدفيديف بتوجه السياسة الخارجية الذي وضعه بوتين، وأن يركز اهتمامه على أمور داخلية حين يشعر أنه بات في وضع مريح،"لذا لن يحدث ميدفيديف تغييرات جوهرية في الأشهر القليلة الأولى. وتوقع مبادرة الرئيس المنتخب في مرحلة أولى الى محاولة تحسين العلاقات مع بريطانيا، والتي ساءت ساءت بعد تسميم عميل الاستخبارات السوفياتية السابق الكسندر ليتفيننكو في لندن، والخلاف السياسي الذي دار بينهما في شأن الاشتباه في ضلوع روسيا في اغتياله. ولم يتوقع فيودور لوكيانوف، رئيس تحرير نشرة روسيا في الشؤون الدولية، بدوره حدوث تغيير كبير يتجاوز تحسين الأجواء مع الولاياتالمتحدة وأوروبا التي هدد بوتين بأن يعيد تصويب صواريخ نووية اليها، إذا مضت واشنطن قدماً في خطتها لنشر درعها الصاروخية في أوروبا الشرقية. وقال"نظراً الى تمتع سياسات بوتين بشعبية كبيرة فإن أي سياسي سيكون مجنونا اذا قرر تغييرها".