أفاد المدير الإقليمي في دول مجلس التعاون الخليجي لمصرف "بي أن بي باريبا" الفرنسي، جان كريستوف دوران، أن وجود المصرف لا يرتبط بموجة موقتة إنما هو نتيجة لتنامي أعماله على مدى السنين، وأنه بذلك يختلف عن الحضور المالي الأميركي، على سبيل المثال. وأوضح على هامش مؤتمر أقامه المصرف بعنوان"المرأة والقيادة في مجلس التعاون الخليجي"، بمشاركة مؤسسات وشخصيات اقتصادية وسياسية نسائية خليجية، من بينها الرئيسة السابقة للجمعية العامة للأمم المتحدة، البحرينية هيا الخليفة، أن المصرف توسّع في شكل كبير في السنوات الخمس الماضية في المنطقة، ووجوده لا يرتبط بالحضور الثقافي والسياسي والعسكري الفرنسي المتزايد خليجياً. وأضاف إن التوجه نحو الخليج هو توجّه عالمي، وأن"بي أن بي باريبا"بات ينشط في كل مجالات العمل المصرفي، في الاستثمار وإدارة الأصول والخدمات المصرفية التجارية، يدير شبكة واسعة من المصالح في الخليج. وهو يقيم شراكات محلية مع"البنك السعودي للاستثمار"في السعودية ويقوم بعمليات استثمار خاصة به. وأشار إلى أن المصرف وجه في السابق الرساميل إلى أوروبا، إلا أنه بدأ أخيراً مع تزايد فرص الاستثمار في منطقة الخليج، بتوجيه استثمارات زبائنه إليها، ونجح في شكل خاص في جذب استثمارات آسيوية. وأفادت رئيسة قسم التطوير المهني الجماعي في المصرف، صوفيا ميرلو، أنها شديدة التأثر بما رأته في منطقة الخليج ودهشت بالمشاركة الواسعة للنساء في النشاط الاقتصادي على نحو خاص. أما مدير الموارد البشرية في"بي أن بي باريبا"عبد الحكيم الدُكالي، فتحدث عن ظاهرة عالمية تتمثل في تزايد الدور النسائي في قطاع التعليم، في المجالات كافة، في أوروبا وأيضاً في الخليج. وتضمن المؤتمر سلسلة من الدراسات حول دعم المرأة كأداة للتطوير، واستعرض إنجازاتها التعليمية وإنجازات سيدات الأعمال في دول الخليج. وتابع دوران أن التنوع في نشاطه يعتبر أحد أهم أولويات"بي أن بي باريبا"الاستراتيجية في الخليج، وهو يبذل قصارى جهوده لتطوير نشاطه وتعزيزه. وأضاف أن عقد مثل هذا المؤتمر يشكل مثالاً حياً عن الجهود الهادفة للقيام بمساهمة إيجابية في المنطقة، محلياً وعالمياً. ويضم فريق عمل المصرف في منطقة الخليج 620 موظفاً من جنسيات مختلفة، وهو نتاج توسع المصرف في المنطقة منذ أكثر عن 35 سنة، في خمس دول خليجية، ويغطي نشاطه أيضاً عُمان واليمن. وأضاف دوران أن منطقة الخليج باتت تشكل احدى أهم أسواق"بي أن بي باريبا"لقوتها المالية وانفتاحها المتسارع وتطورها المتزايد. وأوضح ان عدد الشركات في المنطقة ازداد أكثر من الضعف في السنوات الأخيرة، ويتوقع ان تزداد 25 في المئة بحلول عام 2010. وأكدت رئيسة"جمعية نساء الأعمال العربية"، الشيخة حصة سعد العبدالله الصباح، أن الازدهار الاقتصادي الحاصل في المنطقة لا يمكن تجاهله. فبينما يعزوه كثر إلى الزيادة في أسعار النفط، يعتبر الجانب البشري العامل الأهم. ولفتت الى مئات الأمثلة لنساء خليجيات حققن نجاحات في قطاع الأعمال، منهن رئيسة"مجموعة عيسى القرق"، رجاء القرق، التي تدير 29 شركة فيها 3000 موظّف. واختارتها شركة"داتاماتيكس"ك?"امرأة عام 2003"، واختارتها مجلة"فوربس"كثالث أقوى امرأة في منطقة الخليج. واستعادت الصبّاح تجربة المديرة التنفيذية لمؤسسة"فرصة"شمسة راشد التي تخصصت في توفير الفرص للنساء للاستفادة من الازدهار القائم في الخليج، وجمعت 272 مليون عام 2007 في صندوق مخصص لدعم النشاط النسائي في العقار والتعليم وتجارة التجزئة والصحّة والتكنولوجيا. وعلى رغم أن الصندوق سيركز على مشاريع لنساء الأعمال، إلا أنه يستهدف مشاريع ضخمة في الإمارات ودول الخليج والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. نموذج البحرين وتحدث مدير مكتب منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية يونيدو هاشم حسين، عما بات يعرف ب?"النموذج البحريني للتنمية"الذي حقق نتائج جيدة في البلاد، لا سيما في مجال تمكين المرأة اقتصادياً، ما جعل الأممالمتحدة تجعل من هذه التجربة مشروعاً يطبق في مناطق عدة من العالم، تحديداً في دول جنوب شرق آسياً وغرب أفريقيا وأميركا الجنوبية.