أكدت دمشق امس ان "مقاومة الاحتلال حق تؤكده الشرعية الدولية"، مشيرة الى ان "فرصة السلام" التي بدأت بعد فوز ايهود باراك في الانتخابات الاسرائيلية "معرضة للضياع" بسبب تصريحات المسؤولين الاسرائيليين الاخيرة. وبثت اذاعة دمشق: "عندما اعلن باراك انه سيعمل على انهاء قرن من الصراع والحروب وانه سيحقق السلام الشامل وفق قراري مجلس الامن 242 و338 لاحت في أفق المنطقة فرصة جديدة بعدما كانت عملية السلام شارفت على الموت في عهد سلفهبنيامين نتانياهو". لكن الاذاعة اضافت "ان هذه الفرصة معرضة للضياع قبل ان ترى النور بسبب التصريحات الملتبسة الصادرة عن باراك وفريقه". وبدأت وسائل الاعلام في الايام الاخيرة تعكس اجواء اقل تفاؤلاً من الاجواء التي سادت فور تشكيل باراك حكومته. وقالت الاذاعة امس "ان استئناف مفاوضات السلام من النقطة التي توقفت عندها اصبح في الحسابات الاسرائيلية مادة للتفسير تتطلب البحث عن صيغة جديدة والانسحاب من الجولان اصبح انسحاباً في الجولان، وآخر ما خرجت به الصحافة الاسرائيلية ان حكومة باراك مستعدة للانسحاب الى حدود قريبة جداً من خطوط الرابع من حزيران يونيو عام 1967". ولم يلتزم باراك الى الآن مطالب سورية التزام تعهدات اسحق رابين الانسحاب الى خط 4 حزيران، ولا العودة الى مائدة التفاوض من النقطة التي توقفت عندها بداية العام 1996. واوضحت "لا يمكن ان تؤدي الفرصة الى انعاش عملية السلام على المسار السوري - اللبناني مع اعتماد عقلية المساومة وتهميش مسألة الاراضي المحتلة في الجولان وجنوبلبنان لتسويغ الاحتلال أو أي شكل من اشكاله تحت ذريعة الامن". وفي هذا الاطار، تساءلت صحيفة رسمية سورية اليوم "عن صدقية" تعهد حكومة باراك بالانسحاب من لبنان وذكرت بانه "لا سلام مع لبنان الا بسلام مع سورية" وان وحدة المسار والمصير بين البلدين "لا يمكن تجاوزها او الالتفاف عليها". وكتبت صحيفة "تشرين" ان حديث اسرائيل عن الانسحاب من الجنوباللبناني "اخذ يتراجع فيما تستمر الاعتداءات واطلاق القذائف المحرمة دوليا على القرى والبلدات اللبنانية". واعتبرت ان هذه "الاعمال العدوانية تطرح تساؤلات مشروعة عن صدقية تعهد حكومة باراك بالانسحاب من لبنان فحكام اسرائيل يدركون جيدا ان لا سلام مع لبنان الا بسلام مع سورية وان وحدة المسار والمصير بين سورية ولبنان حقيقة واضحة لا يمكن تجاوزها او الالتفاف عليها". وكان الطيران الاسرائيلي اغار مساء اول من امس لليوم الثالث على التوالي على عدد من المواقع التابعة لحزب الله الشيعي اللبناني، وذلك ردا على ثلاثة هجمات قام بها مقاتلو حزب الله ضد المنطقة التي تحتلها اسرائيل في جنوبلبنان. ولاحظت "تشرين" ان المسؤولين الاسرائيليين "لم يقدموا حتى الان على اي خطوة عملية واحدة باتجاه الانخراط الفعلي في عملية السلام وتحقيق اهدافها المرسومة في مؤتمر مدريد 1991 مما يحفز مسؤولي دمشق وبيروت على تعزيز التنسيق والتعاون بينهما في مواجهة الغطرسة الاسرائيلية". من جهة اخرى اف ب، صرح وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي أمس بأنه سيتوجه اليوم الى عمّان ليبحث مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني امكانات استئناف المفاوضات على المسار السوري - الاسرائيلي. وقال: "انوي خلال اجتماعي مع العاهل الاردني التشديد على ضرورة المفاوضات المباشرة بين اسرائيل وسورية، فهي السبيل الوحيد للتقدم على طريق السلام". واضاف ليفي الذي سيجري ايضا محادثات مع نظيره الاردني السيد عبدالاله الخطيب: "لا يمكننا التفاوض هاتفياً". وكان الملك عبدالله الثاني زار دمشق في نهاية تموز يوليو الماضي لاطلاع الرئيس حافظ الاسد على "نتائج اتصالاته" في شأن عملية السلام. وقبل ذلك كان ملك الاردن التقى في 13 تموز يوليو باراك الذي اكد استعداده للحوار.