أكد قائد عسكري أميركي في أفغانستان أمس أن أفغانستان سيكون لديها جيش دائم قادر على مواجهة تمرد حركة "طالبان" في شكل مستقل في غضون سنتين أو ثلاث، فيما ستكون الفرق البرية الأساسية اجتازت فترة الامتحان في حلول عام 2009. وفي لقاء خاص مع"الحياة"، شدد نائب قائد برنامج تدريب الجيش الأفغاني البريغادير - جنرال أندرو تومي على ضرورة نمو الاقتصاد الأفغاني والواردات الحكومية لتأمين الموارد المالية المطلوبة من أجل الحفاظ على الجيش الأفغاني مستقبلاً. وأكد هذا الجنرال الأميركي أن القوات الأفغانية لن تتمكن من مواجهة التمرد الطالباني باستقلالية في المستقبل المنظور، مشيراً الى أن كابول لن تتمكن مثلاً من شراء صور أقمار اصطناعية لأغراض عسكرية. وأعرب عن اعتقاده أن قوات"التحالف"في طريقها"الى بناء جيش أفغاني يمتلك قدرات"، مبدياً تفاؤلاً"حيال تقدمنا أيضاً في مجال بناء الشرطة الوطنية الأفغانية"المتهمة عادة بالفساد والتقصير. وقال إن برنامج التدريب يتجه"الى تحقيق هدفنا المتمثل بالوصول إلى جيش عديده 80 ألفاً"، لافتاً الى"أنهم مجهزون جيداً ويفوزون في المواجهات العسكرية المباشرة. علينا أن نتوصل الى نضوج هذه الوحدات لتتمكن من اجتياز امتحان الوقت، ليس فقط لجهة المفاجأة بل لناحية مواصلة التجنيد والتدريب والقيادة والسيطرة، والتمكن من ادارة الجيش والحفاظ عليه مستقبلاً".وأضاف أن"مثل هذه المهارات تتطلب تدريباً ونضوجاً إضافيين وسنواصل شراكتنا مع الجيش الأفغاني ووزارة الدفاع خلال السنوات المقبلة لبناء مثل هذه القوة". واعتبر أن"هذه الوحدات جيدة في الميدان وفي المعركة. والآن هي في حاجة للمعلومات الاستخباراتية وبالطبع للدعم الجوي وعتاد أخرى. لكن رأيي أن قيادة الحكومة والجيش أظهرت التزاماً وتستحق دعمنا". وأقر بأن لدى برنامج التدريب"طريقاً أطول ليسلكه مع الشرطة"التي كانت"ميليشيات، وفيها عناصر فاسدة غير مهتمة بحماية الناس. ولهذا فإن برنامجنا لتطوير الأقضية المركز يتولى حل هذه المشكلة. وأكد مواصلة الجهود لبناء"قوة جوية أفغانية في اطار الجيش الحالي. حالياً يمتلكون قوة جيدة من الطيارين المدربين سابقاً على الطائرات السوفييتية الصنع. ولديهم 13 طائرة من طراز أم آي 17، وسيستلمون سبع طائرات إضافية من هذا الطراز العام الحالي. كما يملكون أربع طائرات أم آي 35 وسيستلمون ست طائرات إضافية هذا العام. ويستخدمون حالياً طائرتين من طراز اي أم 26 وخمس طائرات اي أم 32. وسنستخدم طيارين تدربوا على قيادة مثل هذه الطائرات لتعزيز قدرة الجيش الأفغاني". إلا أن مشكلة أخرى تبرز في هذا المجال وهي أن"متوسط عمر الطيار الأفغاني يبلغ حالياً 43 عاماً"، مما يبرز الحاجة الى"تدريب الجيل المقبل من الطيارين". وشدد الجنرال على أن"كل فصيل متوازن اثنياً ويعكس التركيبة السكانية الحالية للبلاد زائد أو ناقص خمسة في المئة. كل فصيل يضم عدداً كبيراً من البشتون، اضافة الى نسبة من الطاجيك والأوزبك والهزارة الاثنيات الأخرى". وتمارس القيادة الأميركية وحلف الناتو ضغوطاً"على الجيش الأفغاني في شأن عمليات اعادة تعيين الجنود. مثلاً إذا أراد جندي في هرات، وهو بشتون من نانغهار، علينا ألا نسمح بإعادة تعيينه في منطقته لأن عائلته تقيم هناك. فذلك يمزق التوازن الاثني... وزير الدفاع بشتوني ورئيس هيئة الأركان طاجيك والقائد الأساسي في الشمال من الهزارة. إنهم يعتبرون أنفسهم جيش الأمة".