طلب سوداني معتقل بتهمة التآمر مع تنظيم"القاعدة"من محكمة غوانتانامو أن تسمح له بالاتصال هاتفياً بأسرته كي تتمكن من إيجاد محام بدلاً من محامية الجيش الأميركي التي يرفض أن تدافع عنه. وجاء طلب المتهم إبراهيم القوصي بعدما قال انه لا يريد أي محام عسكري أو مدني تعينه الحكومة الأميركية للدفاع عنه في اتهامات بتقديم دعم مادي للإرهاب والتآمر مع"القاعدة". وسألته القاضية الليوتنات كولونيل في القوات الجوية الأميركية نانسي بول ان كان يريد ممارسة حقه في توكيل محام مدني يختاره بنفسه وعلى نفقته. وأجاب القوصي بأن ذلك سيكون صعباً نظراً لظروفه. وقال القوصي من خلال مترجم من العربية الى الإنكليزية انه مسجون في غوانتانامو منذ ستة أعوام ونصف وبلا اتصال بالعالم الخارجي. وزاد ان الطريقة الوحيدة لإنجاز تلك المسألة تكون من خلال السماح له بالاتصال بعائلته في السودان ليختاروا له ذلك المحامي. وطلبت القاضية من محامية الجيش المكلفة بالدفاع عن القوصي والتي رفض المتهم حتى مقابلتها، العمل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لترتيب مكالمة هاتفية مع أقارب القوصي في الخرطوم قبل الأول من تموز يوليو المقبل. وقالت المحامية سوزان لاشليير وهي كابتن في البحرية الأميركية ان نقابة المحامين السودانيين أبدت اهتماماً بمساعدة القوصي في العثور على محام آخر. وسمح لبعض السجناء الذين يواجهون محاكمة في غوانتانامو بتلقي مكالمات من ذويهم. وقال الجيش الأميركي في آذار مارس الماضي انه يطبق نظاماً مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر للسماح لآخرين بالتحدث هاتفياً مع ذويهم مرتين في العام على الأقل. وقال القوصي 47 سنة وله لحية ضربها الشيب ويرتدي عمامة بيضاء، انهم يسمحون بمثل هذه الأشياء في هذه الأيام لكثير من السجناء. ولم يتضح إذا كان القوصي يريد محامياً سودانياً أو مجرد محام لا تعينه الحكومة الأميركية التي قال مراراً انه لا يثق فيها. ويمكن لمحامين أجانب أن ينضموا الى فرق الدفاع عن السجناء إذا حصلوا على أذون أمنية من الجيش الأميركي. وحديث القوصي مع القاضية كان مختلفاً على نحو ملحوظ عن جلسة إبلاغه بالاتهامات الموجهة إليه في الشهر الماضي والتي أشاد خلالها بأسامة بن لادن زعيم"القاعدة"واتهم الولاياتالمتحدة بالنفاق في دعوتها آخرين لاحترام حقوق الإنسان. وقال حينئذ انه سيقاطع إجراءات المحاكمة في المستقبل لكنه قال أول من أمس، انه سيشارك إذا منح حقه في اختيار محاميه. وولد القوصي في الخرطوم التي كانت مقراً لبن لادن. ويواجه القوصي اتهامات لعمله حارساً شخصياً وسائقاً ومسؤولاً عن أعمال معاونة لزعيم"القاعدة"في أفغانستان في الفترة بين عامي 1996 و2001. وتزعم الاتهامات أنه عمل مع طاقم مدافع مورتر ل"القاعدة"وساعد بن لادن وعائلته على الهرب الى جبال تورا بورا بعد الغزو الأميركي لأفغانستان الذي أعقب هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001. وسيواجه عقوبة السجن مدى الحياة إذا أدانته المحكمة. والقوصي واحد من عشرة مسجونين وجهت إليهم اتهامات في النظام الأول للمحاكم الذي أنشأته حكومة بوش لمحاكمة محتجزين أجانب خارج نظام المحاكم الأميركية العادية المدنية والعسكرية.