كلّف الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس، رئيس الحكومة الحالي فؤاد السنيورة تشكيل حكومة عهده الأولى. وكان السنيورة حصل على 68 صوتاً من نواب البرلمان خلال الاستشارات الملزمة التي أجراها سليمان، في قصر بعبدا. وبعد انتهاء الاستشارات، التي استمرت طوال النهار، استدعى سليمان رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وأطلعه على نتائجها، ثم استدعى السنيورة وأبلغه هذه النتائج، وكلفه تشكيل حكومة. وبينما غادر بري بعبدا وبقي سليمان والسنيورة مجتمعين، تلا المدير العام لرئاسة الجمهورية سالم أبو ضاهر بيان التكليف، وجاء فيه:"عملاً بأحكام البند 2 من المادة 53 من الدستور، وبعد أن تشاور فخامة رئيس الجمهورية مع دولة رئيس مجلس النواب استناداً الى الاستشارات النيابية التي أجراها فخامته بتاريخ 28/5/2008 والتي اطلعه على نتائجها رسمياً بتاريخ 28/5/2008، استدعى فخامة الرئيس عند الساعة 18.20 مساء أمس الأربعاء الواقع فيه 28/5/2008، دولة الرئيس فؤاد السنيورة وكلفه تشكيل الحكومة الجديدة". وامتنع 59 نائباً عن تسمية مرشح محدد، بينهم نواب تكتل"التغيير والإصلاح"برئاسة النائب ميشال عون، و"الكتلة الشعبية"برئاسة النائب إيلي سكاف، الذين سموا ثلاثة أشخاص، يعتبر ترشيحهم كأنه لم يكن لأن النائب ملزم بتسمية شخص واحد. وأثارت تسمية السنيورة من جانب الأكثرية حفيظة بعض أطراف المعارضة، تلميحاً وتصريحاً، وقال رئيس كتلة"الوفاء للمقاومة"حزب الله محمد رعد:"المرشح لحكومة الوحدة الوطنية يجب أن يتمتع بمواصفات تعكس هذا العنوان، أي الالتزام بالعهود والصدق في الأداء بعيداً من النكد والكيدية". وراجت أمس أنباء مفادها ان كتلة"حزب الله"تتجه الى عدم المشاركة في الحكومة وإعطاء حصتها الى بقية كتل المعارضة. واعتبر عون ان الموالاة بتسميتها الرئيس السنيورة"تبدأ معركة حرب وليس معركة بناء لبنان الجديد مع الرئيس الجديد". لكنه أضاف:"نصرّ على المشاركة مع عدم تأييد رئيس الحكومة ونعلن أنفسنا معارضة ضمن الحكم وداخل الحكومة". كان أول الواصلين الى قصر بعبدا رئيس المجلس النيابي نبيه بري في العاشرة صباحاً، ولدى دخوله بهو القصر سأله الصحافيون:"هل سترشح الرئيس فؤاد السنيورة؟"فأجاب:"ليش هو مرشح؟". ومن ثم توجه الى مكتب الرئيس سليمان وعقدا اجتماعاً ثنائياً لمدة نصف ساعة. وسئل بري عقب الاجتماع: من سميت؟ أجاب:"سميت بسم الله الرحمن الرحيم". ثم وصل الرئيس السابق للمجلس النيابي حسين الحسيني الذي رفض بعد لقائه سليمان الكشف عن الاسم الذي رشحه. ثم التقى سليمان نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري الذي قال لدى وصوله الى قصر بعبدا:"عودة مباركة صار لنا خمس سنين ما دعسنا". وبعد اللقاء قال مكاري:"انا في كتلة"المستقبل"وعضو في 14 آذار ومن تسميه كتلة المستقبل وتسميه قوى 14 آذار هو من أسميه أنا وسأعود لأشارك في اجتماع الرئيس سليمان مع كتلة المستقبل". وسئل: ما رأيك بالرئيس السنيورة؟ فأجاب:"أعتقد ان الرئيس السنيورة خلال الفترة التي تولى فيها الحكم أثبت وبجدارة لبنانيته ومقدرته على مجابهة الصعوبات وبالنفس الطويل". وهل النائب الحريري غير قادر على ذلك، أجاب:"قادر جداً ولكن لديه انشغالاته وهو يعتبر عندما يكون الرئيس السنيورة موجوداً في الحكم هو موجود في الحكم وسيسانده ونحن كذلك". وسئل: حكي عن ضغوط أميركية وسعودية لتسمية الرئيس السنيورة لأنكم كنتم تريدون تسمية النائب الحريري؟ أجاب:"هذا الموضوع غير صحيح وأعتقد انه يجب ان نوقف اتهام بعضنا البعض باتهامات كهذه واتفاق الدوحة كان واضحاً بهذا الموضوع". وماذا لو لم تسم المعارضة الرئيس السنيورة؟ أجاب:"أتمنى عكس ذلك. اللعبة الديموقراطية تقول من يحوز أصوات الأكثرية هو الذي يسمى رئيساً للحكومة ويتم التعاون معه وتفتح صفحة جديدة في البلد". ثم استقبل سليمان رئيس"تكتل التغيير والإصلاح"النائب ميشال عون الذي لم يدل بأي تصريح. والتقى سليمان كتلة"التنمية والتحرير"برئاسة الرئيس نبيه بري، وبعد اللقاء أعاد الرئيس بري القول:"سمينا بسم الله الرحمن الرحيم"، وأحال الصحافيين على النائب أنور الخليل الذي تحدث باسم الكتلة، فقال:"الكتلة لم تسم تكليفاً لكنها ستشارك تأليفاً". ثم التقى سليمان كتلة"المستقبل"برئاسة النائب سعد الحريري الذي قال بعد اللقاء:"سمينا دولة الرئيس فؤاد السنيورة، اليوم هناك فرصة حقيقية لفتح صفحة جديدة، ونحن كلبنانيين يجب ان نفتحها، خصوصاً بعد أزمات متتالية حصلت في البلد. لم نسم الرئيس فؤاد السنيورة لتحدي أي شخص أو أي انسان. نحن نريد ان نبدأ فعلاً فتح صفحة جديدة". وأضاف:"اليوم رئيس الجمهورية اتى بإجماع وطني وبإجماع بين الفرقاء السياسيين ونحن ككتلة تيار"المستقبل"وكمسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري سنتعاون مع الرئيس بكل ما للكلمة من معنى وبكل طلب أو خطوة وعندما يكون الرئيس بحاجة إلينا سنكون الى جانبه، وهذه فعلاً فرصة للبنان لكي نتلاقى ونبلسم الجروح ولكي نبدأ من جديد، وهي فرصة لكل اللبنانيين لننهض بلبنان ولكي ننفذ خطاب القسم لرئيس الجمهورية الذي كان هناك ارتياح كبير له، ونحن في كتلة"المستقبل"متعاونون اكبر التعاون في تشكيل الحكومة التي تحددت اعداد الوزراء فيها والتقسيمات في الدوحة ولكن من المؤكد اننا في لبنان سننفذ اتفاق الدوحة". وأضاف:"جمعتنا دولة قطر مع اللجنة العربية والجامعة العربية بجهود الأمين العام عمرو موسى وأمير قطر كي نستطيع ان نتلاقى كلبنانيين في القصر الجمهوري ونلتقي الرئيس وفعلاً ينشرح قلبنا لأنه اخيراً هناك رئيس للبنان". ورداً على سؤال عن سبب ترشيح السنيورة، قال الحريري:"نحن في مرحلة تأسيسية فيها مصالحة ولا بد من أن تبدأ بالسنيورة وكما قلت في السابق الجروح تحتاج الى كل الخطوات كي نستطيع تضميدها ومداواتها، وجزء من هذه المداواة يبدأ من هنا، نحن لم نسم فؤاد السنيورة للتحدي، سميناه لمصالحة فعلية ولفتح صفحة جديدة". سئل:"كتلة الرئيس بري لم تقل بالتسمية؟". أجاب:"لكنهم سيتعاونون إن شاء الله وهذا ما سمعته". ثم التقى الرئيس سليمان كتلة"الوفاء للمقاومة"برئاسة النائب محمد رعد الذي قال:"إن المرشح لحكومة الوحدة الوطنية يجب ان يتمتع بمواصفات تعكس هذا العنوان، أي الالتزام بالعهود والصدق في الأداء بعيداً من النكد والكيدية... الحرص على سلاح المقاومة والاستقلال الحقيقي للبنان ورفض الوصاية الأجنبية هي عناوين لازمة لحكومة الوحدة الوطنية". وأضاف:"لم نسمّ احداً ونعتقد ان اللبنانيين تواقون لشخصية تحدث صدمة ايجابية تريحهم مع إطلالة هذا العهد الجديد". ثم التقى الرئيس سليمان كتلة"اللقاء الديموقراطي"برئاسة النائب وليد جنبلاط الذي قال:"بالأمس تشاورنا مع حلفائنا في 14 آذار وتم التوافق على تسمية الرئيس السنيورة كرئيس وزراء للحكومة التي ستشكل ونتمنى له وللرئيس سليمان التوفيق. واللقاء الديموقراطي الذي ساهم بتواضع في إنجاح مؤتمر الدوحة مستعد لتقديم المساعدة في أي مجال لإنجاح عهد الرئيس سليمان". والتقى الرئيس سليمان كتلة"التغيير والإصلاح"برئاسة النائب ميشال عون الذي قال بعد اللقاء:"نحن اليوم في بداية عهد توافق، وانطلاقاً منه اعتبرنا ان رئيس الحكومة يجب ان يكون توافقياً، وبما ان هذا الأمر لم يتم حتى الآن، ولم يتم التفاهم حول اسم رئيس الحكومة التوافقي طرحنا ثلاثة أسماء توافقية باسم تكتل التغيير والإصلاح، من خارج المجلس السيدة ليلى الصلح، ومن داخل المجلس النائب بهيج طبارة أو الوزير محمد الصفدي، لقد سميناهم توافقيين لأننا طرحنا أكثر من اسم كي تبقى هناك ليونة في الخيار وإمكان الخيار للفريق الآخر، لأننا نعتبر ترشيح السيد السنيورة وقد سمعنا الشيخ سعد الحريري يرشحه، هو استمرار للماضي وعنوان للخلاف وليس عنواناً للوفاق الذي يجب على العهد الجديد ان يبدأ به. هذه رسالتنا لكل اللبنانيين، رسالة سلوك لنهج توافقي، وقد سمعنا احد المستشارين للرئيس السنيورة يقول عن اتفاق الدوحة هو هزيمة للمعارضة، إذاً انطلاقاً من هنا بالإضافة الى ما نسمعه في الإعلام يبدو ان الموالاة تبدأ معركة حرب وليس معركة لبناء لبنان الجديد مع الرئيس الجديد". سئل:"ألن تتعاونوا إذاً مع الرئيس السنيورة؟". أجاب:"نصر على المشاركة بعدم تأييد رئيس الحكومة، حالياً نعلن أنفسنا معارضة ضمن الحكم، وداخل الحكومة نحن مصرون على المشاركة حتى لو لم يكن رئيس الحكومة كما نريده، سنقبل بقرار الأكثرية ولكننا مصرون على المشاركة في الحكم". سئل: النائب الحريري اعتبر ترشيح السنيورة لفتح صفحة جديدة. أجاب:"وجهة نظره هو، لو كانت القصة سهلة لكانوا أعطونا الجواب من اليوم الثاني". ثم التقى الرئيس سليمان"الكتلة الشعبية"برئاسة النائب ايلي سكاف الذي قال:"نحن ككتلة طبعاً في المعارضة، يهمنا تسهيل الأمور وعدم تعقيدها كثيراً، ونحن نسير بروحية اتفاق الدوحة الذي قام على توافق وعلى الأمور التي اتفقنا عليها في الدوحة، لذلك عندنا مآخذ على بعض الأشخاص وفوضنا رئيس الجمهورية اختيار احد ثلاثة: السيدة ليلى الصلح أو النائب بهيج طبارة أو الوزير محمد الصفدي، وأي شخص من هؤلاء هو توافقي ولا اعتراض عليه". ورداً على سؤال حول تسمية الأكثرية الرئيس السنيورة، قال سكاف:"الأكثرية لديها الثقل". وعن كيفية التعاطي في الحكومة المقبلة، قال:"حتى نصل إليها نرى". وهل ستشكلون كتلة معارضة داخل الحكومة؟ أجاب:"يهمنا ان تمشي كل الأمور ويتم تسهيلها وأن تحل الأمور المطروحة لمصلحة الجميع". ثم التقى سليمان"التكتل الطرابلسي"برئاسة الوزير محمد الصفدي الذي قال بعد اللقاء:"نحن اليوم كنا نتمنى ان نستطيع تسمية الشيخ سعد الحريري، ولكن شاءت الظروف السياسية وبعد التشاور في 14 آذار، ودراسة الموضوع مطولاً تم الاتفاق في 14 آذار على تسمية الرئيس السنيورة لرئاسة الحكومة والتكتل الطرابلسي المؤلف من أربعة نواب ملتزم بهذا الترشيح". سئل:"العماد ميشال عون وعدد من المعارضين سموك لرئيس حكومة توافقي؟". أجاب:"أشكر كل من رشحني وهذا يشكل ثقة بين اللبنانيين وببعضهم البعض ولكن نحن كتكتل طرابلسي كان مرشحنا الشيخ سعد الحريري". سئل: يقال انك لم تكن راضياً على ترشيح السنيورة؟ أجاب:"لقد أصدرت بياناً اليوم امس صححت فيه بعض المعلومات الواردة في الصحف وفي بعض وسائل الإعلام". ولماذا لم يتم ترشيحك من جانب 14 آذار؟ اجاب:"لم أطرح نفسي على 14 آذار لتسميتي". ثم التقى سليمان كتلة نواب الأرمن التي تحدث باسمها النائب أغوب بقرادونيان، فقال:"امتنعنا عن تسمية أي شخص لتولي رئاسة الحكومة، احتراماً لقرار الأكثرية الذي لا نوافق عليه، لأننا كنا نفضل ان يكون هناك توافق في اختيار رئيس الحكومة، وطالبنا ايضاً بتنفيذ بنود اتفاق الطائف بحكومة ثلاثينية وبتمثيل الطائفة الأرمنية بوزيرين. والتقى سليمان كتلة نواب"القوات اللبنانية"التي تحدثت باسمها النائب ستريدا طوق جعجع، فقالت:"بداية"نحن سعيدون جداً لأننا اليوم في القصر الجمهوري وأخيراً اصبح لدينا رئيس على سدة المسؤولية في دولة لبنان. نحن أبلغنا فخامة الرئيس ان كتلة القوات اللبنانية ترشح لموقع رئاسة الحكومة دولة الرئيس فؤاد السنيورة". والتقى سليمان كتلة الحزب القومي السوري الاجتماعي وتحدث باسمها النائب اسعد حردان، فقال:"أكدنا لفخامة الرئيس ثقتنا الكبيرة به وتهنئتنا له مجدداً والآمال، التي عند اللبنانيين وعندنا، المعلقة عليه وللتوافق الكبير اللبناني والإقليمي الذي ساعد لبنان في عملية الانتخاب، كنا نأمل بلبنان ان يتلاقى مع فخامة الرئيس على نصف الطريق ويكون التوافق بتكليف رئيس حكومة توافقي كي تلتقي المؤسسات في إطار توافقي وينهض البلد، ولكن للحقيقة اصبنا بخيبة أمل، كنا مع اللبنانيين نأمل باندفاع التوافق لإنقاذ لبنان". وأوضح ان كتلته لم تسمّ احداً. بعد الظهر واستأنف سليمان الاستشارات في الرابعة بعد الظهر وكان أول النواب الذين استقبلهم غسان تويني الذي قال بعد اللقاء:"الاسم مبلّغ والأمر منته، نريد أن يأتي الرئيس السنيورة كرئيس جديد وليس كاستمرار للأزمة السياسية، والعهد يجب أن ينطلق من الشيء الذي قاله رئيس الجمهورية". وقال النائب بهيج طبارة بعد لقائه سليمان:"سميت النائب سعد الدين الحريري، أعتقد أن رئيس أكبر كتلة نيابية من المفروض أن يتولى رئاسة الحكومة هذا من جهة، ومن جهة ثانية أعتقد أنه في هذه المرحلة بالذات كما حصل الرئيس على تأييد واسع كان من المفروض أن يتمتع رئيس الحكومة بالتأييد الواسع نفسه. نحن اليوم في بداية عهد جديد، استبشرت الناس خيراً وأعتقد أنه يجب أن نكون جميعاً اليوم وراء الرئيس بتوجهاته التي عبر عنها بصورة واضحة جداً في خطاب القسم". وشكر طبارة من سمّوه للمنصب، وقال:"لكن أعتقد أن كل واحد منا في أي موقع موجود يستطيع أن يخدم ويمارس دوره، وأنا مرتاح في المكان الموجود فيه ومن الآن وصاعداً سأقوم بهذا الدور". وسئل: بعضهم وصف طرح اسم الرئيس السنيورة بأنه تحد وأن هذا استمرار للماضي، هل توافق على هذا الرأي؟ أجاب:"رئيس الحكومة الجديد في أول العهد مفروض أن يسمى بالتأييد الواسع نفسه الذي تمتع به فخامة الرئيس وهذا الشيء لم يحصل مع الأسف". سئل: لو طرح اسم النائب الحريري هل كان حظي بتأييد واسع؟ أجاب:"أعتقد ذلك، لأنه رئيس أكبر كتلة". وقال النائب روبير غانم بعد لقائه الرئيس:"أولاً أود تهنئة اللبنانيين بأن أصبح عندنا رئيس جمهورية وقصر بعبدا رجع يلعب دوره كمكان لكل اللبنانيين، ودوره وحدة الوطن". وذكر بأن آخر مرة أتى فيها الى القصر كانت قبل ثلاث سنوات خلال الاستشارات النيابية، وأضاف انه سمى الرئيس السنيورة،"وتمنيت أن تشكل الحكومة بسرعة وأن نخرج من خلال هذه اللحظة التاريخية وهذه الفرصة التاريخية المتاحة بعد الدوحة، من أجل إعادة توليد الوحدة الوطنية وإعادة توليد السلطة في لبنان. ونحن بتصرف فخامة الرئيس وقد أودعته البرنامج ? الرؤية الذي سبق أن وضعته". وقالت النائب صولانج توتنجي الجميل:"تمنيت لفخامة الرئيس التوفيق بتنفيذ خطاب القسم، وطبعاً سميت الرئيس فؤاد السنيورة". وقال النائب نادر سكر:"كنا نتمنى كما تم انتخاب الرئيس بشبه إجماع نيابي وترحيب عام وطني، لو أن الأكثرية اختارت أحداً من صفوفها مقبولاً من المعارضة من أجل تكريس جو الإجماع السائد في البلد ومن أجل مناخ جديد للخروج من الوضع المأزوم الذي نعيشه ولكن ان هذا الأمر يحصل. لم أسمِّ أحداً لرئاسة الحكومة". وتحدث النائب مصطفى علي حسين بعد لقاء الرئيس فقال:"أغتنم هذه الفرصة من القصر الجمهوري الذي هو قصر الشعب اللبناني لأتمنى للرئيس ولعهده وللبنان حياة مصالحة وسعيدة، وأن يعمل على إنماء المناطق المحرومة". وأضاف:"لم أسمِّ أحداً أولاً لأننا همشنا في الدوحة حيث لم نكن موجودين والآن نشعر بأننا مهمشون بالنسبة الى التشكيلة الحكومية. من هنا أطالب جميع المسؤولين وفخامة الرئيس بأن نكون مشاركين على المستوى الحكومي كي نشارك في بناء هذه الدولة على الصعد كافة". وأوضح أنه يتحدث بصفته كنائب مستقل عن الطائفة العلوية. وقال النائب أسامة سعد:"الأزمة ممسكة بتلابيب السنيورة وهو متسربل بها لأن ترشيحه يعني ترحيل الأزمة الى العهد الجديد، والغالبية تتحمل المسؤولية في ذلك، ولسان حالها يقول: يا حبذا الإمارة ولو على الحجارة، ولسان حالنا يقول: من ابتغاء الخير اتقاء الشر، لذلك امتنعت عن ترشيح أحد". وتحدث النائب بيار دكاش فقال:"من مبدئي الوفاقي الدائم وخصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة وفي هذا العهد الجديد انطلاقاً من ماضٍ صعب الى حاضر نأمل فيه أن يكون فاتحة خير على جميع اللبنانيين، كنت أتمنى دائماً أن ننتقل الى رجل وفاقي يبحث بالوفاق ويكون صوته عند الناس مقبولاً من جميع الناس من دون تفرقة ولا يقلل ذلك من قيمة الشخص على الإطلاق ولكن باعتبار أن فريقاً يرى وفريقاً يرى في العكس تماماً لذلك أنا أسمي الأستاذ معالي الوزير بهيج طبارة مع العلم أنني كنت أيضاً أرغب انطلاقاً من مبدأ محبتي واحترامي للمرأة اللبنانية في أن تكون السيدة ليلى الصلح، لذلك أقول أتمنى أن يكون العهد الجديد هو عهد لكل اللبنانيين عهد الوفاق والمحبة والاتفاق". وقالت النائب نايلة معوض بعد اللقاء:"طبعاً نحن سمينا الرئيس فؤاد السنيورة بكل قناعة، لأنه برهن خلال كل الفترة الماضية بأنه رجل الدولة والمؤسسات، والحقيقة أنه كان في أحلك الظروف الشخص الوحيد الرابط بين الفوضى وبين المؤسسات ولعب وتحمل هذا الدور بكل مسؤولية وإيجابية وجدارة، ووجوده على رأس الحكومة الجديدة تحت سقف اتفاق الطائف هو من الطبيعي جداً ونحن ندعمه لكي نعود ونرمم الوفاق الوطني ونرجع نبني الدولة والمؤسسات التي افتقدناها كل هذه الفترة". وأكدت أن"اتفاق الدوحة كان سلة متكاملة، وانتخاب الرئيس ميشال سليمان هو انتخاب المرشح التوافقي، وأيضاً في اتفاق الدوحة هناك سلة بتأليف الوزارة وطبعاً هناك حق للأكثرية بتسمية رئيس الحكومة وتوزيع النسب الوزارية لكل الفئات والرئيس السنيورة بكل تصرفاته ودراسته للأوضاع كان الطبع المرن والصلب في قناعاته، واليوم بوفاق وطني يجب أن نكون جميعاً مع بعضنا البعض لنعود ونبني البلد ولنريح اللبناني ونعطي دوراً للبنان اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، ونعطي اللبنانيين حقهم بعيش كريم ولمواجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة جميعاً". وأضافت:"الرئيس السنيورة بحكومة وفاق وطني وبتأكيد لاتفاق الدوحة وبدعم الكل وجهودهم سينجح في رسالته وكلنا سندعمه". وقال النائب جواد بولس:"هنأت فخامة الرئيس بانتخابه ولنهنئ أنفسنا برؤية قصر بعبدا في هذا الوقت يضج بالحركة والعمل وكانت فرحة كبيرة لنا كنواب وكلبنانيين، رشحت دولة الرئيس فؤاد السنيورة لرئاسة الحكومة الجديدة، وهو بنظري من حماة الجمهورية ومن الأشخاص الذين وقفوا وناضلوا في الوقت الذي كانت جمهوريتنا تضيع وفي الوقت الذي كانت المؤسسات تفرّغ من مضمونها والرئاسة شاغرة والمجلس النيابي مخطوفاً، الرئيس السنيورة وأعضاء حكومته وقفوا ودافعوا عن المؤسسات ودافعوا عن الجمهورية وحموها، وشخص الرئيس السنيورة يتميز بالصفات التي تؤهله لكي يكون مرة جديدة رئيساً لمجلس الوزراء". وأعلن النائب سمير فرنجية أنه سمى الرئيس السنيورة. وقال النائب بطرس حرب:"سميت الرئيس فؤاد السنيورة لتشكيل الحكومة المقبلة مع تأكيدي أن المطلوب أن نشكل حكومة تكون متفقة على برنامج عمل وتشكل الفرصة الجدية الأولى التي توحي بالثقة للبنانيين بأن عندنا عهداً جديداً بدأ وهذا عهد لإنجاز المصالحة الوطنية لإجراء انتخابات نيابية تمثل حقيقة رأي اللبنانيين وبناء السلطة في ما بعد على أساس نتيجة الانتخابات. تمنياتي على كل المعنيين بالأمر أن يقفوا موقفاً مساهماً في تسهيل مهمة الرئيس المنتخب وبالتالي أن لا ندخل في مهاترات جديدة ونحول مجلس الوزراء الى حلبة صراع، بل فريق عمل نريده منسجماً يعمل لتحقيق أهداف مشتركة، وأملي أن يوفق الله الرئيس مع فخامة الرئيس في تشكيل الحكومة وان يقدم للبنانيين بشرى تفاهم اللبنانيين في ما بينهم على حكومة واحدة منسجمة وفق برنامج عمل واحد يحقق للبنانيين طموحاتهم وأحلامهم". وتحدث النائب مصباح الأحدب فقال:"سميت دولة الرئيس فؤاد السنيورة تماشياً مع القرار الذي اتخذ في 14 آذار وطبعاً بموازاة قرار آخر وهو دعم الدولة اللبنانية، ودعم فخامة الرئيس ميشال سليمان. نحن اليوم نعتبر اننا يجب ان نكون متكاتفين ونرص الصفوف، وطبعاً يجب ان يؤخذ الأمر في إطار مد اليد الحقيقي للفريق الآخر، لأنه يأتي في إطار تنفيذ اتفاق الدوحة وهو إطار يفترض التواصل والتنسيق، ويجب ان يكون هناك تكاتف مع الفريق الآخر في اتجاه النقاط التي تم التوافق عليها في الدوحة والتي هي بناء الدولة". وقال النائب الياس عطاالله:"أبديت تقديري العالي لخطاب القسم الذي أعتقد انه وصل الى قلوب اللبنانيين بما يحمله من رؤية وصدق وكسر لطقوسية القسم، كان مخاطبة صادقة للبنانيين. ثانياً: سميت الرئيس السنيورة لما يتمتع به من صفات رجل الدولة الشجاع الحكيم الهادئ والذي أعتقد انه يستطيع ان يكون متعاوناً في شكل جدي مع فخامة الرئيس من اجل تجسيد مضمون خطاب القسم في شأن بناء الدولة، هذا الأمل الذي ينتظره كل اللبنانيين. من هذا المنطلق انا باسم اليسار الديموقراطي وكجزء من 14 آذار سميت الرئيس السنيورة ليتولى رئاسة الحكومة المقبلة وأن يكون رئيساً توافقياً وليس تحدياً لأحد".